#مصيبة_الزهراء#فاطمة⬛◼️ *
مصيبة رحيل الزهراء "ع"*
◼️⬛*لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..*
*إنا لله و إنا إليه راجعون..*
◾ سمعت مولاتي الزهراء "ع" من أبيها الصادق المصدَّق الذي قال: (من رآني فقد رآني)
و اليوم انتبهت من غفوتها و أستعدت للرحين الى الأخره بعد أن سمعت من ابيها رسوال الله "ص" في منامها نبأ ارتحالها فلا مجال للشك والتردد في صدق الخبر.
فتحت عينها، واستعادت نشاطها،
ولعلها كانت في صحوة الموت وقامت ، واغتنمت تلك السويعات الأخيرة من حياتها.
ويعلم الله مدى انشغال قلبها وتشتّت فكرها في تلك اللحظات، فهي مسرورة بالموت الذي سوف يُحلُّ بها ، وتلتحق بأبيها رسول الله (ص) الى الرفيع الأعلى ، وتتحقق في حقها البُشرى التي قالها رسول الله (ص) : أنت أوّل أهل بيتي لحوقاً بي.
ولكنها من ناحية أخرى.. حزينه لأنها سوف تترك زوجها وحيداً غريباً في بلا ناصر ولا معين سوى الله تعالى ،
ومما كان يؤلمها في تلك السويعات أكثر وأكثر وكان يضغط على قلبها أنها تفارق أطفالها الصغار الحسن و الحسين و زينب و أم كلثوم..
وقد ذُكِر أن من جملة أسمائها الحانية، لأنها كانت في قمة الحنان والعطف على أولادها ، وكانت أكثر أُمهات حباً وشفقة على أطفالها .
لكنها ستتركهم في هذا الدهر الخؤون ، وخاصة وأنها قد سمعت من أبيها الرسول (ص) مرات عديدة: أن آل رسول الله هم المستضعفون وأنهم سوف يرون أنواع الاضطهاد وألوان المصائب، كما شاهدت هي ذلك بعد وفاة أبيها الرسول (ص).
نعم.... أقبلت الزهراء "ع" تمشي مُتكئة على الجدار نحو مكان الماء في بيتها، و دعت اطفالها لتغسل رؤسهم بيديها المرتعشتين ..
ما حالها وهي تلمس رُؤوس أطفالها وأبدانهم النحيفة، وكأنها تودعهم، و تبكي بصوت خافت، و دموعها تسيل على وجهها الذابل .. بعدها هيأت لهم طعاماً..
◾ ثم طلبت الزهراء "ع" من أسماء بنت عميس الحنوط الذي جاء به جبرائيل من الجنة وقالت: يا أسماء ائتني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا ، فضعيه عند رأْسي.
ثم دعت سلمى امرأة أبي رافع وقالت لها: هيئي لي ماءً و وثياباً جُدد ، فاغتسلت أحسن ما يكون، ثم قالت: افرشي فراشي.
أقول: لا أعرف السبب في اغتسال السيدة فاطمة وتبديل ثيابها وهي في أواخر ساعات الحياة، بل على أعتاب المنية.
ولعل السبب في ذلك (والله العالم) أنها (ع) أرادت أن تغسل آثار الجروح الموجوده على عضدها و ضلعها و تخفيها، لأنها تعلم أن امير المؤمنين سوف يغسلها..
انتقلت مولاتي (ع) إلى فراشها المفروش وسط البيت، واضطجعت مستقبلة القبلة، واضعة يدها تحت خدِّها .
◾ وقيل: أنها أرسلت ابنتيها: زينب وأُم كلثوم إلى بيوت بعض الهاشميات لئلا تشاهدا موت أُمهما، كل ذلك من باب الشفقة والرأْفة، والتحفّظ عليهما من صدمة مشاهدة المصيبة.
يستفاد من بعض الأحاديث أن الإِمام علياً والحسن والحسين (ع) كانوا خارج البيت في تلك الساعة، ولعل خروجهم كان لظروف معيّنة ، و أنهم لم يحضروا تلك الساعه الأخيرة من حياة أُمِّهم ، وإنما كانت أسماء و فضه حاضرتان..
◾ وأذا هي على فراشها أذ أنكشف الغطاء لها و قالت :
السلام على جبرائيل...
السلام على رسول الله...
اللهم مع رسولك، اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام.
ثم قالت لأسماء و فضه : أترون ما أرى؟ فقيل لها: ما ترين؟ قالت: هذه مواكب أهل السماوات وهذا جبرئيل، وهذا رسول الله يقول: يا بنية اقدمي، فما أمامك خير لك.
ثم قالت: وعليك السلام يا قابضْ الأرواح عجِّل بي ولا تعذبني، و قالت: إليك يا ربِ ...
ثم غمضت عينيها، ومدت يديها ورجليها وفارقت الحياة....
*رحم الله من نادى ...*
*وااا سيدتاااه... وااا فاطمتاااه*
◾*النعي...*
خرجت أسماء فتلقاها الحسن والحسين و قالا : أين أمنا يا اسماء.؟
قالت : أن أمكنا نائمه .. فقالا: يا أسماء ما يُنيم أُمَّنا في هذه الساعة؟ فسكتت..
فدخلا فأذا هيه ممدده فحركها الحسين فأذا هيه ميته..
فألقى الحسن نفسه عليها يقبِّل رجلها ويقول: يا أُماه كلّميني قبل تفارق روحي بدني.
وهكذا الحسين كان يقبل رجلها ويقول: يا أُماه! أنا ابنك الحسين!! كلِّميني قبل أن يتصدَّع قلبي فأموت.
قالت لهما أسماء: يا بنَي رسول الله انطلقا إلى أبيكما فأخبراه بموت أُمكما. فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء.
فتلقتهم الأمام "ع" وسألهما عن سبب بكائهما فقالا: لقد ماتت أُمنا !
فوقع الإِمام على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ وأقبل إلى البيت..
◾ *النعي..*..
...
*تمت بحمد الله و عون الصاحب "عج" و فضل الزهراء "ع"*
📚 *أعداد و تنظيم :*
*خادمة أهل البيت "ع"*
🖊️ *المله أم عباس*
*( لا أجيز حذف الأسم و لا طبع المحاضرات غير مبري للذمه)*
*نسألكم الدعاء لتعجيل الفرج*
📚 *المصدر :*
*_(فاطمه الزهراء من المهد الى اللحد)*
*للسيد محمد كاظم القزويني*
*_ مجمع المصائب*