.. ، و ظل قتيبة بن مسلم حاكما على إقليم خراسان 13 عاما .. ، و في أثناء تلك الفترة أراد الوليد بن عبد الملك أن يجعل الخلافة من بعده في أبنائه ، و أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد .. ، و شجعه الحجاج بن يوسف على ذلك لأن سليمان كان يبغض سياسات الحجاج الظالمة ، و يعترض على تصرفاته كثيرا .. .. ، أما قتيبة بن مسلم فقد كان هو الآخر يرى كرأي الحجاج ، يرى أن تكون الخلافة في أبناء الوليد ، و أن يتم خلع سليمان عن ولاية العهد .. .. ، فأدى هذا الموقف السياسي لقتيبة بن مسلم إلى أن اكتسب عداوة سليمان بن عبد الملك له ...
.. ، و لكن .. لم يتمكن الوليد من خلع سليمان ..
.. ، و تولى سليمان الخلافة من بعده ، فقرر عزل كل الأمراء و الولاة الذين عينهم الحجاج بن يوسف الثقفي و الموالين له .. ، و من ضمنهم قتيبة بن مسلم بطبيعة الحال .. !!
.. ، و يروى أن قتيبة بن مسلم بدأ يظهر اعتراضه على سليمان ، و أخذ يجمع الناس حوله حتى خشي سليمان من أن يقوم قتيبة بن مسلم بحركة إنفصالية في بلاد المشرق ، فقام أحد جند سليمان بن عبد الملك بقتله ..!! .. ، و لم يكن قتيبة وقتها قد تجاوز الخمسين من عمره ..
.. ، و كانت هذه هي النهاية الحزينة لبطل عظيم من أبطال الإسلام ....!!!! .. ، و لا عجب ... فعندما يدخل ( الكرسي ) في الحسابات تنقلب الأحوال رأسا على عقب .. ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
.. ، فقد بقيت بعد مقتل قتيبة بن مسلم تحت حكم الإسلام ، حيث يدفع أهلها الجزية المقررة لحاكمهم المسلم مع إصرارهم على وثنيتهم .... .. ، و استمر هذا الحال حتى تولى الخلافة سيدنا / عمر بن عبد العزيز بعد وفاة سليمان بن عبد الملك ..
.. ، ثم حدث أمر عجيب عجيب ..
.. ، فقد اكتشف كهنة سمرقند أن قتيبة بن مسلم عندما جاء لفتح سمرقند بغتة و دون سابق إنذار ، فإنه بذلك قد خالف أحكام الإسلام التي تلزم أمراء الجيوش الإسلامية بأن يخيروا أهل المدن التي يريدون فتحها بين ثلاثة أمور : ( الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية ، أو القتال ) ، و أن يمهلوهم ثلاثة أيام للتفكير في الأمر قبل بدء القتال ..
.. ، و لكن قتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك لأنه .. كما عرفنا .. كان يعتمد في فتوحاته على عنصر المفاجأة و الضربات السريعة .. .. ، كما أنه كان يعرف عن طبيعة أهل سمرقند المتمردة أنهم لن يقبلوا الدخول في الإسلام ، و سيختاروا القتال ...
.. ، فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت ( و هو عمر بن عبد العزيز عليه رحمة الله ) .. ، و أرسلوا هذه الرسالة مع أحد أهل سمرقند ، و هو الذي سيحكي لنا تفاصيل هذه القصة بنفسه .. ، و لكن في الحلقة القادمة إن شاء الله ...