.. ، و الآن أحكي لكن قصة قتيبة بن مسلم في فتح مدينة سمرقند ..
* تقع مدينة ( سمرقند ) فى آسيا الوسطى فى بلاد ما وراء النهر .. ، و كانت مدينة رائعة الجمال ، حتى وصفها ابن بطوطة بقوله : (( إنها من أكبر المدن و أحسنها و أتمها جمالا .. ، مبنية على شاطىء واد يعرف بوادى القصارين ، و كانت تضم قصورا عظيمة .. )) .. ، و وصفها بعض الرحالة العرب ب :
(( الياقوتة الراقدة على نهر زرافشان ))
.. ، و قد كان أول فتح إسلامي لها على يد سعيد بن عثمان بن عفان ، و قد فتحها صلحا عام 55 هجرية
.. ، ثم نقضوا عهدهم مستغلين انشغال المسلمين بالفتنة الكبرى .. ، ففتحها سالم بن زياد عام 61 هـ بعد مقاومة عنيفة .. ، ثم نقضوا العهد مع المسلمين مرة أخرى و تمردوا عليهم ... !!
... ، فلما نجح قتيبة بن مسلم في فتح بخارى و خواريزم و عاد بعدها إلى خراسان نصحه بعض أمرائه أن يخرج مرة أخرى ليفاجئ أهل سمرقند المتمردة لأنهم لما عرفوا بعودة قتيبة إلى بلاده اطمأنوا أنه لن يغزوهم في هذا العام ، و بالتالي سيكون ( عنصر المفاجأة ) في صالح المسلمين ..
.. ، فأعجب قتيبة بهذه الفكرة و سارع في التنفيذ ، فبعث أخاه عبد الرحمن بن مسلم بين يديه في عشرين ألفا ليسبقه إلى سمرقند ، ثم لحقه قتيبة في بقية الجيش ..
.. ، فلما وصلت تلك الأخبار إلى سمرقند أخرج حاكمها جيشا ليعترض طريق جيش قتيبة .. ، فدار قتال بين الفريقين انتصر فيه المسلمون و قتلوا معظم فرسان سمرقند و غنموا أموالهم ..
.. ، ثم وصل قتيبة بجيشه إلى حصون سمرقند و حاصرها ، و نصب المجانيق حولها ، ثم أخذ يضرب أسوارها العالية حتى تمكن من إحداث ثغرة في أحد تلك الأسوار ..
.. ، فانطلق المسلمون من خلال تلك الثغرة إلى داخل الحصن ، و دار تراشق بالسهام بين الفريقين حتى شعر حاكم المدينة بأنه لا مفر من طلب الصلح .. .. ، فأرسل إلى قتيبة يقول له : (( ارجع عنا يومك هذا ، و نحن نصالحك غدا ))
.. ، فرجع عنهم قتيبة .. ، فصالحوه من الغد على ألفي ألف و مائة ألف يحملونها إليه في كل عام .. ، و على أن يعطوه في هذه السنة ثلاثين ألف رأس من الرقيق ليس فيهم صغير ولا شيخ و لا عيب .. ، و على أن يسمحوا لقتيبة ببناء مسجد في سمرقند فيوضع له فيه منبر ليخطب عليه .. .. ، فأجابوه إلى ذلك كله ..
.. ، فدخل قتيبة و معه أربعة آلاف من الأبطال ، و بني المسجد و وضع فيه المنبر .. ، فصلى قتيبة في المسجد و خطب في الناس .. .. ، ثم أتي بالأصنام التي لهم فألقيت بين يديه بعضها فوق بعض حتى صارت كالقصر العظيم ، فأمر بتحريقها .. .. ، فقال المجوس : (( إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ))
.. ، فجاء حاكم المدينة فزعا ، و نهى قتيبة عن حرق هذه الأصنام ، و قال له : (( إني لك ناصح )) .. ، فقال له قتيبة : (( أنا سأحرقها بيدي ))
.. ، ثم أخذ شعلة من نار و أشعل في أصنامهم و هو يكبر الله عز وجل .. ، فلما أحرقت تماما وجد من بقايا ما كان فيها خمسين ألف مثقال من ذهب ...!!!!!
.. ، و كان من جملة ما أصاب قتيبة في السبي جارية من ولد يزدجرد ( كسرى الفرس الأخير ) ، فأهداها إلى الحجاج بن يوسف .. ، فأهداها الحجاح إلى الخليفة / الوليد بن عبد الملك ، فولدت له يزيد بن الوليد .. !!
.. ، و قال قتيبة بن مسلم لأهل سمرقند : (( إني لا أريد منكم أكثر مما صالحتكم عليه ، و لكن لا بد من جند يقيمون عندكم من جهتنا )) .. ، ثم أرسل عددا من جنود المسلمين ليقيموا في سمرقند ، و عين عليها حاكما مسلما لإدارة شؤون البلاد ، و حتى لا يحاول أهلها أن يتمردوا بعد ذلك ..
.. ، فاضطر حاكمها الوثني المخلوع أن يخرج منها صاغرا ، فتلا قتيبة بن مسلم قول الله عز وجل :