سيدتي، كم أود أن أنظر إلى عينيك ثم اقول أحبك، فيستقبلها قلبك و يرد "أحبك أكثر" و تستقر في قلبي أكثر ..
تعلمين أننا ذكريات لزمنٍ قادم ، صور ل أشخاص آخرون .. لمآ نترك اللّحظات الثّمينة و الوقت يمضيان هباءً منثوراً و نحن لسنا معا ..؟ الوقت يا عمري إن فات لا يعود! الوقت يمضي و تمضي معه أعمارنا، و علنا لا نحظى بفرصةٍ أخرى.. جئنا إلى هذا العالم ، كي نحب، و إن كان لابد من الموت فلنمت في الحُب، و بقرب من نحب .. هيا تعالي نرسم ذكرياتنا على خد قمر، و نرسم صورنا على خد غيمة ، سنرسمها معاً بإبتسامة، ثم ليأتي الموت.. و نحن معاً ..
تائه أنا يا الله لا أعرف كيف أهتدي لسبيل، أنا أمام فُتور يجعلني أرى الدنيا في ظلام دامس لا أعرف كيف أُخلص نفسي من كل هذا ..؟
أنا في مرحلة لا أعرف كيف أفهم مشاعري فيها، مرحلة من التيه واللاوعي، عدم التركيز والتخبط، لاأعلم ماذا أريد لا أعلم ..؟
إن فتوري هذا، يُصيبني بالغثيان، صورة لا أحبها فهو يجُرني إلى الشعور بالخوف، والقلق، والتفكير بالمستقبل أكثر مما يجب التفكير فيه .!
حيرةٌ لاسبب لها تُشعرني بالإفلاس المعنوي، تُنهك عقلي وروحي كثيراً، ألم أكن ذلك الذي يُحب كل شيء يفعله، يتحمس لأبسط التفاصيل ، أين أنا، أين الشغف الذي بداخلي ..؟
ضعفت قواي من كثرة الصراع يالله، أحاول بكل ما أُوتيت من قوة أن أنجو من الهبوط على شفا حفرة فتوري وحيرتي، أحاول ألا أفقد كل قوتي وطاقتي التي أعانتني على التحمل طوال الفترة الماضية، أحاول أن لايغيب شق النور الصغير الذي في قلبي يضيء لي طريقي، ويمدني بشيء بسيط من الأمل والقدرة على الاستمرار ..
أعلم أن شغفي يعاتبني الآن على شعوري، وضعفي، ورضوخي لكل المشاعر المتناقضة، والسلبية التي بداخلي، لكم يصرخ بي أن أفيق، وأستعيد خُضرة روحي، وطموحي التي فقدته في غمرة متاعب الحياة وقسوتها ..
ليس لي إلا أن أدعو الله، بأن لايضعفني عند أي سقوط أو إخفاق، أن يمُدني بالقوة والشغف من جديد، أن يملأ روحي بالحب الذي هو أساس الشغف، أن يمُدني باليقين لأضيء عتمة قلبي وأستكمل ما عاهدت نفسي عليه ..
لن ترحلي حتّى وإن قرّرتِ ذلك .. ستظلّين هُنا وإن غاب قلبكِ وعقلكِ ستظلّين وإن غاب جسدك أيضاً! ستبقين بجانبي وإن اختفت ضحكاتكِ وأحاديثك ونظراتك وجميع صوركِ وإن قمتِ بحرق كل شيء خلفكِ ستبقين لأنني وببساطة حين وضعتُ كل التوقعات السيئة القادمة لم أضع في الحسبان إحتمالية فقدانك ..
لم التقط احلامي حين رأيتها تتساقط أستبدلت الأمنيات برجاءات فضلّت الأنزواء عن الحشد خضتُ الطريق وحدي دخلتُ كهفاً مُظلماً طاردتُ النور فيه كلما خطوت خطوة صار بعيداً أكثر حتّى تعثرت باللاشيء أرتطم رأسي بحجارة الأمل فوقفت اتساءل بهلع: ماذا يريد هذا اليأس منّي ..؟
كانوا ثلاثة يلعبون الغميّضة اليأس والغباء والشرف جاء الدور على الغباء اختبأ اليأس خلف صخرة سوداء رأى الشرف امرأة عابرة فدسّ نفسهُ بين فخذيها لم يجدهم الغباء انتهت اللعبة خرج اليأس واعلن فوزه ذهب الشرف الى مكانٍ مجهول ومازال الغباء يركض خلف المرأة ..
في مكانٍ ما لم يُسمّى بعد، يقع هنالك بين التردد والذهاب، بين الصمت والكلام، بين الغياب والحضور، بين الإلتفات وعدمه .. أنا عالقٌ هناك منذ زمن، وأختنق بين زحام المخذولين ..
عزيزي الله ، علّمني كيف أحبّ نفسي ، كيف أغفر لنفسي وأبتعد عن التّصوّرات المشوّهة والمعتقدات الخاطئة الّتي خلقتها عن نفسي بنفسي . علّمني كيف أحبّ نفسي خارج نطاق الأحكام الّتي عقدتها عن نفسي وضدّ نفسي . افتح عقلي وقلبي لتلقّي حبّك وتوجيهك لي الآن وكلّ حين . قرّبني إليك يا قريب ، اشفي روحي بحبّك يا مجيب ، فإنّي والله أحبّ القرب منك وإليك .
اجعل من كلامك مع الله حبّا ، لتحيا بحبّ ، لأنّك بين يدي من خلقك بحبّ كبير ، ولأنّك تستحقّ الحبّ . ولا تخف من جرحك ، لا تخف من نفسك ، فما دام قلبك موجّها نحو الله ، فأنت بخير بإذن الله ..