بقالي فترة مش قادر أستوعب مرور الوقت بالسرعة الجنونية دي! ده لو فكرت فيه هتلاقيه بينتج كم أفكار سوداوية هائلة! منها مثلا إنك بتكبر، ومنها إنك لسا محققتش اللي إنت عايزه، ومنها الزواج، ومنها ومنها.. لكن فيه حاجة دايما بتيجي في الآخر؛ عمرك فيما أفنيته! طيب ما آه إحنا ميتين، لكن لا ننسى نصيبنا من الدنيا، بس الأمر الرئيسي هنا إيه؟ الآخرة! يا اخوانا إحنا أعمارنا بتضيع مننا، مش هقولك بتضيع سدى، لأن ما شاء الله فيه ناس قاطعة أشواط كويسة وربنا يبارك فيها. لكن فيه مننا بتضيع منه سدى عادي، وفيه الكويس لازم يحافظ على كونه كويس. أنا مش قادر أستوعب مع مرور الوقت بالسرعة دي؛ إننا هنسأل عنه كله! ده أمر من عزائم الأمور لازم تقف له شوية حلوين بينك وبين نفسك! حاول تقدمه على كل الأمور الدنيوية اللي بتاخد زحام الأفكار جواك وبتخليك تحزن وتكتئب، ومن حزنك يدخل الشيطان عليك يكمل. عظم أمر الآخرة في قلبك، الوقت ده مهم، مهم جدا.
أتعرف مقدار النظرة! ينتكس الإنسان بنظرة، لذلك كان لا بد ألا تتبعها بأخرى، حتى لا يستقيم فيك وهن لا تحبذه. تراه شامخا صنديدا وتزعزعه نظرة بسيطة! نظرة مغلفة بالفضول والوهم، بالشيء المراد الذي لا يُوصل، بالفتنة الجاذبة للقلب الشريد الجائع. شيطان يقف على أعتاب بصيرتك؛ يقول لك: استزد! تمعن وانطلق، غص في رحاب نفسك الدفينة التي تجمح لشيء تريده. وأنت ببصيرتك القاصرة؛ لم تفطن أن في قهر الهوى قوة لا يوفق إليها إلا كل مخلص، ولا يُنتشل منها إلا كل أواب. لكن سبحان الذي خلقنا وهيأنا وأعلم بنا منا، كانت قوة القهر في نظر الإنسان منا مستبعدة في لحظتها؛ إذ إننا عوقبنا بالغفلة، واستثقلناها حتى غصنا في وحل النظرة.. فكان الانتشال من الوحل بعدها أصعب ألف مرة، فَذقنا المرار الصعب، وتعلمنا بأقسى الطرق وأشدها. فارحم ضعفك واعرفه حق المعرفة، وادع الله ألا يوكلك إلى نفسك طرفة عين.
يقول: لا أسأل الله خفة الحمل، ولكن قوة الظهر. اسأله الاثنين؛ اسأله سبحانه علف بعيرك، ووجها صبوحا جميلا، وخلقا رحيما، وقلبا مسلولا سخيمته لطيفا. اسأله سبحانه كل شيء، هو الرزاق الواسع، لا تتكلف ولا تحقرن من أثر الدعاء شيئا.
وكان - أسعده الله - كلما اطمأن؛ حكى، كان لا يقبض شعور السعادة داخله أبدا ليحتكره بمفرده. يريد أن يخبر الدنيا بأسرها أنه سعيد، ليس من باب المشاركة وإنما من باب تقرير الشيء حتى يؤكده مرارا على نفسه.
تحاول استيعاب كل شيء يدور حولك. تريد فهم كل شيء، أدق التفاصيل لا يمكن أن تعبر من خلالك بسلاسة، تهلك نفسك رويدا في البحث والاستقصاء عما يمكن أن يشغلك عن نفسك. ونفسك؟ أين أنت منك؟ أين حق قلبك في التريث من الركض وراء كل نازلة وموقف! تقف على أي شيء تتساءل عنه سؤال الفضولي الذي يبحث عن ملء فضوله، وتنسى في خضم كل ذلك نفسك. ترفع قليلا وترفه عن شوائب السؤال، تريث كثيرا واهدأ.
أحببتني في الله؟ إذا فأنت تنصحني متى زللت، نصحا رشيدا يهذبني من هزلي، وتشتد عليّ إذا لزم الأمر، شدة لا تظلمني بها ولا تنتصر لنفسك انتصارا يسخم قلبك. لا تتقبل مني إهانة، ولا تصمت عن ملامة مستحقة، جد ببوحك ولا تجعل من الأسقام بيننا تزداد. اغبطني غبطة المحب، ولا تحسدني حسد الحاقد، وادع الله لي ولك أن يسلل سخيمة قلوبنا وألا نحيد أو نضل. لا تقرني على معصية مخافة نُصحي، فإنك متى ارتعدت مخافتي أكثر من مخافة الله، فأنت لست بخليل يحبني فيه! كن معي يا صاحبي، ولا تكن علي.
وقد قابلت من الخلق الكثير، وما أسرني وحببني إلى نفسي إلا الليّن السهل، الذي لا يدخر جهدا في ابتسامة أو قول حسن أو فعل يبذله تجاه الآخر يهوّن عليه. كأنه رأى ما لم يره غيره؛ أن الدنيا على وسعها ثقيلة، فليكن هو خفيفا، ولم يكبله أن يكون مبادرا، لم يتملكه الخوف على جهده المبذول أن يكون في غير محله؛ وإنما كان حال قلبه: هي لله.
كيف يستأنس المستوحش على الدوام؟! المستوحش نفسه وصحبته ومكانه! كأنه يبحث عن غاية غير معلومة، وجهة لا دليل لها! ربما عليه أن يتفقد بوصلة قلبه، يهذبها من الأسقام والسخط، ثم ليوجهها ناحية ربها. يظل مستوحشا طالما يأمل في الناس أكثر من رب الناس! غايتك ربك، صله وتدبر في صلتك به، تستأنس ذلك القرب الجميل منه، تقف على بصيرة من الدنيا وبلائها وزهوتها ومشاقها، ثم تعي وجهتك حقا، لا تُضام فيها. ومن استأنس بالله، فإن الله يؤنسه.
«ما من إنسان يرتدي وجهًا لنفسه وآخر أمام الآخرين ويبقى على ذلك زمنًا طويلًا إلا ويجد من نفسه بعد ذلك حيرةً وضياعًا؛ إذ لا يعود قادرًا على معرفة أي الوجهين هو الحقيقي!».
مشهد الطفل تحت الأنقاض طلع مشهد تمثيلي يا اخوانا وليس من غـ.ـزة والصورة المتداولة التانية بتاعة الطفل اللي واحدة شايلاه ومكتوب إنه تم إنقاذه دي من لبنان وبقالها كم يوم. وإحنا كلنا اتضحك علينا علشان واحد خسيس غاوي شوية ريتش، المهم متنسوش مصاب إخوانكم في كل بقاع الأرض ونتحرى بعد كده اللي ننشره بالله عليكم.
قاتل الله الدعم السريع، حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء المجرمين! أبادوا قرية بأكملها في السودان، دخلوا وأفزعوا أهلها ثم تناوبوا على قتل رجالها! لا إله إلا الله
ما أكثر القصص العجيبة في هذه الحـ رب، لكن تكاد هذه القصة أن تكون أعجبها !! في شمال ڠـزة تحديداً، وفي مستشفى كمال عدوان، وضعت الأم رغد البسيوني مولودها تحت القـ صـ ف الشديد حولها، والحصـار المطبق على المنطقة !! خرجت رغد بسيارة الإسعاف بطفلها وبعض المرافقين معها بحثاً عن مكان آمن يحتضنهم، فلاحظتهم الطائرات فقـ صفتهم فارتقوا كلهم على الفور !! وبعد مرور 24 ساعة كانت قافلة أممية تسير في المكان، فلاحظوا صوت طفل صغير يخرج من ذلك الإسعاف المدمر، وحوله الكلاب تنهش في أجساد من ارتقى، فلما اقتربوا من المكان، تفاجأوا بطفل صغير ملفوف في قماشة لم يخدش من القـ صـ ف، ولم تقترب منه تلك الكلاب طيلة الليل ولم تمسه بسوء !! إنها والله لمن معجزات هذا الزمان، فسبحان من حفظه، سبحان من سلمه، سبحان من رعاه واعتنى به !! اللهم كما حفظت هذا الطفل وأنقذته من ظلمات الموت، احفظ ڠـزة وأهلها، وأنقذهم من ظلمات الحـ رب عاجلاً غير آجل يارب العالمين !!