View in Telegram
في بدايات الحرب، كان من الأمور التي يستأنس بها المرء، ويصبّر بها نفسه، رسائل تصله من إخوة وأحباب، ومشايخ وأصحاب، يحس بها بشعور الأخوة، ويتذكر معها رابطة الجسد... وقد كنتُ -كوني طالبا من الطلاب- أسعد ما يكون برسائل تصلني من الشيخ أحمد، حتى لقد كنت أتفاخر بها أمام بعض أقراني، وسؤاله عني، وطمأنته إياي، أمران غمرا قلبي لطفا وإحسانا. وكان من ذلك تذكير دائم، وتنبيه مستمر، على مركزية استحضار آيات آل عمران، من الشيخ لي في تسجيلات أكررها، أو منه للعامة بكتابات ولقاءات... وكان مما ربط الله به على القلب، وثبَّتَ به الفؤاد، تكراري لقوله ﷻ: {قد خلت من قبلكم سنن} إلى قوله {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه}، بعد وصية من الشيخ، وتذكيرا منه، ذكرت هذا هنا. ثم إنه قد حصل نزوح وخروج، فبقي المرءُ مستحضرا {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم}، وصمتٌ من "شيوخ" نتلوا معه: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}! وأذكر لقاءً عُقِد لنا في البرامج بعنوان: {فما وهنوا} ، وتعلق المرء بتلك الآيات جدّا جدّا، حتى لقد قرأها في ليلة اجتمع عليه فيها رعب القصف، وآلام الجوع، ومأساة التشرد... على أن كتاب الله كله شفاء، إلا أن (آل عمران) لها وقع خاص، ولطالما قلت للناس حولي: والله لكأنها أنزلت علينا!
Telegram Center
Telegram Center
Channel