عادة ما يُستدل بلقب الباقر (ع) على سعة علم الإمام (ع) ويُغفل عن جانب العمق، والحال أن لقب الباقر لا يدل على كثرة العلم وسعته فقط، بل يدل كذلك على العمق العلمي، يقال بقر الأرض إذا شقها وأخرج مكنوناتها، فهو يبقر العلم ويغوص في أعماقه ويخرج ما في جوفه من كنوز.
الباقرون بطون العلم إن وقفتْ بقيةُ الناس عند الظاهرِ البادي
ولأجل السعة العلمية التي توفرت في شخصيته من جهة، والعمق العلمي الذي تميز به من جهة أخرى، أقبل عليه الناس من شتى البقاع لينهلوا من علومه الواسعة والعميقة، لأنهم لم يجدوا عند غيره من سعة العلم وعمقه ما وجدوه عنده عليه السلام.
قصدتهُ الأنامُ من كل فجٍّ تنهلُ العلمَ والهدى كالظِماءِ فتروّت بفيضهِ الغمرِ حتى أصبحت من أكابر العلماءِ
لم يقل إن الإنسان ليطغى أن استغنى، بل قال أن (رآه) استغنى، وذلك أن الإنسان لا يستغني في الحقيقة عن الله، بل يبقى فقيراً محتاجاً له مهما بلغ، ولكنه نتيجة لما يتمتع به من صحة وقوة ومال وجاه يرى نفسه قد أصبح مستغنياً، فلذا يطغى نتيجة لهذه الرؤية والشعور الزائف بالإستغناء. #تدبر#القرآن
(ثلاثُ خصالٍ تجلبُ فيهن المودة: الإنصاف في المعاشرة , والمواساة في الشدّة , والانطواء على قلبٍ سليم).
1️⃣ الإنصاف في المعاشرة: فإن الجور وعدم الإنصاف يؤدي إلى نفور الطرف الآخر في العلاقة، ولا يود الإنسان من لا يكون منصفاً معه.
2️⃣ المواساة: فإذا رآك من تعاشره مواسياً له واقفاً معه داعماً له انجذب إليك، أما إذا رآك غير مبال بما يمر به،متخلياً عنه في ظروفه الصعبة، قلّت مودته لك.
3️⃣ المشاعر الصادقة: فالقلوب لها مجساتها الخاصة، فإذا أردت أن تجذب قلوب الآخرين فأضمر المحبة الصادقة لهم في قلبك، واجعل قلبك سليماً تجاههم، فسوف تستشعر قلوبهم ذلك وينجذبون إليك. #الجواد
<< المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظٍ من نفسه، وقبول ممن ينصحه>>.
1️⃣ توفيق الله: فإذا خذل الله العبد ولم يوفقه فلن يفلح أبدا، فالإنسان محتاج في كل أموره إلى توفيق مولاه " وما توفيقي إلا بالله" وهو الأساس ولذا ابتدأ به.
2️⃣ واعظ من نفسه: بأن يكون رقيباً على ذاته منتبهاً لها، ينقد عيوبها وهناتها، ويعظها عند جماحها، ويرشدها ويصحح مسارها عند انحرافها وانجرافها.
3️⃣ قبول ممن ينصحه: فواعظ النفس أحياناً لا يكفي، لأن حب الإنسان لذاته قد يعميه عن عيوبها فلا يبصرها، فيحتاج الإنسان إلى واعظ خارجي، لأن غيرك قد يشخص من عيوبك ما لا تبصره أنت. #الجواد https://t.center/alshwki4
من الشروط المهمة في سلامة التفكير ومنطقية نتائجه وجود منهجية علمية تحكمه وتضبط مساره، ومن دون منهجية علمية يصاب التفكير بعطب بالغ. لاحظوا مثلاً مسألة الوقوع والإمكان، والثبوت والإثبات، فعلى الرغم من كونها قضية واضحة، وأن الإمكان ليس دليلاً على الوقوع، إلا إن كثيراً من الناس عندما تناقشه في مسألة ما وتطلب منه الدليل عليها، يرد عليك بكل ثقة وكأنه امتلك ناصية الدليل وكأنه أفحمك: هذا ممكن! هاا أجبني هل هو مستحيل؟ بينما السؤال ليس عن الإمكان وإنما عن الوقوع والإثبات، فليس كل ممكن واقع، ولا يصح الإستناد إلى الإمكان في إثبات الوقوع. هذا مجرد مثال بسيط على الخلل في منهجية التفكير، وهناك أمثلة أخرى يطول المقام بسردها، لكن ما نروم التأكيد عليه هو ضرورة أن يمتلك الإنسان منهجية علمية في ممارسته الفكرية، وإلا كان كحاطب ليل. #تفكير
هناك العديد من البحوث والدراسات المستوفية لشروط النشر، والتي قد تنشر في مجلات محكمة، لاشتمالها على ضوابط البحث الأكاديمي الشكلية من المصادر والمراجع وترتيب الفصول والفقرات وغير ذلك، لكنها ليس فيها كثير فائدة، ولا تشكل أي إضافة معرفية أو نقدية جادة، ولا تعالج أي مشكلة حقيقية، ولا تتوفر على أي عمق مضموني. #بحوث
كانت الأمية الأبجدية سائدة في مجتمعاتنا لفترات طويلة، وكانت مسألة القراءة والكتابة تمثل معضلة مزمنة فيها. ومع انطلاق حملات محو الأمية في مختلف الدول تم حل هذه المشكلة بصورة كبيرة، وإن كان إلى اليوم ما يزال في مجتمعاتنا من لا يحسن القراءة والكتابة.
ومع أن مشكلة الأمية الأبجدية حُلّت إلى حد بعيد في مجتمعاتنا، إلا أن مشكلة الأمية الثقافية ظلت حاضرة فيها على على صُعدٍ عديدة.
واليوم ومع تحول العالم إلى العالم الرقمي، برزت مشكلة أخرى وهي الأمية الرقمية. ولا نعني بها بطبيعة الحال معرفة استخدام الإنترنت ومواقع التواصل والهواتف الذكية من الناحية التقنية، فالجميع اليوم يحسنون ذلك حتى الأطفال الصغار منهم، ولكن نقصد بذلك ثقافة استخدام تلك الوسائل وطبيعة التعامل معها ومع محتوياتها، حيث ما زلنا نلحظ أمية مفرطة وسذاجة بالغة في طبيعة التعاطي معها. #ثقافة
الإنسان كلما ازداد علمه (بشرط أن يكون علماً حقيقياً)، وكلما ازدادت خبرته وتجاربه الحياتية (بشرط أن يكون واعياً بها) ، ازداد تواضعاً علمياً وسلوكياً، ونأى عن التكبر والغرور بالذات. #اخلاق https://t.center/alshwki4
هناك في وسائل التواصل الكثير من المقاطع التي يتم منتجتها ودبلجتها لأهداف عديدة، منها كسب المشاهدات.
وبعض هذه المقاطع يبدو زيفها واضحاً لكل من نظر فيها حتى لو لم يكن متخصصاً. ولكن العجيب أنك تجد تعليقات كثيرة يبدو منها التصديق بتلك المقاطع.
وكنت اتسائل مع نفسي دائماً وأقول: يا ربي هل من المعقول أن هذا العدد الكبير من الناس الذين يصدقونها سذج وبسطاء إلى هذه الدرجة؟
وأخيراً بدا لي بعد التأمل أن الناس في تصديقهم لها على قسمين: قسم فعلاً سذج وبسطاء بحيث ينطلي عليهم التزييف ولو كان واضحاً مفضوحاً. وقسم اخر ليسوا من السذج ولكنها توافق أهوائهم وتحيزاتهم وتعصباتهم، ولو كانت تخالف أهواءهم لبادروا بسرعة إلى تكذيبها وتزييفها. .
الذكر ذكران: ذكر لساني، وذكر قلبي. الذكر اللساني هو ما يجري على اللسان من ألفاظ الذكر، من تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد واستغفار، وأما الذكر القلبي فهو استحضار معاني هذه الألفاظ والجمل في القلب.
وأحياناً يكون الذكر القلبي أقوى تأثيراً من الذكر اللساني، فمثلاً عند مواجهة الإنسان لبعض المخاطر والمخاوف فإن ترديد بعض الأذكار لسانياً قد يُهدئ من روعه، ولكن الذكر القلبي يكون أكثر تأثيراً، فمثلاً عندما يذكر في قلبه ويتفكر في نفسه أن الأمور كلها بيد الله فهو المالك القاهر الحي القيوم، وأنه هو الضار النافع الدافع، وأنه لا حول لأحد ولا قوة إلا به، وأنه أكبر من كل شيء، وأكبر من كل مخاوفه، فإن نفسه تطمئن وتهدأ بسرعة.
هكذا مثلاً عندما يوشك على الوقوع في المعصية، فإن ترديد بعض الأذكار قد يمنعه من ارتكابها، ولكن ليس بقدر الذكر القلبي عندما يستحضر عظمة الله ورقابته له واطلاعه عليه، فيشعر بالخوف أو الحياء فيحبس نفسه عن مقارفتها. والأمثلة كثيرة على ذلك.
لكن ينبغي الإلتفات إلى أهمية الأذكار اللسانية، لأن البعض قد يقول أن الذكر اللساني ليس مهماً، وإنما المهم هو الذكر القلبي، وهذا ليس صحيحاً، فإن الذكر اللساني له أهميته الكبيرة وله آثاره، بل إن نفس تكرار بعض الأذكار اللسانية يترك أثراً في النفس، لأن النفس تتأثر بالتكرار وبالتلقين. هذا طبعاً بالإضافة إلى الثواب والأجر المترتب على الأذكار اللسانية.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (إياك أن تخبر الناس بكل حالك فتهون عليهم).
قد يضطر الإنسان أحياناً أن يشكو حاله لغيره طلباً للمساعدة، وأحياناً من أجل الفضفضة والتخفيف عن النفس، لكن لا ينبغي أن يدمن الشكوى، وأن يحدث الناس بكل ما يمر به، لأن ذلك سيكون سبباً لهوانه في أعينهم، كما أنه سيكون سبباً لابتعادهم عنه وعدم التقرب منه، لأنهم ينفرون من الإنسان المتضجر الكثير الشكوى. #حديث https://t.center/alshwki4
من عجيب أمر الناس أنهم يتقربون لأصحاب الأموال، أو أصحاب المناصب، وبشتى الوسائل، ويبذلون جهدهم في ذلك، ولا يتقربون إلى الله تعالى بنفس القدر، مع أنه المالك لكل شيء، والقادر على كل شيء، وبيده مفاتيح كل شيء.
نحن عادة نحمد الله تعالى عند عظائم الأمور، كأن يحل لنا مشكلة عويصة، أو ينجينا من كربٍ عظيم، أو عند النجاح في بعض الأمور المهمة، أو الحصول على بعض الأشياء الثمينة، أو غير ذلك، ونغفل عن حمده وشكره على الأمور البسيطة التي تحدث في حياتنا يومياً، فقلَّ من يحمد الله على أنه نام نومة مريحة، أو أكل أكلاً هنيئاً بلا مشاكل في معدته، أو أنه يتمشى بلا أي ألم، أو غير ذلك من التفاصيل الحياتية الكثيرة التي نمارسها بشكل روتيني ولا نلتفت لها ولا نحمد الله عليها.
المفروض أن الإنسان يكون دائم الحمد والشكر لربه على كل الأمور التي منحه أياها مهما كانت بسيطة أو عادية في نظره، وهي في الحقيقية عظيمة إن تأمل في ذلك، ويتمنى لو فقدها أن يشتريها بكل ما يملك.
نقل عن الإمام الصادق (عليه السلام): (في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك، بل ألف وأكثر).
من شقاء كثير من الناس زهدهم بكلام ربهم، فهم يقرأون كل كلام، ويسمعون كل كلام، ولا يقرأون ولا يسمعون شيئاً من كلام ربهم.. مع أنه لا كلام أعظم ولا أنفع منه.