من الشروط المهمة في سلامة التفكير ومنطقية نتائجه وجود منهجية علمية تحكمه وتضبط مساره، ومن دون منهجية علمية يصاب التفكير بعطب بالغ. لاحظوا مثلاً مسألة الوقوع والإمكان، والثبوت والإثبات، فعلى الرغم من كونها قضية واضحة، وأن الإمكان ليس دليلاً على الوقوع، إلا إن كثيراً من الناس عندما تناقشه في مسألة ما وتطلب منه الدليل عليها، يرد عليك بكل ثقة وكأنه امتلك ناصية الدليل وكأنه أفحمك: هذا ممكن! هاا أجبني هل هو مستحيل؟ بينما السؤال ليس عن الإمكان وإنما عن الوقوع والإثبات، فليس كل ممكن واقع، ولا يصح الإستناد إلى الإمكان في إثبات الوقوع. هذا مجرد مثال بسيط على الخلل في منهجية التفكير، وهناك أمثلة أخرى يطول المقام بسردها، لكن ما نروم التأكيد عليه هو ضرورة أن يمتلك الإنسان منهجية علمية في ممارسته الفكرية، وإلا كان كحاطب ليل. #تفكير