«إنّ لنفسك عليك حقّا فأعط كلّ ذي حق حقّه» يشير إلى أنّ النفس وديعة لله عند ابن آدم، وهو مأمور أن يقوم بحقّها؛ ومن حقها اللّطف بها حتّى توصل صاحبها إلى المنزل.
قال الحسن: نفوسكم مطاياكم إلى ربّكم، فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربّكم.
فمن وفّى نفسه حظّها من المباح بنيّة التّقوي به على تقويتها على أعمال الطّاعات، كان مأجورا في ذلك، كما قال معاذ بن جبل: "إنّي أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي". ومن قصّر في حقها حتى ضعفت وتضرّرت، كان ظالما لها.
من أدمن (يا حي يا قيوم لا إله إلاَّ أنت)؛ أورثه ذلك حياة القلب والعقل. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية شديد اللَّهج بها جدا ، وقال لي يوماً : لهذيْن الاسميْن وهما (الحيُّ القيوم) تأثيرٌ عظيمٌ في حياة القلب، وكان يُشير إلى أنَّهما الاسم الأعظم".
📌من أنزل حاجته بالناس، وفاقته بالناس فإنها لا تقضى حاجته؛ لأن من تعلق شيئاً وُكِل إليه، ومن وكل إلى الناس أمره، فإنه خائب لا تقضى حاجته، ويستمر دائماً يسأل ولا يشبع.
ومن أنزلها بالله عز وجلَّ، واعتمد على الله وتوكل عليه، وفعل الأسباب التي أمر بها؛ فإنه يوشك أن تقضى حاجته؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: