ال، وباعوا آخرتهم بالثمن الأوكس..!
فكذلك الحالُ مع إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه" فَإنّ الذينَ سيُحاربونَ إمامَ زمانِنا هُم عِليّةُ القومِ وكبارُ زُعماءِ الشيعة في زمانِ الظُهور..
والناسُ الذين سيخرجونَ مَعَهم ويُواجهونَ الإمام هُم أتباعُهم ومُقلّديهم مِن عامّة الشيعة.
• وقد يتساءل البعض:
ما هُو سبب هذا الخِذلان للشيعة والذي سيقودهم إلى مُواجهةِ إمامِ زمانهم مع فُقهاء السُوء الخارجين عليه..؟!
الجواب:
السببُ في ذلكَ هو جَهْلُ الشيعةِ بمعرفةِ إمامِ زمانهم.. فَهُم لم يعرفوا إمامَ زمانهم معرفةً صحيحةً مُسْتلّةً مِن ثقافةِ أهل البيت الأصيلة.
والجَهْلُ بمَعرفةِ إمام زمانِنا يقودُ الإنسانَ إلى مَتاهةٍ ويقودُ الناسَ إلى تقديسِ أشخاصٍ لا يَستحقّون التقديس لكونهم غيرُ معصومين.. ولكنَّ الشيعةَ تُقدّسُهم تقديساً أعمى وهذا الأمرُ مُخالفٌ تماماً لثقافةِ العترة الطاهرة.. لأنَّ التقديسَ في ثقافةِ العترة الطاهرة لا يكونُ إلَّا للجهةِ الكاملةِ المَعصومة فَقط، ولا تُوجد جهةٌ كاملة في زمانِنا هذا إلَّا إمامُ زمانِنا "صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه".
فحينما يُقدّسُ الشيعةُ زُعماءَهم تقديساً أعمى، فهذا يعني أنّهم سيتعاملون مع هؤلاء الزُعماء وكأنّهم شخصيّاتٌ معصومة لا يصْدرُ منها الخطأ أبداً، وسيُصدّقونهم في كُلّ ما يقولون.. فَحتّى لو كانَ هؤلاء الفُقهاء على خَطأ فإنَّ الشيعةَ الذين يُقدّسونهم سيتّبعونهم في كُلِّ شيء حتّى لو كانوا في مُواجهة الإمام الحُجّة..!
وهذا مُخالفٌ تماماً لِثقافةِ العترة الطاهرة..
فإنَّ الإمام الصادق "صلواتُ الله عليه" يُحذّر الشيعة مِن تقديس أيّ شخصيّةٍ ليستْ معصومة، فيقول: (إيّاكَ أن تنصبَ رَجُلاً دُونَ الحُجّة فتُصدّقَهُ في كلّ ما قال..)
[معاني الأخبار]
:
عُلماؤنا مَهما بَلغوا مِن العِلْم هُم أُناسٌ عاديّون يَصدُرُ مِنهم الخَطأ والاشتباه والغَفلة والنسيان والسهو وغيرها مِن النقائص.. فَليسَ مِن الصحيح أن نضعَهُم في مقامِ الإمام المعصوم ونتعاملَ مَعهم على أنّهم شخصياتٌ معصومة لا يصْدرُ مِنها الخطأُ أبداً.. هذا خلافُ المنطق وخِلاف منهجِ العترة الطاهرة.. وهذا الأمر هو الذي سيقودُ الكثير مِن الشيعة إلى أن يُحاربوا إمامَ زمانِهم استجابةً منهم لِما يُريد فُقهاءُ السُوء في زمان الظُهور..!
نَحن نحترمُ العُلماء بِمِقدار ما كانَ عِلْمُهم مُوافقاً لثقافةِ العترة فقط وفقط.. وأمَّا إذا خالفوا منطقَ العِترة الطاهرة فلا نَتّبعهم فيما يقولون.. والتقديسُ لا يكونُ إلّا للمعصوم كما مرَّ-
✦ أيضاً.. لاحظوا حديثَ الإمام الصادق جيّداً، فالإمام يُخبرنا أنَّ إمامَ زمانِنا يبدأ بإلقاءِ خُطبتِهِ في جُموعِ الذين احتشدوا لِقتالهِ
يوم الأربعاء، ويُقيم عليهم الحُجَج، ورُغمَ أنّهم يَطردون الإمام بأُسلوبٍ وعبارات غاية في الخِسّة والقُبح وسُوء الأدب.. إلّا أنَّ الإمام يُعطيهم مُهلة إلى
#يوم_الجمعة.
ألا يُذكّركُم هذا المَشهد بنفس الصُورة التي جرتْ في كربلاء.. حينَ احتشدتْ جيوشُ بني أميّة في كربلاء، وكانوا يُريدونَ الهُجوم على سيّدِ الشهداء في اليوم التاسع، ولكنَّ سيّد الشهداء طَلَب مُهْلةً حتّى العاشرِ مِن مُحرَّم.. وكان
يومُ العاشر
يوم الجمعة أيضاً..!
✦ أيضاً لاحظوا هذهِ الصُورة مِن صُوَرِ عَصْر الظُهور الشريف، حين يقول إمامنا الصادق وهو يُحدّثنا عن أُولئكَ الذين احتشدوا لقتالِ إمامِ زماننا في النجف، يقول: (فإذا كانَ
يومُ
الجمعة يُعاود - الإمام خِطابَهُ في القَوم - فَيجئ سَهْم فيُصيبُ رجلاً مِن المُسلمين)!
يعني يأتي سَهْمٌ مِن جهة الذين جاءُوا لِقتال الإمام الحجّة فيُصيب رَجُلاً مِن أنصار الإمام..!
ولاحظوا دِقّة الرواية حين تقول: "فيُصيبُ رجلاً مِن المُسلمين".. فهي تَعني أنّ السَهْم يُصيبُ رجلاً مِن أصحاب الإمام، لأنَّ أولئكَ الذين يقفونَ ضِدّ الإمام الحجّة ليسوا مِن المُسلمين أساساً وإنْ ادّعوا التشيّع.. هؤلاءِ كُفّار في حقيقتِهم لأنّم يُواجهون إمامَ زمانِهم.
ألا تُلاحظونَ أنَّ هَذهِ الصُورة هي نفس الصُورة التي حدثتْ
يوم عاشوراء..؟!
فإنّهُ في صبيحةِ
يومِ عاشوراء حين وقفَ سيّد الشهداء يَخطبُ في القَوم ويعظهم، فَإنَّ عُمر بن سعد أخذ سَهْماً ورمى بهِ نَحو مُعسكر الحُسين وقال لقومهِ: "اشهدوا لي عند الأمير بأنّي أوّل مَن رمى" وبدأتْ السِهامُ بعدها تتقاطرُ على مُخيّم سيّد الشُهداء.. حينئذٍ قال سيّدُ الشُهداء لأنصارهِ: "قُوموا بنا، فَهذهِ رُسُل القوم إليكم".
أمَّا في البداية حِين اقترحَ عليهِ أنصارهُ أن يبدأوا بالقِتال، الإمام قالَ لهم: "إنّي أكرهُ أن أبدأَهُم بقتال".
ولكن حين جاءَتْ السِهام كالمطر، قال الإمام: "قُوموا رحمكم الله، فَهذهِ رُسُل القومِ إليكم".
فكما تَرون.. الصُورةُ هي الصُورة، والاستنصارُ هُو الاستنصار، وأهْلُ الكوفةِ هُم أهلُ الكوفة..!
✦ قول الإمام الصادق في الرواية أعلاه: (فإذا زالتْ الشمسُ هبّتْ الريح لهُ فيحمل - الإمام علي