والأرضُ).
[كامل الزيارات]
فإذا كانتْ السماءُ والأرضُ لم تَبكِ على فرعون وأتباعه.. فهل يُعقل أن تَبكي السماءُ والأرض على قَتَلَةِ الحُسين..؟!
والحُسين هُو القُرآن الناطق.. فكيفَ يبكي سيّد الشُهداء على قاتليهِ الذين اشتدَّ غَضَبُ عليهم..؟! كما يقول سيّد الشُهداء "صلواتُ اللهِ عليه" يوم عاشوراء:
(اشتدَّ غضب الله على اليهود إذْ جعلوا لهُ ولداً، واشتدَّ غضبُهُ على النصارى إذ جعلوهُ ثالثَ ثلاثة، واشتدَّ غضبُهُ على المَجوس إذْ عبدوا الشمسَ والقمر دُونَه، واشتدَّ غضبُهُ على قومٍ اتّفقتْ كلمتُهُم على قتل ابن بنت نبيّهم.. أما واللهِ لا أُجيبهم إلى شيءٍ مِمّا يُريدون حتَّى ألقى اللهَ وأنا مُخضَّبٌ بدمي..)
[مقتل الحُسين للسيّد عبد الرزّاق المُقرّم]
فهل يبكي سيّد الشُهداء على أقوامٍ اشتدَّ غَضَبُ اللهِ عليهم..؟!!
الحُسين هُو مَظهرُ رحمةِ الله تعالى.. ولا وُجودَ لِرحمةِ اللهِ هُنا على هؤلاءِ الذين اتّفقتْ كلمتُهُم على قتل ابن بنت نبيّهم، فقد اشتدَّ غَضَبُ اللهِ عليهم.. فكيف يُعقل أن يبكي الحُسين عليهم..؟!
ثُمَّ إنَّ سيّدَ الشُهداء لو بكى على قاتليه لَبكتْ السماواتُ والأرض لبُكاء الحُسين.. وهذا خِلافُ المنطق القرآني الذي يقول: {فما بكتْ عليهمُ السماءُ والأرضُ وما كانُوا مُنظرين}.
لو بكى سيّدُ الشُهداء على قاتليه.. لكانَ هؤلاءِ الّلعناء يذهبونَ إلى الجنّة وِفقاً لقانونِ التطهير الحُسيني.. فإنَّ دُموعَ الحُسين تُطهّرُ الوجود.. فلو بكى عليهم سيّدُ الشُهداء لكانتْ دُموعهُ الطاهرة طُوفانَ تطهيرٍ لهؤلاء الكُفّار.. فكيف يبكي سيّدُ الشُهداء على هؤلاءِ الّلعناء شُذّاذُ الآفاق..؟! أيُّ هُراءٍ مِن القولِ هذا..؟!
✦ أيضاً في الآيةِ 93 مِن سُورة الأعراف، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ وهُو يتحدّثُ عن شُعيب النبيّ، يقول: {فتولّى عنهُم وقال
يا قومِ لقد أبلغتُكُم رسالاتِ ربّي ونَصحتُ لكُم فكيف آسى على قومٍ كافرين}
تولّى عنهم: يعني أعرضَ عنهم وابتعدَ عنهم.. وقال: {فكيف آسى على قومٍ كافرين} يعني كيفَ أحزنُ على قومٍ كافرين، مُجرمين..؟!
هذا هُو المنطقُ القرآني في التعامل مع الكافرين.. والحُسين هُو القرآنُ الناطق، فكيفَ يُخالِفُ سيّد الشُهداء هذا المنطق..؟!
✦ أضف أنَّ سيّدَ الشُهداء مَوقِفهُ مِن أعدائهِ كانَ واضحاً جدّاً في خَطُبِهِ الشريفةِ في يوم عاشوراء.. إذْ يقول "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" وهُو يُخاطبُ القومَ الذي جاءُوا لِقتله:
(تَباً لكم أيّتُها الجماعةُ وتَرَحا، أحينَ استصرختمونا والهين فأصرخناكم مُوجفين سَلَلْتم عَلينا سَيفاً لنا في أيمانكم! وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم! فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم، بغيرِ عَدْلٍ أفشوهُ فيكم، ولا أَملٍ أصبحَ لكم فيهم، فهلّا لكم الويلات...)
إلى أن يقول "صلواتُ اللهِ عليه":
(فسُحقاً لكم
يا عبيدَ الأُمّة، وشُذّاذ الأحزاب وَنَبَذَةَ الكتاب، ومُحرّفي الكَلِم، وعُصْبةَ الآثام ونفثةَ الشيطان ومُطفئي السّنن)
فهل الذي يَتحدّثُ بهذا المنطق الصريح الواضح والشديدِ الّلهجةِ مع أعدائهِ.. يبكي عليهم..؟! أيُّ هُراءٍ مِن القولِ هذا..؟!!
هُو سيّد الشُهداء بنفسهِ يدعو عليهم يوم عاشوراء فيقول:
(اللّهمَّ احبسْ عنهم قَطْرَ السماء، وابعثْ عليهم سِنين كسنيّ يُوسف وسلّط عليهم غُلام ثقيف - وهو المُختار الثقفي - يَسقيهم كأساً مُصبّرة، فإنّهم كذّبونا وخذلونا وأنتَ ربُّنا عليكَ توكّلنا وإليك المصير..)
فهل الذي يدعو على أعدائهِ بالويلات ويقولُ لهم: "سُحقاً لكم
يا عبيدَ الأُمّة.. وتَبّاً لكم أيّتُها الجماعةُ وَتَرَحا.." ويدعو اللهَ أن يُسلّطَ عليهم غُلامَ ثقيف ليقتلهم عن بكْرةِ أبيهم.. هل يُعقل أنّه يبكي عليهم..؟!!
أيُّ حماقةٍ وسفاهةٍ وهُراءٍ مِن القولِ هذا الذي يُطرَحُ على المنابر ويُخالفُ المنطقَ القُرآني ومنطقَ حديثِ العترة 100%..!!
✦ نَحنُ نُخاطِبُ سيّدَ الأوصياء "صلواتُ الله عليه" في زيارتهِ الشريفة: (السلامُ على نِعمةِ اللهِ على الأبرار ونقمتهِ على الفجّار..) هذهِ هي سِيرةُ عليٍّ مع أعدائه.. أنّهُ نِقمةٌ على الفُجّار.. والحُسين كذلك..
أليس سيّد الشُهداء يقولُ في خُطبتِهِ الشريفة حين عزَمَ على الخُروج إلى كربلاء يقول: (إنّي لم أخرجْ أَشِراً ولا بَطِراً ولا مُفْسِداً ولا ظالماً وإنّما خرجتُ لِطَلبِ الإصلاح في أُمّةِ جدّي، أُريدُ أن آمرُ بالمعروف وأنهى عن المُنكر، وأسيرَ بسيرةِ جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب..)
هذهِ هي سِيرةُ عليّ بن أبي طالب أنّهُ كانَ نِقمةً على الفُجّار.. لا أنّهُ يبكي على الفُجّار..!
:
#يا_حسين#الثقافة_الزهرائية