ماء وشِيعتُنا المُتعلّمون..)
نحنُ في أحسن أحوالنا "مُتعلّمون" - كما مرّ - لأنّنا بشرٌ ناقصون محدودون وغير معصومين.. جهلُنا أكثرُ مِن عِلْمنا، وقَبائحُنا أكثرُ مِن مَحاسننا، وجَهالتُنا أكثرُ مِن حِكمتنا، وعُيوبنا ونقصُنا أكثر مِن كمالنا.. والذي يرجع إلى أدعية أهل البيت "صلواتُ الله عليهم" سيجد هذهِ المضامين واضحة جليّة في أدعيتهم ومُناجياتهم وكلماتهم الشريفة "صلواتُ الله وسلامه عليهم".. كما يقول سيّد الشُهداء في دُعاء عرفة:
(إِلهِي.. مَنْ كانَتْ مَحاسِنُهُ مَسَاوِي فَكَيفَ لا تَكُونُ مَسَاوِيه مَساوِي، وَمَن كانَتْ حَقائِقُهُ دَعاوي فَكيفَ لا تَكُونُ دَعَاويه دعاوي..)
فنحنُ مَحاسنُنا - إنْ وُجدتْ - والتي نَراها نَحنُ مَحاسن هي في حقيقتها مَساوي.. وحقائقُنا التي نَراها حقائق هي في حقيقتها مُجرّد ادّعاءات.. هذهِ هي حقيقتُنا.. ولِذلك فإنّ غاية ما يُمكنُ أن نصِلَ إليه في أحسنِ أحوالنا هو أن نكونَ مُتعلّمين على سبيل نجاة.. لأنّهُ أساساً حتّى هذهِ المحاسن المَساوي التي عندنا لن تكونَ مَحاسنًا إلّا بنظْرةِ لُطْفٍ مِن ربِّ الإحسان وهُو الحُجّةُ بن الحسن "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه".
فنجاتُنا إنّما هي بلُطْفِ إمامِ زَمانِنا.. والتوفيقُ منهُ والنجاةُ في فِنائهِ وعُيونُنا تَنتَظِرُ لُطْفَهُ "صلواتُ الله عليه".
وعليه.. فإنَّ إطلاقُ لفْظ (العُلماء) على فُقهاء الشيعةِ هذا الإطلاقُ إطلاقٌ مَجازيٌّ ولَيس حقيقي؛ لأنَّ كلمة (عَالِم) تَعني أنَّهُ يَتملكُ عِلْماً حقيقيّاً.. ولا يكون العِلْمُ عِلْماً حقيقيّاً حتَّى يكونَ يَقينيّاً، ولا يُوجد اليقين إلَّا عندَ محمّدٍ وآل محمّد "صلواتُ الله عليهم".
ويُشير إلى هذا المعنى إمامنا صادق العترة "صلواتُ الله عليه" في هذه الرواية التي يقول فيها:
(لو علم أبوذر ما في قَلْب سلمان لَقَتله، ولقد آخى رسول الله "صلّى اللهُ عليه وآله" بينهما.. فما ظنّكم بسائر الخلق؟ إنَّ عِلْم العُلماء صَعِبٌ مُستصعَب، لا يحتملُهُ إلّا نبيٌّ مُرسل، أو مُلك مُقرّب، أو عبدٌ مُؤمن امتحنَ الله قلبه للإيمان، وإنّما صارَ سلمان مِن العُلماء لأنّه امرؤٌ منّا أهل البيت، فلذلك نسبتُهُ إلى العُلماء)
فالإمام في يُبيّن في الرواية ويقول: (وإنّما صار سلمان مِن العُلماء لأنّه امرؤٌ منّا أهل البيت، فلذلك نسبتهُ إلى العلماء)
يعني أنَّ مُصطلَح (العُلماء) مُصطلحٌ خاصٌّ بأهْل البيت فقط وفقط، وإذا أُطلِق على غَيرهم مِن الشيعةِ فلابُدَّ أن يَكونوا في مَرتبةِ سلمان الفارسي الذي قال عنهُ أهل البيت "صلواتُ الله عليهم": (سلمان منّا أهل البيت).
〰〰〰〰〰سيّدي يا بقيّة الله الأعظم:
ها نَحنُ نَتقرَّبُ إليكَ في شهْر ضِيافتكَ الحانية (شهر
ربيع القرآن) بالجُلوس على أعتابِ مائدتِكَ المُقدّسة (مائدةُ الكتاب والعِترة).
نَغترفُ مِن مَعينِ حَديثِكم النُوريّ الأقدس ثَقافةً شِيعيّةً زَهرائيّةً أصيلة.. عَلنَّا نَحْظى بنظرةِ عَفـوٍ ولُطْفٍ مِن أُمّكَ الصدّيقة الكُبرى تُلْحِقُنا بِتصديقنا لكَ ولآبائك الأطيبين الأطهرين في ليلة القدر.
:
#ربيع_القرآن#الثقافة_الزهرائية