مِن أعظم الفتنِ وأشدّها في زمانِ الظهور:
فتنةُ الانتقامِ مِن قَتَلة الزهراء!:
إنّها أمُّ الفِتن.. ولذا فإنّ أوّلَ أمرٍ يُباشِرهُ إمامُ زمانِنا عند ظُهورهِ هو مايتعلّقُ بهذا الإختبار
❂ يقولُ إمامُنا الصادقُ لأحد أصحابه:
(هل تدري أوّلَ ما يبدأ به القائم؟ فقال: لا، قال الإمام: يُخرجُ هذين -أي الأوّل والثاني-
رطْبين غَضّين -مِن قبريهما-
فيُحرِقُهما ويُذرِيهما في الريح)[البحار: ج52]
❂ أيضاً يقولُ إمامُنا الباقر لأحدِ أصحابه:
(أما لو قام قائمُنا، لقد رُدّتْ إليه الحُميراء -عائشة-
حتّى يجلدها الحدّ، وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمةَ منها،
فقيل له:
جُعلتُ فداك، ولِمَ يجلدها الحد؟ قال: لِفرْيتِها على أمّ إبراهيم،
فقيل له: فكيف أخّرَهُ اللهُ للقائم؟ قال: لأنّ الله تبارك وتعالى بعثَ محمّداً رحمة، وبعَثَ القائِم نقمة!)[علل الشرائع]
〰〰〰〰〰〰[توضيحات]✦ قوله:
(لفريتِها على أمّ إبراهيم) الإمام يُشير إلى قذفِ عائشة لماريّة القُبطيّة زوجة النبي،
حين قذفتها عائشة حَسَداً، فادّعت أنّ إبراهيم ليس ابناً لرسول الله في حادثةِ الإفك المعروفة
الإمام بعد أن ذَكَر إقامةَ الحدّ على عائشة قال بعدها مُباشرة:
"وحتّى ينتقمَ لابنةِ محمّدٍ فاطمةَ منها"لأنّ الزهراء قُذِفت أيّضاً على منابر السقيفة المشؤومة!
فالجذرُ في كلّ الافتراءات وفي كلّ القذف الذي قُذفت به الزهراء يعودُ لقذفِ عائشةَ لماريّة،
فالحميراء هي مِن المؤسّسين لأساسِ الظُلم والجورِ على آلِ محمّد
وكذلك الاعتداءُ على دارِ الزهراء أساسُهُ يعودُ إلى سُوء أدبِ رموز السقيفة على أبوابِ رسولِ الله عِبرَ الجُدران والحجرات
• مِن الروايات الّتي تحدّثت عن شدّةِ هذه الفتنة (أعني فتنة الانتقام مِن رُموزِ السقيفة)
ما جاء عن رسولِ الله في حديثٍ له مع اللهِ تعالى في رحلة المعراج
يقولُ الله تعالى لنبيّه الأعظم:
(وهذا القائمُ الّذي يُحلّلُ حلالي ويُحرّمُ حرامي، وبه أنتقِمُ مِن أعدائي، وهو راحةٌ لأوليائي، وهو الّذي يشفي قلوبَ شِيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيُخرجُ الّلاتَ والعُزّى طريّين فيُحرِقُهما،
فلَفِتنةُ الناسِ يومئذٍ بهما أشدُّ مِن فتنةِ العِجل والسامري)المُراد مِن فتنة (العجل والسامري):
إمّا هي فتنةُ بني إسرائيل، حين ذهب النبيُّ موسى إلى ميقاتِ ربّه، وكان الّذي كان، وما ترتّب على ذلك مِن قتلِ بعضِهم بعضاً
وهذا ما سيكونُ أيضاً مِن فِتن عصر الظهور
وإمّا أن المراد هي فِتنة السقيفة،
والتعبير بـ(العجل والسامري) هنا على نحو الكناية
إذ ورد في أحاديث العترة إطلاقُ لفظِ العجل والسامري على الأوّل والثاني،
وهذا المعنى تُؤيّدهُ الروايات، مِنها قولُ إمامِ زماننا:
(وأجيءُ إلى يثرب، فأهدِمُ الحجرة -التي دُفن فيها الأوّل والثاني-
وأُخرِج مَن بها، وهما طريّان، فآمُرُ بهما تجاهَ البقيع، وآمُرُ بخشبتين يُصلبان عليهما، فتورِقان مِن تحتِهما، فيُفتَتنُ الناس بهما أشدّ مِن الأولى!)[تفسير البرهان]
المُراد مِن الفتنةِ الأولى هي فتنةُ السقيفة،
ولكن الكارثة الكبرى هي أنّ فتنة الناس بالأوّل والثاني عند ظُهورِ إمامِنا ستكونُ أشدُّ مِن فتنة السقيفة!
إنّها فتنةٌ شديدةٌ إلى الحدِّ الذي تَطالُ فيه أصحابَ إمام زمانِنا في أوّلِ الأمر، حيث يتفرّقون عن الإمام!
ثمّ ينتبهون مِن غفلتهم ويعودونَ إلى رُشدهم
✸
السؤال هنا:كيف يُفتتَنُ أصحابُ إمامِ زماننا في هذه الفتنة؟!
الجواب يُبيّنهُ إمامُنا الصادق، فيقول:
(إذا قدِمَ القائم وثبَ أن يكسِرَ الحائط الّذي على القبر -قبر الأوّل والثاني-
فيبعثُ اللهُ تعالى ريحاً شديدة، وصواعقَ ورُعوداً حتّى يقولَ الناس: إنّما ذا لِذا -أي أنّ هذه الصواعق نزلت غَضَباً لهدم قبريهما-
فيتفرّقُ أصحابهُ عنه حتّى لا يبقى معه أحد!
فيأخذُ -الإمام-
المِعْوَلَ بيده، فيكونُ أوّلَ مَن يضربُ بالمِعول
ثمّ يرجعُ إليه أصحابُهُ إذا رأوهُ يضربُ المِعول بيده
فيكونُ ذلك اليوم فضلُ بعضِهم على بعض بقدرِ سبقِهم إليه، فيهدمون الحائط،
ثمّ يُخرجُهما غضّينِ رطبين، فيلعنُهما، ويتبرّأُ مِنهما ويصلِبُهما، ثمّ يُنزِلُهما، ويُحرقُهما، ثمّ يُذريهما في الريح)[البحار: ج52]
الروايةُ تُخبرنا أنّ أصحابَ الإمام يسقطون في هذه الفتنة في بادئ الأمر! ولكنّهم يرجعون بعد ذلك
وتكونُ أفضليّةُ بعضِهم على بعض في ذلك اليوم تعتمد على قدرِ سَبقِهم في العودة لنصرة إمامِهم،
فمَن سَبَق في عودتهِ لإمامهِ كان الأفضل
وأمّا هذا الاختلافُ في سرعة العودة لإمامِ زمانهم فسببهُ اختلاف درجات معرفتِهم بإمامِهم واختلاف درجات البراءة عندهم،
فمَن كانت معرفتُهُ بإمامهِ أشدّ عمقاً ورسوخاً وثباتاً.. فهو الأسبقُ في ذلك اليوم لنجاته مِن فتنة رموز السقيفة
✸
قد يسأل سائل:هل هناك مَن يسقط في هذه الفتنة عند وقوعها؟الجواب في الموضوع
#الكامل هنا في الرابط
https://www.facebook.com/zahraa.culture/photos/a.1909861142585347/3045980982306685/?type=3&theater#الثقافة_الزهرائية