#قصص_الحسنات #الوصال_المستحيل 📚 #قصة_وعبرة:
💐 *الوصال المستحيل*
💐الجزء الحادي عشر..
⚜كان ابي يتابع نشرة الأخبار في الصالة الرئيسية
فقبلته في جبينه وطلبت منه الانضمام الى المائدة
وكنت اهم بالخروج من الغرفة عندما رن الهاتف ودخل مصطفى وامير من الحديقة مع امي
رفعت السماعة واوتاري الصوتية ترتجف خجلا وفرحا ..
كانت مريم صديقتي
رحبت بها بهمس
اما هي فكان صوتها يخرج من سماعة الهاتف ويصل الى الجميع
" ماهذه النعومة يا فتاة "
وبالهمس نفسه ارجوك اصمتي
" يا دلوعة ماما .. منذ متى وانت بهذا الخجل "
رفعت نبرة صوتي بعدما وجدت ان الابتسامة ارتسمت على محيا الجميع في الغرفة
"مريم اكلمك في وقت لا حق "
- تتخلصين مني لن تستطيعي فانا اريد ان امضي اليوم عندكم
" هنا تلعثمت وانا انظر لمصطفى الذي يشير بحواجبه ويده ان اقول لها كلا "
فإن هي جلست اليوم باكمله عندنا ستلحظ دون ادنى شك وجود امير وستكثر الاسئلة
ونحن لا نريد ان يعرف اي شخص شيء عن امير ..
فحاولت ان اسيطر على انفعالاتي وهززت برأسي لأخي اي ان كل شيء سيكون على مايرام
مريم ... اعذريني ارجوك لا يمكنني استقبالك فنحن مشغولون وسننظف المنزل اليوم
" اها " وبحزن عميق قالت مريم .." حسنا مرة اخرى اعذريني "
واقفلت الخط
مسكت السماعة وهززتها ثم وضعتها مكانها
نظرت الى اخي ونظرة اخرة خاطفة الى اميري الذي كان يحدق في لا شيء
وقلت لن تأتي ..
زفر مصطفى الحمد لله
واردف : ما هذه المزعجة منذ الصباح الباكر...
فابتسمت وتذكرت كم مريم معجبة به وهو لا يهتم لها مطلقًا
وقلت : الحب وما يفعل يا اخي ..
وكنت انظر الى امير بطرف عيني وكان يبدو عليه الضيق ..
ولكن مصطفى استمر في اطلاق النكات وتجاهل امر مريم :
عليك ان تنظفي المنزل اليوم كي لا تكوني قد كذبت
فضحكت امي .. وقالت : احسنت يا ولدي .. ها نحن كسبنا تنظيف للمنزل
ولا ادري من اين اتتني الجرأة لحظتها حين قلت:
سينقذني امير من التنظيف .. فهو متعب ويحتاج للراحة ولا يمكننا ان نقيم حفلة تنظيفات فهذا سيزعجه
ونظرت اليه برجاء
فوجدت شبح بابتسامة قد شق طريقه الى الثغر وضاقت عينيه قليلا
ولكنه لم يتكلم ..
فقال مصطفى : لن ينقذك احد
.. يمكنك تنظيف المطبخ ..هذا كان كلام امي
فزفرت وقلت : حاضر
وهنا حاول امير ان ينهض فلم يستطع فاقترب اخي يساعده وعندما وقف
تكلم .. وانا ومع كل حرف تزداد ضربات خافقي ..
استمع اليه بكل حواسي وبروحي وقلبي ..
"انا سأرحل اليوم فقد اثقلت عليكم .. ساعود الى المنطقة المحتلة "
ولكن الجميع رفض بشدة
"ماهذا الكلام يا ولدي انت لا تضايقني بل البركة عمت المنزل بوجودك بيننا
خدمتك شرف لنا " هذا كان كلام ابي
اما امي فقالت : امير انت كمصطفى ولم تثقل علينا ابدا بل ان سمعت منك هذا الكلام مرة ثانية
حقا سأغضب منك .."
اما مصطفى فحاول تلطيف الجو : ان كان الامر يتعلق بصديقة هذه الفتاة فلا تبالي هي كل يوم عندنا
فلنرتح منها بضعة ايام لا ضرر .
فشكر امير اهلي وطلب ان يذهب للغرفة ليرتاح وكان يبدو متعبا جدا
الهالات السوداء تحيط بعينيه ووجه شاحب
ولكن امي كانت تريده ان يتناول الافطار
فاعتذر وانسحب يسانده مصطفى
الذي عاد واخذ له الطعام الى الغرفة
وكنت قد جهزت كوب عصير برتقال طازج ..
فقلت : خذ هذا له ..
حمل اخي الصينية وذهب يشاركه
افطاره ..
انسكب حبه في القلب دفعة واحد
حتى فاضت المشاعر واحمرت الوجنات
هذه انا كلما ذكر اسمه او سمعت همسه
او تراءى ليَّ من بعيد ظله ..
كنت اخشى ان نلتقي رغم اشواقي
خوفا من نظرتين :
واحدة محرمة
واخرى فاضحة ..
ولكني كنت على موعد معه في جوف الليل كما كل اهل المنزل ..
مع تهجداته مع اناته تارة من الالم وتارة من الخشوع
كان صوته الحزين يملأ المكان فرحا لا ادري كيف ذلك..
وترتيله آيات الله يطمئنُ القلوب
وفي المساء كان يصلني صوته يقرأ زيارة عاشوراء
فيشتد بكائي ..
فبوجوده بيننا تعلمنا الكثير
اهمها كيف تكون العبادة الحقة ..
كيف نحمل الالم بأكف الرجاء
فلا نشتكي او نحزن
كيف نصنع من اوجاعنا واشواقنا
باقات انتظار لمقام صاحب الزمان
.... هذا هو امير ....
رجل من رجال الله
وانا لم استطع الا ان اهيم به عشقًا
ولكن هو ...
اين مشاعره من كل ذلك لا ادري
مرت خمسة عشر يوما
وبدأ يتعافى الامير
واقترب موعد الرحيل
وفي ذلك الصباح البارد
استيقظت لاجد حقيبة ثيابه في الصالة الرئيسية
اتجهت نحو المطبخ
فوجدتهم جميعا حول الطاولة يرتشفون القهوة
عدا ابي الذي كان قد خرج باكرا الى العمل
...
و هو بينهم يجلس وتحيط به هالة من النور
يرتدي ثيابا بدا فيها اكثر وسامة
قميصه الذي يتمواج بين الأزرق الغامق والفاتح
وخطوط بيضاء ... وبنطال " جينز "
ألقيت السلام
فرد الجميع ولكن لم التقط سوى صوته
بسحره الخاص
جلست بالقرب من امي وهي المرة الاولى التي تجمعني فيه على الطاولة نفسها منذ 15 يوم
سكبت لي امي فنجان قه