أحسن الحسنات حبنا أهل البيت

#الوصال_المستحيل
Channel
Logo of the Telegram channel أحسن الحسنات حبنا أهل البيت
@Shathrat14Promote
829
subscribers
10.5K
photos
579
videos
4.81K
links
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


احبتي تصفحوا الأعلى ف نشرنا لكم قصة الوصال المستحيل كامله



نتمنى لكم متابعه ممتعه.
ونعتذر ع التأخير 😬
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء السابع عشر و الاخير ..

ارتفعت الزغاريد والتهاني*
وزعت البقلاوة والعصير*
ودموع ام مصطفى وريحانة تخالط الضحكات*
بعد وقت قليل جاء مصطفى ليخبر والدته ان امير سيدخل*
همست في أذن ابنتها استعدي ...*
ومع هذه الكلمات كان امير يدخل مع اصوات الزغاريد ونثر الورود*
والخجل باد على محياه*
اما ريحانة كادت ان تذوب من فرط الشوق والحياء*

وقف امامها مد يده نحوها وتلامست الأكف للمرة الاولى*
كانت يد امير دافئة وكبيرة
استقر بها كف ريحانة الناعم الصغير*
ولما احسها تريد ان تسحبها شد عليها اكثر*
وهمس في اذنها*
لا تبتعدي اريد ان اعوض كل الغياب*
وآهات العذاب*
ففرت دمعة من عينها*
فعاد وهمس لها*
احبك*
احبك*
اريد ان امسح دمعك ولكن ليس امامهن*
اريد ان اقبل وجنتيك*
اكانت هكذا منذ زمن
ام هي اليوم تبدو جميله جدا*
عندها اقتربت ريحانة منه وقالت ارجوك توقف*
فقال بشقاوة لن اتوقف حتى اسمع منك كلمة اشتقتها وحلمت بها*
فكانت كلمة " أحبكَ"*
كافية لتسكت امير قليلا*
فنادى امير امه*
وقال في اذنها*
استأذني منهم*
اريد ان اجلس مع ريحانة بمفردنا*
الكل كان متفهم*
فانصرف امير*
وامسكت ام مصطفى يد ابنتها*
وادخلتها الغرفة حيث يجلس امير وانسحبت واغلقت الباب خلفها*
فوقف امير*
ينظر في انثاه الجميلة الفاتنة*
وحك جبهته وابتسم وقال*
كم حلمت بهذه اللحظة التي اعتقدت انها لن تأتي*
ولكن يوما لم اتخيل ام تكون بهذا الجمال*
وان تكون حبيبتي بهذه الأنوثة المفرطة*
وصرخ وهو يفتح ذراعيه*
اشتقتك*
لتركض وترتمي بحضنه*
عناق طويل وهمسات*
وشغف لقاء*
قال وهو يداعب شعرها الاسود الناعم*
هل يمكنني ان اخطفك الليلة*
فقالت وهي تداعب بأصبعها باطن كفه*
انتظرنا هذه السنوات العصيبة*
يمكنك انتظار شهر واحد لاصبح في منزلك*
فقال وهو يقترب منها اكثر ويلف ذراعه حولها*
ان انتظرت فلم اكن بعد رأيت كل هذا الجمال*
ولكن بعد هذه الليلة لا اظن اني استطيع الصبر ساعة*
كانت تريد ان ترد*
ولكنه اسكتها عن الكلام باحتضانه لها

🌷🌷🌷
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء السادس عشر

مضت سنة وانا في حزني غارقة رغم الظاهر الذي يوحي ان استعدت كامل مقومات الحياة*
عمل ونضارة وجه واسرة محبة وخاطب يصر الجميع على ان اقبل به لأنه لا يعوض هذه المرة كان كل شيء مختلف*
ابي صارم بشأن الخاطب وامي واخي يجتهدان في نصحي ان امير لن يعود*
وان حسين رجل على دين وخلق ومقاوم*
ولكن انا تسكنني روح امير قلت لهم لاسكت الحاحهم*
سأفكر اعطوني مهلة*
وانا وفي سري ( لا يوجد عندي غير الرفض )
ليلتها توضأت ورجوت الله ان يرشدني للحيار الصحيح فلمجرد اني ارد ذا دين وخلق كنت مستاءة من نفسي ولكن بالمقابل كنت متيقنة اني سأظلمه*
لأني بقايا انثى ...*
وفي المنام*
رأيت نفسي ارتدي ثوب زفاف ابيض واقف على تلة خضراءوانظر الى الاسفل*
فأجد امير من بعيد يرتدي بزته العسكرية
ويمد يده الي ويقول ... دون ان ينظر في وجهي انتظريني انتظريني ...

استيقظت ريحانة والرفض قرارها*
دخلت المطبخ لتحضر قهوة الصباح*
وفجأة سمعت صوت مصطفى*
ريحااااانة*
امير حي*
امير لم يستشهدالعدو صرح عنه من بين الاسرى*
ريحاااانة*
وركضت ريحانة الى حيث يجلس اخوها*
وقفت امامه ومسكت يده وقالت*
ارجوك لا تمزح معي فهذا الامر يؤذيني ان لم يكن صحيحا*
ريحانة حبيبتي ان كلامي صحيح*
العدو صرح عن وجود امير لديه كاسير وليس شهيد*
والخبر الاجمل*
؟؟؟*

انه سيفرج عنه مع دفعة الاسرى المحررين والذين سيخرجون*
بعد شهر بعملية تبادل*
لم تستوعب ريحانة ماجرى فسقطت مغشيا عليها*
لتستيقظ بعد وقت قليل وترى الجميع حولها*
" امير هل امير حي "*
سيعود ؟؟؟*
مسحت امها على رأسها وطمأنها الوالد الحنون ان امير سيعود وهو بخير*
شهر واحد كان بالنسبة لهما عمرا بأكمله*
ساعاته عصية على المضي*
وايامه لا تريد ان تنقضي*
شهر واحد وبعدها سيكون هنالك وصال ابدي*
بعد ان كان وصالا مستحيلا*

اليوم الثامن والعشرون من شهر حزيران*
اليوم ستعود لامير حريته وحبيبته*
طلبت ام محمد من ريحانة مرافقتهم لاستقباله مع اهالي الاسرى المحررين*
وهناك في قاعة الانتظار كانت الثواني سككاين حادة تمزق حنايا القلب ببطئ مرورها*
للمرة المليون تنظر ريحانة الى ساعة معصمها*
وكأن العقارب توقفت عن الحراك*
ووالدة امير تفرك يديها بتوتر وقلق والدمع تجمع في المقل*
اما الوالد فكان يقف تارة ويجلس ثم يذهب ليمشي وبعدها يستفسر ويتأكد عن موعد وصولهم*
كل من كان في القاعة كان مرتبك وقلق*
دموع فرح وخوف تحاكي ابتسامات الرجاء*
وتمتمات ودعاء وتوسلات بصاحب الزمان ليقر اعينهم برؤية احبائهم*
وصلوات محمدية تطلق بين الفينة والاخرى ويضج بها المكان*

وفجأة اعتلى المنبر احد المسؤولين فلتفتت القلوب قبل الارواح اليه*
وتيقظت جميع الحواس*
الكل في حالة ترقب*
" لحظات والأحبة بيننا "*
لحظات وسيدخلون علينا "*
لم ينهي كلامه حتى ارتفع صوت بكاء النسوة*
وفتح الباب*
ودخل المجاهدين*
بينهم امير*
وركض اليه قلب ريحانة قبل جسدها الذي مشى باتزان*
اقترب منهم بذات السحر الطاغي رغم الذبول والسواد حول العينين*
عانق الوالدة الذي اشتاق الى حضنها ورائحتها*
وبللت دموعهما الوجنات*
ثم انحنى وقبل يد والده*
وبعدها الجبين وعناق طويل*
مع الرجل الذي ربى وعلّم وفنى عمره ليصنع منهم رجالا*
وانسحب من بين والديه*
وينظر الى ريحانة
تعانقت النظرات وتلعثمت الاحرف على اطراف الشفاه*
تبادلا الابتسامات وذرفت ريحانة دموع الشوق والحنين*
كانت من اعماقها تصرخ تكلم اشتقت صوتك*
لا شيء اشتقته اكثر من صوتك*
ولكنها لم تكن قلدرة على نطق بحرف واحد*
ولكأنما امير شعر بها وما تحدث بها نفسها*
فقال : لم اتمنى ان تكوني حلالي يوما اكثر من هذه اللحظة*
همس قريبا منها اريدك ملكي ... وابتعد تركها غارقة في الخجل*
فاراد ان يمتص احمرار وجنتيها فقال*
سامحك الله يا عمي اذا رفض اليوم ان يعقد قراني ساخطفك ؟؟*
ما رأيك ؟*
لم تجب اكتفت بالابتسام*
فقال حتى وان لم تقبلي سأخطفك*

لم يعقد قرانهم ليلتها برفض من والدها*
ولكن امير لم ينفذ تهديده*
فالوالد اجل الموعد ليلة واحدة*
ليتسنى لجميع التحضير*
ولامير ان يرتاح ويرتوي من والديه واهله*
ولكن لم يعلم ان امير لم يكن ليلتها بحاجة لأكثر من حضن ريحانة ...*

وتحقق الحلم*
ارتدت ريحانة فستانها الاحمر القاني*
وتزينت بأبهى زينة*
ولمعت عيناها ببريق الحب والفرح*
ضربات الخافق تزداد حتى احست ان قلبها سيخرج من بين ضلوعها*
تتفقد زينتها بين الفينة والاخرى في انتظار لحظة دخول اخيها*
فغطوها بالعباءة لدخول الشيخ الذي اخذ منها التوكيل*
بعد ان قالت : نعم انت وكيلي*
وبكلمات قليلة قال امير*
في الغرفة الثانية*
قبلتُ التزويج*
لتصبح ريحانة حلالا*
ليصبح البوح مباح والعشق مباح والوصال مباح*
🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء الخامس عشر..

امير
عظم الله لكم الأجر
هو الشهيد الثالث
.....
والذي اسر العدو جثمانه
.....
وقعت علي هذه الكلمات كالصاعقة
شلتني عن الحركة عن التفكير
تجمع اهلي حولي
يهدؤون من روعي
ويحاولون مواساتي
وفجأة سقط مغشيا عليّ

.....
مرّت ايام العزاء صعبة وموجعة
كنا نتمنى لو انا لنا قبرا يضمه
فنزوره لنبث اشوقا وتحنانا
لنخبره ما جرى علينا بعد فراقه
لنقرأ على قبره يس فتعود
لنا ذكريات صوته الحنون
.....

ايام عصيبة مضت
وسنة اخرى مضت
وانا طيف امرأة
شبح انسان
لا ابتسامة .. بل ربما شيء يشبهها
هذا الذي يرتسم على وجهي رغما عني

ليل بارد وانات حنين*
لحبيب مضى دون وداع*
سرقته مني حور عين*
اعلنت المقاومة عن استشهاد مجاهدين وثالث مجهول المصير*
كان لي امل ان يكون حيّا ان يعود الي على صهوة الفرح*
فارسا بطلا وزوجا امضي معه بقية حياتي*
ولكن في ذلك الصباح الموحش الذي لا يعكس ابدا اشراقة الشمس*
اعلن العدو ان الشهيد الثالث بحوزتهم بعد ان اسروا جثمانه*
كان الخبر كالفاجعة*
دمر ما بقي فينا من امل*
اقام اهل امير عرس الشهادة*
ولكن الموجع حقا ان حين نشتاقه لا يمكننا حتى زيارة قبره*
مرت لك الايام العصيبة كأنها دهر*
اتعرفون ذلك الشعور بالخواء*
وكان داخلنا فراغ موحش بحجم الفضاء*
لا يبهجنا عيد ولا تضحكنا ابتسامة الطفل*
فقط نعتاد ان ندعي اننا بخير*
ونمثل اننا نسينا حبيبا بعد ان رحل اخذ معه كل جميل*
علمتني كيف احبك ولكنك لم تعلمني كيف اعتاد غيابك*
علمتني كيف اعشقك ولكنك لم تعلمني فن نسيانك*
اني احتاج معجزة لتقتلعك من قلبي*
واستمر*
لأول مرة اعرف معنى الاشتياق الموجع*
هو ذلك الشعور الذي يتملكنا يتملك كل ذرة فينا*
لرؤية وجهه لسماع صوت لاستنشاق رائحة عطره*
لابتسامته لرنة ضحكته*
ولا نستطيع سوى التخيل ...*
كنت اردد كل يوم*
لا لن تفارقنا وطيفك حاضر*
ستظل تلهج باسمك الايام*
والجميع من حولي يصر على ان يخرجني من دائرة حزني ووحدتي*
ولا يعلمون اني عند نسيانك سوف اكون خسرتك*
سوف انهار لحظة اتيقن فيها انك لن تعود الي*
لا يعلمون اني كلما اختليت بنفسي وفكرت بك*
استرجعك الى حاضري ولو حلما ولو طيفا*
ولو صورة*
المهم ان لا افقدك*
اريد لملامحك الآسرة ان تظل في مخيلتي*
وصوتك الساحر سر حبي لا اريده مفارقة سمعي*
اني باختصار اقتات على الذكريات*
استرجع كل اللحظات التي جمعتنا*
احدق في ثوب الخطوبة واقول لن ارتديه لسواك*
لن يراني رجل غيرك بذلك الاحمر القاني الذي تحب*
مستحيل ان يلمس جسدي رجل غيرك*
وان احمل في احشائي غير طفلك*
وان اعد طعام ليأكله سواك*
وان اشارك سرير رجل وانت تسكنني*
كيف لي ذلك*
كيف لي ذلك*
كيف لي ذلك*

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل



الجزء الرابع عشر..

دخلت عليهن وقامت امي بالمهمة عني
اخذت الاعب فاطمة لاخفف من توتري وسألت امنة ان عرفت ما جنس المولود
ولكنها اخبرتني انها بعد اسبوعين موعدها
واخذنا نتحدث في مواضيع مختلفة الى ان حان موعد مغادرتهم
عندها اقتربت ام محمد مني وهمست في أذني
لن اجد افضل منك عروسا لابني امير واتمنى موافقتك
وصافحت امي وقالت
اتمنى ان تأتون لزيارتنا .. وننتظر اتصالكم ..
غادرو
وتركوني في نشوة احلامي
فهاهو طيف امير يقترب ليلامس شغاف روحي
ايام اسابيع اشهر .. لا يهم
فانا على موعد مع وصاله ..
ويوما ما ساكون قريبة منه قرب الروح من الجسد

وافقت على امير
وهو الذي يجري في دمائي
يرافقني في احلامي
وصوته سمفونية الفرح التي تعزف على اوتار ايامي
رفض ابي عقد القران
حتى انهي عامي الدراسي
واتفقنا ان تكون الخطوبة الرسمية في شهر 6
ليكون الزواج بعد شهرين فقط
تقريبا في بدايات شهر ايلول- سبتمبر
—---------
كان في تلك الفترة يزورنا امير
كل ما جاء الى المدينة في اجازاته القصيرة دومًا
وكنا نجلس في جلسة عائلية مع الجميع

ولم يعجب هذا امير
وكان يحاول اقناع ابي بشتى الطرق ان يوافق على عقد القران
حتى استنجد بمصطفى .. ولكن ابي كان يرفض دوما
حتى استسلم في النهاية ورضخ لقرار والدي

مرت هذه الايام محملة بالكثير من الشوق
توق الوصال
والنظرة الحلال
والكلام المباح

فكم من مرة اخبرني في اتصالاته الجميلة القليلة
انه يخبئ لي الكثير من الكلام ... في صندوق قلبه
ليفتح يوم اصبح حلاله

وهاهي الاشهر تنقضي وانا اعيش حلما جميلااا

انسج تفاصيله بعبق الحب لأميري

اخترت فستان الخطوبة
باللون الاحمر القاني

والذي يحبه امير

ورتبنا كل تفاصيل عقد القران
والذي يفصلنا عنه ايام

امير في الجبهة وسيعود غدااا

نمت ليلتي هذه وانا احلم بطيف حبيبي

ومتى سيكون الوصال

ماذا سيقول عن شعري الاسود
هل سيعجبه جسمي الرشيق
كيف ستكون اللحظات الاولى
وغمرني الخجل فتوقفت عن التفكير

وعند الصباح
في هذا اليوم الذي لا ينسى
اشراقة الشمس كانت حزينة
واشعتها لم تكن دافئة بل كانت محرقة
تولد في القلب نارا من الخوف
قمت بتكاسل وانا اشعر بان كل شيء يؤلمني

كان صوت التلفاز يعلو في الصالة
ومصطفى يشاهد الاخبار بوجه متجهم
جلست بالقرب وحاولت التقاط الخبر

لأني كنت اشعر بخوف شديد
امسكت بعضد اخي وانا استمع

وقعت مجموعة من المقاومين الابطال
في كمين نصبه العدو
تمكن ثلاث مقاومين من الانسحاب
بينما استشهد ثلاثة اخرين

وتمكنت فرق المقاومة
من سحب جسدي الشهدين
والشهيد الثالث كان موقعه متقدما ووقع في ايدي العدو

لم اعرف ماذا اقول
" هل امير بينهم "
كان مصطفى في اقصى درجات التنبه والعصبية
وبنبرة مليئة بالقهر قال
وما ادراني اناااا
لم يعلنو اسماءهم بعد

بدأت بالبكاء .. واحسست ان كل شيء
انهار في هذه اللحظة
واصبح الوصال مستحيل
وبحدث الأنثى عرفت انه بينهم
مرت بضع سويعات
غدا فيها جو المنزل مشحون بالحزن والغضب
انا ابكي ومصطفى يجري اتصالاته

وامي تحاول ان تهدئ من روعي فلا شيء مؤكد
الى ان جاء صوت الهاتف لينتشلنا من انتظارنا
ركضت الى الهاتف عله يكون امير
ولكن مصطفى كان اسرع مني ومنعني من ان اجيب
واخذ السماعة
كلمات قليلة
جلس بعدها على الكرسي
يإنّ بحزن
لا حول ولا قوة بالله"

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل

📚 #قصة_وعبرة:

💐 *الوصال المستحيل*💐

الجزء الرابع عشر..

دخلت عليهن وقامت امي بالمهمة عني
اخذت الاعب فاطمة لاخفف من توتري وسألت امنة ان عرفت ما جنس المولود
ولكنها اخبرتني انها بعد اسبوعين موعدها
واخذنا نتحدث في مواضيع مختلفة الى ان حان موعد مغادرتهم
عندها اقتربت ام محمد مني وهمست في أذني
لن اجد افضل منك عروسا لابني امير واتمنى موافقتك
وصافحت امي وقالت
اتمنى ان تأتون لزيارتنا .. وننتظر اتصالكم ..
غادرو
وتركوني في نشوة احلامي
فهاهو طيف امير يقترب ليلامس شغاف روحي
ايام اسابيع اشهر .. لا يهم
فانا على موعد مع وصاله ..
ويوما ما ساكون قريبة منه قرب الروح من الجسد

وافقت على امير
وهو الذي يجري في دمائي
يرافقني في احلامي
وصوته سمفونية الفرح التي تعزف على اوتار ايامي
رفض ابي عقد القران
حتى انهي عامي الدراسي
واتفقنا ان تكون الخطوبة الرسمية في شهر 6
ليكون الزواج بعد شهرين فقط
تقريبا في بدايات شهر ايلول- سبتمبر
—---------
كان في تلك الفترة يزورنا امير
كل ما جاء الى المدينة في اجازاته القصيرة دومًا
وكنا نجلس في جلسة عائلية مع الجميع

ولم يعجب هذا امير
وكان يحاول اقناع ابي بشتى الطرق ان يوافق على عقد القران
حتى استنجد بمصطفى .. ولكن ابي كان يرفض دوما
حتى استسلم في النهاية ورضخ لقرار والدي

مرت هذه الايام محملة بالكثير من الشوق
توق الوصال
والنظرة الحلال
والكلام المباح

فكم من مرة اخبرني في اتصالاته الجميلة القليلة
انه يخبئ لي الكثير من الكلام ... في صندوق قلبه
ليفتح يوم اصبح حلاله

وهاهي الاشهر تنقضي وانا اعيش حلما جميلااا

انسج تفاصيله بعبق الحب لأميري

اخترت فستان الخطوبة
باللون الاحمر القاني

والذي يحبه امير

ورتبنا كل تفاصيل عقد القران
والذي يفصلنا عنه ايام

امير في الجبهة وسيعود غدااا

نمت ليلتي هذه وانا احلم بطيف حبيبي

ومتى سيكون الوصال

ماذا سيقول عن شعري الاسود
هل سيعجبه جسمي الرشيق
كيف ستكون اللحظات الاولى
وغمرني الخجل فتوقفت عن التفكير

وعند الصباح
في هذا اليوم الذي لا ينسى
اشراقة الشمس كانت حزينة
واشعتها لم تكن دافئة بل كانت محرقة
تولد في القلب نارا من الخوف
قمت بتكاسل وانا اشعر بان كل شيء يؤلمني

كان صوت التلفاز يعلو في الصالة
ومصطفى يشاهد الاخبار بوجه متجهم
جلست بالقرب وحاولت التقاط الخبر

لأني كنت اشعر بخوف شديد
امسكت بعضد اخي وانا استمع

وقعت مجموعة من المقاومين الابطال
في كمين نصبه العدو
تمكن ثلاث مقاومين من الانسحاب
بينما استشهد ثلاثة اخرين

وتمكنت فرق المقاومة
من سحب جسدي الشهدين
والشهيد الثالث كان موقعه متقدما ووقع في ايدي العدو

لم اعرف ماذا اقول
" هل امير بينهم "
كان مصطفى في اقصى درجات التنبه والعصبية
وبنبرة مليئة بالقهر قال
وما ادراني اناااا
لم يعلنو اسماءهم بعد

بدأت بالبكاء .. واحسست ان كل شيء
انهار في هذه اللحظة
واصبح الوصال مستحيل
وبحدث الأنثى عرفت انه بينهم
مرت بضع سويعات
غدا فيها جو المنزل مشحون بالحزن والغضب
انا ابكي ومصطفى يجري اتصالاته

وامي تحاول ان تهدئ من روعي فلا شيء مؤكد
الى ان جاء صوت الهاتف لينتشلنا من انتظارنا
ركضت الى الهاتف عله يكون امير
ولكن مصطفى كان اسرع مني ومنعني من ان اجيب
واخذ السماعة
كلمات قليلة
جلس بعدها على الكرسي
يإنّ بحزن
لا حول ولا قوة بالله"

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


📚 #قصة_وعبرة:

💐 *الوصال المستحيل*💐

الجزء الثالث عشر..

الجميع وافق
ولحظتها رن الهاتف وكنت اقربهم
رفعت السماعة وانا ارتجي ان اسمع صوته
ولكنه كان صوت ام محمد
والتي رحبت بي بحرارة
ورحبت بها ايضًا
وفي زحمة الحديث
سمعتها تحدثه
تقول له: ماذا ؟
كيف ذلك ؟
غريب ؟
تفضل ؟
وبعدها سمعت صوته
القى السلام علي
وسألني عن احوالي
سمعت اسمي بصوته
كان له رونقا آخر
واخبرني انه ما زال
يهديني ثواب قراءة الحشر ويس
وما يقرأه من قرآن
وايضًا يهديني يوميا الف صلاة على محمد و آل محمد
أخجلني كلامه وجعلني اتوه في ثوبي
احمرت وجنتي وتلعثمت الاحرف على اطراف الشفاه
ولم اعرف ماذا اقول له غير شكرا
وظننت ان الاتصال انتهى هنا
ولكنه قال : كل عام وانت بخير .. اردت محادثتك لاعايدك بولادة الرسول ص وحفيده الامام الصادق
فقلت له وانت بخير .. هل تريد مصطفى
فقال مع ضحكة خفيفة
إذا كنت تريدين ذلك فلا مانع ..
كان جريئا هذه المرة على عكس ما عهدته
وكان صوتها ايضًا يحمل احساسا مختلفا لم اعرف سره
مددت السماعة لمصطفى دون ارد عليه
امسك السماعة اخي وهلل بشوق بالغ وبمحبة عبقة
ودعاه لزيارتنا مع عائلته
فاخبره انهم ينوون ذلك وانما يتصلون لأجل هذا الامر
ولكن امي تريد ان تكلم والدتك في شيء خاص
ناول مصطفى السماعة لوالدتي واقترب مني
وهمس في أذني
والدته تريد امي بموضوع خاص ما هو يا ترى؟؟
لم اجاوب
وانتظرنا امي ان تنهي اتصالها علنا نفهم ما يريدون

وبعد دقائق كانت امي والضحكة تملأ روحها فضلا عن ثغرها
وهي تقول ام محمد ستأتي اليوم الينا مع ابو محمد وامير ومحمد وامنة
في زيارة خاصة ..
التفت ابي اليها وقال ما قصدك
على ما اظن سيخطبون ريحانة ..
لمن ؟ قال ابي
فقال مصطفى ومن غيره امير
انا من يوم الذي اخبرته فيه ان ريحانة
دائما ما تقول لن اتزوج الا مقاوما
وهو في حال مختلفة
فقالت امي ولما تخبره بشيء كهذا
خاص باختك
ليس الموضوع كذلك
انه يعرف ماهر اتذكرونه
الذي تقدم لخطبة ريحانة منذ فترة
وسألني عن سبب الرفض
فاخبرته ان ريحانة لا تود ان تكون الا زوجة مجاهد
وقتها تفاجئ جدا وقال البنات التي يحملن افكارا كهذه
قلة في مجتمعنا .. وبوجودهم تزداد عزيمتنا فهم السند لنا ..
انا هنا كد اطير فرحا ولكني قصصت جناحي خوفا من الفضيحة
وتركت الوان الطيف ترتسم على وجهي لتخبرهم بحالي
عندها ابي قطع النقاش
وقال دعوهم يأتون ونعرف ماذا يريدون
والرأي اولا وآخرا لريحانة
ولكن والله امير لا يردُ يا ابنتي

وجاء اهل امير
وتملكني الخجل فجلست في غرفتي لا اريد ان اخرج
فكيف ارى ام محمد ومجرد انها آتية لخطبتي تربكني
ولكن امي جاءت وسحبتني رغما عن انفي
ومشت بخطوات يلفها الحياء حتى كدت اسقط
اكثر من مرة
دخلت الغرفة حيث جلست النسوة
فوقفت لي ام محمد وقبلتني وسلمت علي آمنة بالحرارة نفسها
واصرت الاولى ان تجلسني بقربي
سألن عني وعن جامعتي
وكانت الاحاديث مختلفة منوعة
وانسحبت بعد فترة لاحضر الضيافة
وانا في المطبخ دخل مصطفى
وقال لي وهو يقهقه
آه لو ترين امير .. يبدو ان وضع قارورة عطره باكملها
وارتدى ثياب العيد ..
فازداد خجلي
ولكنه ما اكترث واضاف
قبل قليل طلب ابو محمد يدك
لابنه العزيز امير
واخبره ابي انه يشرفنا طلبهم وامير ابننا
ولكن يجب ان يعطونا مهل لنفكر ونرد جوابا
ونسأل ابنتنا .. ولكنها كما يبدو انها موافقة
واراد ان يستفزني بهذا الكلام
فقلت له ومن اخبرك بذلك ؟؟
لست موافقة فقط .. بل
آه يا قلبي ومسك جهة قلبه واخذ يحرك رموش عينيه
وغمز لي وخرج بعد ان اخذ معه صحون الفاكهة والتي لا اعرف كيف جهزتها
وحملت انا صواني القهوة والحلوى للنسوة ومشيت باتجاه النسوة وانا اتمنى لو ينقذني احد من الضيافة
فحقا لست جاهزة لمثل هكذا موقف
ولكن دعوت الله ان يساعدني
وييسر امري
دخلت عليهن وقامت امي بالمهمة عني

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل
الجزء الثاني عشر..

فنظر الي مصطفى وضحك وقال ممازحا
سأرحل معه .. كي تعرفوا قيمتي
فما رأيتكم بكيتم علي يوماا
فقلت له ومتى ابتعدت حتى نبكي على فراقك
ولم ادري اني بذلك اقول لامير
" اني ابكي على فراقك "
فنظرت مباشرة اليه فوجدته يبتسم وينظر الي ايضًا
وقال سامحيني يا ريحانة لقد اخذت حريتك 15 يوم
وحرمتك من زيارة صديقتك لك
ارجو ان تسامحيني
فمسحت بعضا من الدمع وقلت :
سأفتقد سورة الحشر ويس عند الفجر ..
فنظر الي بتعجب وقال .. كان يصلكم صوتي
فقلنا انا وامي ..
وكان يؤنسنا بشدة ..
-إذا كلما قرأت سأهديكم الثواب .. حتى يستمر الانس .. بالاجر ..

القى السلام .. ورحل
خرج من الباب وحيدا
وانا في اعماقي ادعو ان يأتي يوما نخرج منه سويااا
فهل يا ترى سيكون هذا الرجل يوما ما حلالي
احدثه دون تلك الحواجز .. ابكي امامه ولا اخجل من بكائي

بعد عدة ايام عاد اهل امير .. من الزيارة للامكان المقدسة
ولما عرفت ام محمد بالخبر اصرت ان تذهب لرؤيته في المنطقة المحتلة
ولكنه اصر عليها بعدم السفر اليه
وانه سيزورها قريبا مع محمد وزوجته
وفاطمة الطفلة الصغيرة التي اشتاقت لاحضان جدتها

..... تمر الايام وانا انتظر سرابا ....
وبدأت اتيقن ان الوصال مستحيل ...
فكنت ادعو الله دوما ان يقدم لي كل خير
وان كان لي قسمة مع امير فليعجلها ..

عدت الى الجامعة وانشغلت بالدراسة
ولكن طيفه يزورني دوما مع لحظات الحنين
وعند الفجر مع سورة يس
وفي المساء مع السلام عليك يا اباعبد الله
حتى امي كانت تذكره دوما
ومصطفى يحادثه كل ما امكنه ذلك
....
وانا انتظر رنة هاتف تحمل معها صوتا اثيريا ..
وكذا صار ..
كم تمنيت هذه اللحظة
ان ارفع سماعة الهاتف لاسمع صوته يأتي من بعيد
فيجرفني بعذوبته برخامته بدقة انتفائه لكلماته

ليلتها كنا نستمع جميعا لنشرة اخبار المساء
ونتابع الوضع في المنطقة المحتلة
فالمقاومة نفذت عملية نوعية
فاودت بحياة احد عشر اسرائيليا
وجرحت ما يزيد عن العشرين
وسمّت العملية ضربة محمد ص
لأنها يوما كان يصادف السابع عشر من شهر ربيع الاول
ذكرى ولادة الرسول الاكرم محمد صلوات الله عليه وعلى آله
كانت العزة تملأ قلوبنا حين رأينا بسالة المقاومين وجهادهم
فقالت امي : هل يا ترى امير بينهم
عندها ضحك اخي بشدة .. وقال سامحك الله يا امي هو الآن في احضان الاحبة
كادت هذه الكلمة ان تقتلني بل ربما فعلت
لأنني احسست وللحظات ان غائبة عن الوعي
فأي احبة هم الذي يتحدث عنهم
وفي احضانهم ايضًا .. يا الهي
انها فرح .. ومن غيرها ..
رقة عيناي واوشكت ان تهل دمعا
ولكن كان جوابه على سؤال امي
هل هو هنا ..
نعم انه في احضان والدته اليوم
فما رأيكم لو ندعوهم لزيارتنا الليلة
كنت اريد ان اصرخ واقول
نعم نعم نعم
ولكني كتمتها واكتفيت بابتسامة كبيرة
من اعماق روحي
الجميع وافق

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل



الجزء الحادي عشر..

كان ابي يتابع نشرة الأخبار في الصالة الرئيسية
فقبلته في جبينه وطلبت منه الانضمام الى المائدة

وكنت اهم بالخروج من الغرفة عندما رن الهاتف ودخل مصطفى وامير من الحديقة مع امي
رفعت السماعة واوتاري الصوتية ترتجف خجلا وفرحا ..
كانت مريم صديقتي
رحبت بها بهمس
اما هي فكان صوتها يخرج من سماعة الهاتف ويصل الى الجميع
" ماهذه النعومة يا فتاة "
وبالهمس نفسه ارجوك اصمتي
" يا دلوعة ماما .. منذ متى وانت بهذا الخجل "
رفعت نبرة صوتي بعدما وجدت ان الابتسامة ارتسمت على محيا الجميع في الغرفة
"مريم اكلمك في وقت لا حق "
- تتخلصين مني لن تستطيعي فانا اريد ان امضي اليوم عندكم
" هنا تلعثمت وانا انظر لمصطفى الذي يشير بحواجبه ويده ان اقول لها كلا "
فإن هي جلست اليوم باكمله عندنا ستلحظ دون ادنى شك وجود امير وستكثر الاسئلة
ونحن لا نريد ان يعرف اي شخص شيء عن امير ..
فحاولت ان اسيطر على انفعالاتي وهززت برأسي لأخي اي ان كل شيء سيكون على مايرام

مريم ... اعذريني ارجوك لا يمكنني استقبالك فنحن مشغولون وسننظف المنزل اليوم
" اها " وبحزن عميق قالت مريم .." حسنا مرة اخرى اعذريني "
واقفلت الخط
مسكت السماعة وهززتها ثم وضعتها مكانها
نظرت الى اخي ونظرة اخرة خاطفة الى اميري الذي كان يحدق في لا شيء
وقلت لن تأتي ..
زفر مصطفى الحمد لله
واردف : ما هذه المزعجة منذ الصباح الباكر...
فابتسمت وتذكرت كم مريم معجبة به وهو لا يهتم لها مطلقًا
وقلت : الحب وما يفعل يا اخي ..
وكنت انظر الى امير بطرف عيني وكان يبدو عليه الضيق ..
ولكن مصطفى استمر في اطلاق النكات وتجاهل امر مريم :
عليك ان تنظفي المنزل اليوم كي لا تكوني قد كذبت
فضحكت امي .. وقالت : احسنت يا ولدي .. ها نحن كسبنا تنظيف للمنزل
ولا ادري من اين اتتني الجرأة لحظتها حين قلت:
سينقذني امير من التنظيف .. فهو متعب ويحتاج للراحة ولا يمكننا ان نقيم حفلة تنظيفات فهذا سيزعجه
ونظرت اليه برجاء
فوجدت شبح بابتسامة قد شق طريقه الى الثغر وضاقت عينيه قليلا
ولكنه لم يتكلم ..
فقال مصطفى : لن ينقذك احد
.. يمكنك تنظيف المطبخ ..هذا كان كلام امي
فزفرت وقلت : حاضر
وهنا حاول امير ان ينهض فلم يستطع فاقترب اخي يساعده وعندما وقف
تكلم .. وانا ومع كل حرف تزداد ضربات خافقي ..
استمع اليه بكل حواسي وبروحي وقلبي ..
"انا سأرحل اليوم فقد اثقلت عليكم .. ساعود الى المنطقة المحتلة "
ولكن الجميع رفض بشدة
"ماهذا الكلام يا ولدي انت لا تضايقني بل البركة عمت المنزل بوجودك بيننا
خدمتك شرف لنا " هذا كان كلام ابي
اما امي فقالت : امير انت كمصطفى ولم تثقل علينا ابدا بل ان سمعت منك هذا الكلام مرة ثانية
حقا سأغضب منك .."
اما مصطفى فحاول تلطيف الجو : ان كان الامر يتعلق بصديقة هذه الفتاة فلا تبالي هي كل يوم عندنا
فلنرتح منها بضعة ايام لا ضرر .
فشكر امير اهلي وطلب ان يذهب للغرفة ليرتاح وكان يبدو متعبا جدا
الهالات السوداء تحيط بعينيه ووجه شاحب
ولكن امي كانت تريده ان يتناول الافطار
فاعتذر وانسحب يسانده مصطفى
الذي عاد واخذ له الطعام الى الغرفة
وكنت قد جهزت كوب عصير برتقال طازج ..
فقلت : خذ هذا له ..
حمل اخي الصينية وذهب يشاركه
افطاره ..

انسكب حبه في القلب دفعة واحد

حتى فاضت المشاعر واحمرت الوجنات

هذه انا كلما ذكر اسمه او سمعت همسه

او تراءى ليَّ من بعيد ظله ..

كنت اخشى ان نلتقي رغم اشواقي

خوفا من نظرتين :
واحدة محرمة
واخرى فاضحة ..

ولكني كنت على موعد معه في جوف الليل كما كل اهل المنزل ..

مع تهجداته مع اناته تارة من الالم وتارة من الخشوع

كان صوته الحزين يملأ المكان فرحا لا ادري كيف ذلك..

وترتيله آيات الله يطمئنُ القلوب

وفي المساء كان يصلني صوته يقرأ زيارة عاشوراء

فيشتد بكائي ..

فبوجوده بيننا تعلمنا الكثير

اهمها كيف تكون العبادة الحقة ..

كيف نحمل الالم بأكف الرجاء

فلا نشتكي او نحزن

كيف نصنع من اوجاعنا واشواقنا

باقات انتظار لمقام صاحب الزمان

.... هذا هو امير ....

رجل من رجال الله

وانا لم استطع الا ان اهيم به عشقًا
ولكن هو ...

اين مشاعره من كل ذلك لا ادري

مرت خمسة عشر يوما
وبدأ يتعافى الامير
واقترب موعد الرحيل
وفي ذلك الصباح البارد

استيقظت لاجد حقيبة ثيابه في الصالة الرئيسية
اتجهت نحو المطبخ
فوجدتهم جميعا حول الطاولة يرتشفون القهوة
عدا ابي الذي كان قد خرج باكرا الى العمل
...

و هو بينهم يجلس وتحيط به هالة من النور
يرتدي ثيابا بدا فيها اكثر وسامة
قميصه الذي يتمواج بين الأزرق الغامق والفاتح
وخطوط بيضاء ... وبنطال " جينز "
ألقيت السلام
فرد الجميع ولكن لم التقط سوى صوته
بسحره الخاص
جلست بالقرب من امي وهي المرة الاولى التي تجمعني فيه على الطاولة نفسها منذ 15 يوم
سكبت لي امي فنجان قهوة ..

🌷🌷🌷
يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل

📚 #قصة_وعبرة:

💐 *الوصال المستحيل*💐

الجزء الحادي عشر..

كان ابي يتابع نشرة الأخبار في الصالة الرئيسية
فقبلته في جبينه وطلبت منه الانضمام الى المائدة

وكنت اهم بالخروج من الغرفة عندما رن الهاتف ودخل مصطفى وامير من الحديقة مع امي
رفعت السماعة واوتاري الصوتية ترتجف خجلا وفرحا ..
كانت مريم صديقتي
رحبت بها بهمس
اما هي فكان صوتها يخرج من سماعة الهاتف ويصل الى الجميع
" ماهذه النعومة يا فتاة "
وبالهمس نفسه ارجوك اصمتي
" يا دلوعة ماما .. منذ متى وانت بهذا الخجل "
رفعت نبرة صوتي بعدما وجدت ان الابتسامة ارتسمت على محيا الجميع في الغرفة
"مريم اكلمك في وقت لا حق "
- تتخلصين مني لن تستطيعي فانا اريد ان امضي اليوم عندكم
" هنا تلعثمت وانا انظر لمصطفى الذي يشير بحواجبه ويده ان اقول لها كلا "
فإن هي جلست اليوم باكمله عندنا ستلحظ دون ادنى شك وجود امير وستكثر الاسئلة
ونحن لا نريد ان يعرف اي شخص شيء عن امير ..
فحاولت ان اسيطر على انفعالاتي وهززت برأسي لأخي اي ان كل شيء سيكون على مايرام

مريم ... اعذريني ارجوك لا يمكنني استقبالك فنحن مشغولون وسننظف المنزل اليوم
" اها " وبحزن عميق قالت مريم .." حسنا مرة اخرى اعذريني "
واقفلت الخط
مسكت السماعة وهززتها ثم وضعتها مكانها
نظرت الى اخي ونظرة اخرة خاطفة الى اميري الذي كان يحدق في لا شيء
وقلت لن تأتي ..
زفر مصطفى الحمد لله
واردف : ما هذه المزعجة منذ الصباح الباكر...
فابتسمت وتذكرت كم مريم معجبة به وهو لا يهتم لها مطلقًا
وقلت : الحب وما يفعل يا اخي ..
وكنت انظر الى امير بطرف عيني وكان يبدو عليه الضيق ..
ولكن مصطفى استمر في اطلاق النكات وتجاهل امر مريم :
عليك ان تنظفي المنزل اليوم كي لا تكوني قد كذبت
فضحكت امي .. وقالت : احسنت يا ولدي .. ها نحن كسبنا تنظيف للمنزل
ولا ادري من اين اتتني الجرأة لحظتها حين قلت:
سينقذني امير من التنظيف .. فهو متعب ويحتاج للراحة ولا يمكننا ان نقيم حفلة تنظيفات فهذا سيزعجه
ونظرت اليه برجاء
فوجدت شبح بابتسامة قد شق طريقه الى الثغر وضاقت عينيه قليلا
ولكنه لم يتكلم ..
فقال مصطفى : لن ينقذك احد
.. يمكنك تنظيف المطبخ ..هذا كان كلام امي
فزفرت وقلت : حاضر
وهنا حاول امير ان ينهض فلم يستطع فاقترب اخي يساعده وعندما وقف
تكلم .. وانا ومع كل حرف تزداد ضربات خافقي ..
استمع اليه بكل حواسي وبروحي وقلبي ..
"انا سأرحل اليوم فقد اثقلت عليكم .. ساعود الى المنطقة المحتلة "
ولكن الجميع رفض بشدة
"ماهذا الكلام يا ولدي انت لا تضايقني بل البركة عمت المنزل بوجودك بيننا
خدمتك شرف لنا " هذا كان كلام ابي
اما امي فقالت : امير انت كمصطفى ولم تثقل علينا ابدا بل ان سمعت منك هذا الكلام مرة ثانية
حقا سأغضب منك .."
اما مصطفى فحاول تلطيف الجو : ان كان الامر يتعلق بصديقة هذه الفتاة فلا تبالي هي كل يوم عندنا
فلنرتح منها بضعة ايام لا ضرر .
فشكر امير اهلي وطلب ان يذهب للغرفة ليرتاح وكان يبدو متعبا جدا
الهالات السوداء تحيط بعينيه ووجه شاحب
ولكن امي كانت تريده ان يتناول الافطار
فاعتذر وانسحب يسانده مصطفى
الذي عاد واخذ له الطعام الى الغرفة
وكنت قد جهزت كوب عصير برتقال طازج ..
فقلت : خذ هذا له ..
حمل اخي الصينية وذهب يشاركه
افطاره ..

انسكب حبه في القلب دفعة واحد

حتى فاضت المشاعر واحمرت الوجنات

هذه انا كلما ذكر اسمه او سمعت همسه

او تراءى ليَّ من بعيد ظله ..

كنت اخشى ان نلتقي رغم اشواقي

خوفا من نظرتين :
واحدة محرمة
واخرى فاضحة ..

ولكني كنت على موعد معه في جوف الليل كما كل اهل المنزل ..

مع تهجداته مع اناته تارة من الالم وتارة من الخشوع

كان صوته الحزين يملأ المكان فرحا لا ادري كيف ذلك..

وترتيله آيات الله يطمئنُ القلوب

وفي المساء كان يصلني صوته يقرأ زيارة عاشوراء

فيشتد بكائي ..

فبوجوده بيننا تعلمنا الكثير

اهمها كيف تكون العبادة الحقة ..

كيف نحمل الالم بأكف الرجاء

فلا نشتكي او نحزن

كيف نصنع من اوجاعنا واشواقنا

باقات انتظار لمقام صاحب الزمان

.... هذا هو امير ....

رجل من رجال الله

وانا لم استطع الا ان اهيم به عشقًا
ولكن هو ...

اين مشاعره من كل ذلك لا ادري

مرت خمسة عشر يوما
وبدأ يتعافى الامير
واقترب موعد الرحيل
وفي ذلك الصباح البارد

استيقظت لاجد حقيبة ثيابه في الصالة الرئيسية
اتجهت نحو المطبخ
فوجدتهم جميعا حول الطاولة يرتشفون القهوة
عدا ابي الذي كان قد خرج باكرا الى العمل
...

و هو بينهم يجلس وتحيط به هالة من النور
يرتدي ثيابا بدا فيها اكثر وسامة
قميصه الذي يتمواج بين الأزرق الغامق والفاتح
وخطوط بيضاء ... وبنطال " جينز "
ألقيت السلام
فرد الجميع ولكن لم التقط سوى صوته
بسحره الخاص
جلست بالقرب من امي وهي المرة الاولى التي تجمعني فيه على الطاولة نفسها منذ 15 يوم
سكبت لي امي فنجان قه
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل

📚 #قصة_وعبرة:

💐 *الوصال المستحيل*💐

الجزء العاشر..

رد سلامها الجميع

ولكنه وحده امير قال لها : الله يسلمك اختي

وكانت هاتين الكلمتين كافية

بالنسبة لها لتتيقن

انه صاحب الصوت الآسر ..

هنا تلونت الدنيا بالوان الربيع في عيني ريحانة

التي كانت تريد سماع صوته اكثر فاكثر
فمن البداية كان قلبها يقول لها
ان لك مع الاسم والصوت حكاية .. كحكايات الاساطير
كانت تجلس بالقرب من والدتها ولكن روحها تحلق عاليا في فضاء رحب
مليء بالفرح والاحلام
اعادها الصوت الآثيري مجددا الى الواقع

:سامحوني سأثقل عليكم

: انت مثل ولدي يا امير

: يشرفني خدمتك فانت كمصطفى

:ستشاركني غرفتي وتؤنس وحدتي ..

اما انا فقلت له بلسان القلب " ستمتلئ ايامي بهجة وسيزداد رونقها بوجودك "

ولكني لم انطق بحرف واحد قطعا..
وعاد هذا الساحر للكلام
ياه كم صوته رائع ايعقل ان يحمل بعض البشر ملامح نورانية وصوتا ملائكيا الى هذا الحد
:: انا اعتبر مصطفى كاخي واكثر وانتم اهلي ولكن بحق سامحوني ::
عندها رفعت بصري قليلا لارى وجهه والتقت العيون للمرة الاولى
وهي نفسها كيمياء الاسماء .. كانت كيمياء النظرات
فأشحنا النظر في اللحظة نفسها
وانصرفت انا بينما كان مصطفى يساعد امير لينهض فيأخذه الى غرفته ...
**
مرت 24 ساعة لم نلتقي ولم يسمع لي همسًا ولم اسمع له سوى أنات وتمتمات
في فجر اليوم التالي ..
تقطع قلبي لسماعه يتألم ولكن بعض وقت وصلني صوته يقرأ
سورة الحشر .. بخشوع ..

كان يتلوها تحقيقًا كقارئ قرآن بارع
فابتسمت في سري لأنني كشفته منذ الاتصال الاول
فلاشك انه تلقى علم التجويد في مكان ما والا لما تمكن من مراعاة الاحكام التجويدية
رحلت مع اثير الصوت مجددا لدنيا غير ذي الدنيا
فهو ان نطق بالكلام العادي كان ساحرا
فكيف اذا كانت تلك الكلمات كلمات الله عز وجل ..
خشعت معه حتى سالت الدموع من عيني
كان يردد الآيات الآخيرة من سورة الحشر
أكثر من مرة وكنت اعلم انها لشفاء المرضى
كان امير يداوي جسده باسم الإله
ويذكر الرب الذي عنده الشفاء
عدت غرفتي اصلي الصبح
وكنت في حالة روحية رائعة
ولم استطع ان اغفو بعد الصلاة رغم اني حاولت ذلك
وكنت اترقب استيقاظ اهل البيت كي أخرج من غرفتي
وعند التاسعة تقريبا كانت امي تضع اطباق الفطور على الطاولة
وكالعادة العفاسي يتلو "يس "
وإبريق الشاي على النار يستغيث فالماء كاد ان يتبخر داخله
اطفأت الغاز بعد ان وضعت فيه اوراق الشاي
ونظرت من الباب الذي يطل على الحديقة
فرأيته يجلس بحزن وتعب والى جانبه مصطفى يفرك يديه ببعضهما وينفخ فيهما ليبث الدفء
فاستغربت خروجهما في هذا الطقس البارد
فقلت لامي : سيتجمدان لا شك, فانظري الى طفلك المدلل كيف يرتجف بينما امير يبدو انه اعتاد
صقيع الجبهة .

ولكن امي لم تستجب لمزاحي بل ردت بصوت هادئ :
متعب !وطلب ان يخرج ليتنفس بعض الهواء النقي
لم ينم ليلة البارحة من شدة الألم .
تفطر فؤادي لحاله وعدت ارمقه بنظرات منكسرة
ولساني يلهج بالدعاء له ..
" اصبح الفطور جاهزا "
قالت امي ..
وبعدها طلبت ان انادي ابي وهي ستنادي
الجالسين في الطبيعة

🌷🌷🌷

یتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل

📚 #قصة_وعبرة:

💐 *الوصال المستحيل*💐

الجزء التاسع..

عندما عادت ريحانةمساء الى البيت
ومع دخولها الصالة حيث تجلس العائلة
ارتفع رنين هاتف المنزل
وكان الاقرب مصطفى
الذي اجاب بهمس ومن ثم تهجم وجهه وانقبضت ملامحه
وحوقل كثيرا
وآخر الكلمات كانت : بأي مستشفى ؟
الآن فورا انا قادم .
اقفل سماعة الهاتف
واتجه نحو والده وتمتم له بشيء ما
حمل مفاتيح سيارته وانطلق ..

وعندها مسكت ريحانةو والدتها بابو مصطفى ليخبرهما ماذا جرى ومن هو هذ ا الذي في المستشفى ؟

" امير "

أمير ... أمير ...أمير

لحظتها اكتشفت ريحانة ان ما تحمله من مشاعر جنونية لهذا الاسم اكثر من ان توصف
هو جنون حقيقي .. فهي تحب الاسم .. وتحب الصوت رغم امكانية عدم تطابقهما
ولكن ماذا تفعل بحالها ..

تجمدت اطرافها لسماع الخبر
امير جرح في احد العمليات واصابته خطرة نسبيا وقد نقل للمشفى اليوم .. ومعه بلال يرافقه
****
اما والديه فلا يعرفان شيئا عنه فهما
ذهبا البارحة لزيارة الامكان المقدسة في ايران والعراق
ومحمد في الجبهة وفاطمة ايضا مع والدتها في المنطقة المحتلة ستمكث لحين عودة جدتها
وفرح وحدها في المنزل
و هذا ما عرفناه بعد عودة مصطفى من المشفى
الكل كان قلق على امير
في اليوم التالي ذهب اهلي لزيارته في المستشفى
وعندما عادوا كانوا يتباحثون بامر خروج امير واين سيجلس
بما ان فرح وحدها في المنزل ولا يمكنه ان يجلس معها
ولا يمكنه الذهاب لمنزل اخيه محمد في المنطقة المحتلة
فاقترحت الوالدة على مصطفى ان يحضره الى المنزل
فالعطلة الجامعية ستبدأغدا
ويمكنه ان يعتني به .. ويأخذه لمراجعة الطبيب ويساعده في اموره الخاصة
وهي ستهتم بشأن الطعام والملبس والامور الاخرى
رحب ابي بالفكرة .. وتمت الموافقة من امير
فلا حل له غير البقاء معنا
........
يومين كانت تفصل بيني وبين الحقيقة
........
فإما ستنتهي قصتي مع صاحب الصوت الآسر او ستبدأ من جديد
ولكن ماذا لو كان حقا امير هو نفسه
ماذا سأفعل
لا يمكنني ان اظهر له مشاعري التي لا افقه لها امرا
ولا يمكنني وضعها الا في خانة الجنون
فعدت لتوتري وخوفي فهذه القصة غير صحيحة منذ بدايتها
دخل الحزن والهم قلبي .. ولم اعد اعرف كيف علي التصرف
.......
نامت ريحانة ليلتها وهي تتوسل بمولاتها فاطمة .. ان تفرج همها
فالارتباط الروحي بالعترة طاهرة كان دوما وسيلتها
ومضى اليوم الأول
وفي صباح اليوم التالي
وعند العاشرة تقريبا
كان موعد خروج امير من المشفى
ارتدت عباءتها لمجرد ان شخص غريبا قد يكون في منزلهم بعد قليل حتى لو لم يكن من المفترض ان تراه
ولكن كانت تتمنى ذلك .
أخذت ترتب مع والدتها غرفة مصطفى لاستقبال الجريح
بكل حب وبمشاعر لذيذة تنساب الى روحها بهدوء
وتدعو الله سرا ان يقدم لها كل خير ..
وان كان لها مع هذا الرجل نصيب فلييسر امرها
وان لم يكن لها معه اي نصيب فليخرج حبه من قلبها
كانت تضع بعض الوسائد لتزيين السرير
عندما رن جرس المنزل
خرج القلب لاستقبال امير دون الجسد
الذي ظل يقف بعيدا يختبأ وراء باب الصالة يختلس بعض النظرات
ويسترق عددا من الكلمات
ولكن الجميع كان يتكلم فلم تتمكن من التقاط شيء خاص
دخل امير بقامته الفارعة والتي بدت رغم انه يستند على مصطفى ليمشي
كانت ملامحه رجولية بحته
لا ادري كيف نصفها
فريحانة لم تستطع ان تبحر في هدأة العيون السوداء
ولا في ابتسامة رسمت على الثغر رغم الالم والمرض
لأنها انسحبت وغضت بصرها فهي لم تكن يوما فتاة
تحدق في الرجال وتتفحص تقاسيمهم حتى لو كانوا وسيمين كأمير
ولكن جاء صوت والدتها مناديا باسمها ليوقظها من احلامها
"تعالي سلمي على امير يا ريحانة وتحمدي له بالسلامة "
وهكذا تواطئ معها القدر لأول مرة
لحظات كانت كالساعات بين المكان الذي تقف فيه
ريحانة
والغرفة حيث يجلس الجميع

دخلت بعباءتها الزينبية مزدانة بالحياء

القت السلام دون ان ترفع بصرها

وبصوت بالكاد يسمع قالت : الحمد لله على سلامتك .
رد سلامها الجميع

ولكنه وحده امير قال لها : .....

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل

الجزء التاسع..

عندما عادت ريحانةمساء الى البيت
ومع دخولها الصالة حيث تجلس العائلة
ارتفع رنين هاتف المنزل
وكان الاقرب مصطفى
الذي اجاب بهمس ومن ثم تهجم وجهه وانقبضت ملامحه
وحوقل كثيرا
وآخر الكلمات كانت : بأي مستشفى ؟
الآن فورا انا قادم .
اقفل سماعة الهاتف
واتجه نحو والده وتمتم له بشيء ما
حمل مفاتيح سيارته وانطلق ..

وعندها مسكت ريحانةو والدتها بابو مصطفى ليخبرهما ماذا جرى ومن هو هذ ا الذي في المستشفى ؟

" امير "

أمير ... أمير ...أمير

لحظتها اكتشفت ريحانة ان ما تحمله من مشاعر جنونية لهذا الاسم اكثر من ان توصف
هو جنون حقيقي .. فهي تحب الاسم .. وتحب الصوت رغم امكانية عدم تطابقهما
ولكن ماذا تفعل بحالها ..

تجمدت اطرافها لسماع الخبر
امير جرح في احد العمليات واصابته خطرة نسبيا وقد نقل للمشفى اليوم .. ومعه بلال يرافقه
****
اما والديه فلا يعرفان شيئا عنه فهما
ذهبا البارحة لزيارة الامكان المقدسة في ايران والعراق
ومحمد في الجبهة وفاطمة ايضا مع والدتها في المنطقة المحتلة ستمكث لحين عودة جدتها
وفرح وحدها في المنزل
و هذا ما عرفناه بعد عودة مصطفى من المشفى
الكل كان قلق على امير
في اليوم التالي ذهب اهلي لزيارته في المستشفى
وعندما عادوا كانوا يتباحثون بامر خروج امير واين سيجلس
بما ان فرح وحدها في المنزل ولا يمكنه ان يجلس معها
ولا يمكنه الذهاب لمنزل اخيه محمد في المنطقة المحتلة
فاقترحت الوالدة على مصطفى ان يحضره الى المنزل
فالعطلة الجامعية ستبدأغدا
ويمكنه ان يعتني به .. ويأخذه لمراجعة الطبيب ويساعده في اموره الخاصة
وهي ستهتم بشأن الطعام والملبس والامور الاخرى
رحب ابي بالفكرة .. وتمت الموافقة من امير
فلا حل له غير البقاء معنا
........
يومين كانت تفصل بيني وبين الحقيقة
........
فإما ستنتهي قصتي مع صاحب الصوت الآسر او ستبدأ من جديد
ولكن ماذا لو كان حقا امير هو نفسه
ماذا سأفعل
لا يمكنني ان اظهر له مشاعري التي لا افقه لها امرا
ولا يمكنني وضعها الا في خانة الجنون
فعدت لتوتري وخوفي فهذه القصة غير صحيحة منذ بدايتها
دخل الحزن والهم قلبي .. ولم اعد اعرف كيف علي التصرف
.......
نامت ريحانة ليلتها وهي تتوسل بمولاتها فاطمة .. ان تفرج همها
فالارتباط الروحي بالعترة طاهرة كان دوما وسيلتها
ومضى اليوم الأول
وفي صباح اليوم التالي
وعند العاشرة تقريبا
كان موعد خروج امير من المشفى
ارتدت عباءتها لمجرد ان شخص غريبا قد يكون في منزلهم بعد قليل حتى لو لم يكن من المفترض ان تراه
ولكن كانت تتمنى ذلك .
أخذت ترتب مع والدتها غرفة مصطفى لاستقبال الجريح
بكل حب وبمشاعر لذيذة تنساب الى روحها بهدوء
وتدعو الله سرا ان يقدم لها كل خير ..
وان كان لها مع هذا الرجل نصيب فلييسر امرها
وان لم يكن لها معه اي نصيب فليخرج حبه من قلبها
كانت تضع بعض الوسائد لتزيين السرير
عندما رن جرس المنزل
خرج القلب لاستقبال امير دون الجسد
الذي ظل يقف بعيدا يختبأ وراء باب الصالة يختلس بعض النظرات
ويسترق عددا من الكلمات
ولكن الجميع كان يتكلم فلم تتمكن من التقاط شيء خاص
دخل امير بقامته الفارعة والتي بدت رغم انه يستند على مصطفى ليمشي
كانت ملامحه رجولية بحته
لا ادري كيف نصفها
فريحانة لم تستطع ان تبحر في هدأة العيون السوداء
ولا في ابتسامة رسمت على الثغر رغم الالم والمرض
لأنها انسحبت وغضت بصرها فهي لم تكن يوما فتاة
تحدق في الرجال وتتفحص تقاسيمهم حتى لو كانوا وسيمين كأمير
ولكن جاء صوت والدتها مناديا باسمها ليوقظها من احلامها
"تعالي سلمي على امير يا ريحانة وتحمدي له بالسلامة "
وهكذا تواطئ معها القدر لأول مرة
لحظات كانت كالساعات بين المكان الذي تقف فيه
ريحانة
والغرفة حيث يجلس الجميع

دخلت بعباءتها الزينبية مزدانة بالحياء

القت السلام دون ان ترفع بصرها

وبصوت بالكاد يسمع قالت : الحمد لله على سلامتك .
رد سلامها الجميع

ولكنه وحده امير قال لها : .....

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء الثامن..

نكست رأسي بخيبة وتوجهت حيث اشار الي هذا الشاب و انا في اعماقي اتمنى ان لا يكون امير .
دخلت على النسوة فقامت ام محمد ورحبت بي بحرارة وبدأت تعرفني على الموجودات
-هذه آمنة زوجة محمد اتت اليوم من المنطقة المحتلة
سلمت عليها وتحمدت لها بالسلامة
-وهذه ردينة خطيبة بلال وهي تسكن ايضا في المنطقة المحتلة ولكن انتقلت منذ فترة قريبة الى مدينتنا
سلمت عليها ايضًا بابتسامة كبيرة طالما انها خطيبة بلال وليست امير
_بعدها اشارت الى فتاة جميلة الملامح تشبه آمنة قليلا وقالت .. وانا قلبي تقرع فيه الطبول بإيقاع سريع مزعج
لتوجسي وخوفي مما ستنطقه ام محمد
-هذه اخت آمنة اسمها فرح وهي تدرس في الجامعة هنا وتسكن معنا حاليا
سلمت عليها بيد باردة وشبه ابتسامة لمجرد الاحساس انها قد تكون غريمتي
قالت بعدها فكما تعلمون الشباب كلهم في المنطقة المحتلة
وانا لم اقبل ان تعيش في السكن الجامعي
فهي تؤنسني وتساعدني بالاهتمام باسلام فهي معنا
فانا لم اسمح لاهلها بأخذها
ونظرت الى آمنة وقالت
-إذا امها جنت وقررت البقاء مع زوجها بين البارود والنار وابني قد اختار طريقه في المضي لقتال العدو ومبارك له هذا الطريق طبعا
فإني لن اسمح لهم بان يأخذوا حفيدتي مني لتحيا وسط الظلام والرعب والقصف فابنائي لم استطع ان امنعهم ولن امنعهم من ان يسيروا في طريق الحق بعد ان ربيتهم على ذلك ولكن اسلام مازالت صغيرة واريدها ان تحيا حياة طبيعية طالما انه باستطاعتنا ذلك
وبدأت الاحاديث تتشعب وتتشعب وانا لاشأن لي في اي منها لاتتبعها
فقط كنت اريد ان ارتاح واعرف من هو صاحب الصوت
قولوا عني ما شئتم فالحب لا يطرق الابواب حين يأتي
وقد يولد من كلمة وانا يكفيني انه مقاوم ومجاهد يحمل دمه على كفه ويمضي ليدك حصون المعتدي لا يهاب شيء ولا يثنيه عن الجهاد امر
فقد نصب وجهه لله وتقدم .
وضعوا لنا العشاء ووكانت فرح تتصرف وكأن البيت بيتها وردينة تساعدها ايضا اما آمنة فلم يسمحن لها لكونها حامل في الشهر الثاني
كما اخبرتني .. فهي حاولت التقرب مني والتودد الي .
كان يجمعنا بريق العيون نفسها وبقربها شعرت بشيء ما غريب وكأن لي مع هذه المرأة حكاية لم تكتب اسطرها بعد

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء الثامن..

نكست رأسي بخيبة وتوجهت حيث اشار الي هذا الشاب و انا في اعماقي اتمنى ان لا يكون امير .
دخلت على النسوة فقامت ام محمد ورحبت بي بحرارة وبدأت تعرفني على الموجودات
-هذه آمنة زوجة محمد اتت اليوم من المنطقة المحتلة
سلمت عليها وتحمدت لها بالسلامة
-وهذه ردينة خطيبة بلال وهي تسكن ايضا في المنطقة المحتلة ولكن انتقلت منذ فترة قريبة الى مدينتنا
سلمت عليها ايضًا بابتسامة كبيرة طالما انها خطيبة بلال وليست امير
_بعدها اشارت الى فتاة جميلة الملامح تشبه آمنة قليلا وقالت .. وانا قلبي تقرع فيه الطبول بإيقاع سريع مزعج
لتوجسي وخوفي مما ستنطقه ام محمد
-هذه اخت آمنة اسمها فرح وهي تدرس في الجامعة هنا وتسكن معنا حاليا
سلمت عليها بيد باردة وشبه ابتسامة لمجرد الاحساس انها قد تكون غريمتي
قالت بعدها فكما تعلمون الشباب كلهم في المنطقة المحتلة
وانا لم اقبل ان تعيش في السكن الجامعي
فهي تؤنسني وتساعدني بالاهتمام باسلام فهي معنا
فانا لم اسمح لاهلها بأخذها
ونظرت الى آمنة وقالت
-إذا امها جنت وقررت البقاء مع زوجها بين البارود والنار وابني قد اختار طريقه في المضي لقتال العدو ومبارك له هذا الطريق طبعا
فإني لن اسمح لهم بان يأخذوا حفيدتي مني لتحيا وسط الظلام والرعب والقصف فابنائي لم استطع ان امنعهم ولن امنعهم من ان يسيروا في طريق الحق بعد ان ربيتهم على ذلك ولكن اسلام مازالت صغيرة واريدها ان تحيا حياة طبيعية طالما انه باستطاعتنا ذلك
وبدأت الاحاديث تتشعب وتتشعب وانا لاشأن لي في اي منها لاتتبعها
فقط كنت اريد ان ارتاح واعرف من هو صاحب الصوت
قولوا عني ما شئتم فالحب لا يطرق الابواب حين يأتي
وقد يولد من كلمة وانا يكفيني انه مقاوم ومجاهد يحمل دمه على كفه ويمضي ليدك حصون المعتدي لا يهاب شيء ولا يثنيه عن الجهاد امر
فقد نصب وجهه لله وتقدم .
وضعوا لنا العشاء ووكانت فرح تتصرف وكأن البيت بيتها وردينة تساعدها ايضا اما آمنة فلم يسمحن لها لكونها حامل في الشهر الثاني
كما اخبرتني .. فهي حاولت التقرب مني والتودد الي .
كان يجمعنا بريق العيون نفسها وبقربها شعرت بشيء ما غريب وكأن لي مع هذه المرأة حكاية لم تكتب اسطرها بعد

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء الثامن..

نكست رأسي بخيبة وتوجهت حيث اشار الي هذا الشاب و انا في اعماقي اتمنى ان لا يكون امير .
دخلت على النسوة فقامت ام محمد ورحبت بي بحرارة وبدأت تعرفني على الموجودات
-هذه آمنة زوجة محمد اتت اليوم من المنطقة المحتلة
سلمت عليها وتحمدت لها بالسلامة
-وهذه ردينة خطيبة بلال وهي تسكن ايضا في المنطقة المحتلة ولكن انتقلت منذ فترة قريبة الى مدينتنا
سلمت عليها ايضًا بابتسامة كبيرة طالما انها خطيبة بلال وليست امير
_بعدها اشارت الى فتاة جميلة الملامح تشبه آمنة قليلا وقالت .. وانا قلبي تقرع فيه الطبول بإيقاع سريع مزعج
لتوجسي وخوفي مما ستنطقه ام محمد
-هذه اخت آمنة اسمها فرح وهي تدرس في الجامعة هنا وتسكن معنا حاليا
سلمت عليها بيد باردة وشبه ابتسامة لمجرد الاحساس انها قد تكون غريمتي
قالت بعدها فكما تعلمون الشباب كلهم في المنطقة المحتلة
وانا لم اقبل ان تعيش في السكن الجامعي
فهي تؤنسني وتساعدني بالاهتمام باسلام فهي معنا
فانا لم اسمح لاهلها بأخذها
ونظرت الى آمنة وقالت
-إذا امها جنت وقررت البقاء مع زوجها بين البارود والنار وابني قد اختار طريقه في المضي لقتال العدو ومبارك له هذا الطريق طبعا
فإني لن اسمح لهم بان يأخذوا حفيدتي مني لتحيا وسط الظلام والرعب والقصف فابنائي لم استطع ان امنعهم ولن امنعهم من ان يسيروا في طريق الحق بعد ان ربيتهم على ذلك ولكن اسلام مازالت صغيرة واريدها ان تحيا حياة طبيعية طالما انه باستطاعتنا ذلك
وبدأت الاحاديث تتشعب وتتشعب وانا لاشأن لي في اي منها لاتتبعها
فقط كنت اريد ان ارتاح واعرف من هو صاحب الصوت
قولوا عني ما شئتم فالحب لا يطرق الابواب حين يأتي
وقد يولد من كلمة وانا يكفيني انه مقاوم ومجاهد يحمل دمه على كفه ويمضي ليدك حصون المعتدي لا يهاب شيء ولا يثنيه عن الجهاد امر
فقد نصب وجهه لله وتقدم .
وضعوا لنا العشاء ووكانت فرح تتصرف وكأن البيت بيتها وردينة تساعدها ايضا اما آمنة فلم يسمحن لها لكونها حامل في الشهر الثاني
كما اخبرتني .. فهي حاولت التقرب مني والتودد الي .
كان يجمعنا بريق العيون نفسها وبقربها شعرت بشيء ما غريب وكأن لي مع هذه المرأة حكاية لم تكتب اسطرها بعد

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل



الجزء السابع..

وضعت السماعة جانبا ولم انتظر سماع رده
وما ان خرجت من باب الغرفة حتى وجدت مصطفى يدخل من الباب الخارجي
كان يودع صديقه ويقال ان نحن معشر النساء نستمتع بالحديث عند الباب عندما نهم بالمغادرة .. ولكني اجد بعض الرجال ايضا اكتسبوا هذه العادة

- اتصال لك
اسرع الخطى ودخل الغرفة ووقفت معه اريد ان استمع الى المحادثة علي احظى بعلومة عن ساحري .. فلقد اصبحت للحظة " المحقق كونان " من ذكريات الطفولة البريئة
رحب اخي بالمتصل ترحيبا حارا
ولكنه تواطئ مع القدر ضدي ولم يذكر اسمه
ولم افهم من الحديث غير انه موجود في منطقتنا ليوم واحد وغدا صباحا سيغادر
انهى اخي اتصاله ونظر الي : هل انهيت دروسك
- من كان المتصل ؟
- وما شأنك انت بذلك إذا انهيت دروسك فتجهزي نحن مدعوون للعشاء في منزل ابو محمد واوصت النسوة باحضارك معي
- لم اجب بشيء سوى ان خرجت من غرفتي مسرعة لأجهز نفسي
فلن اسمح لاي ظرف ان يقف ضدي فسأستغل الفرصة التي اتاحها الله لي .. فهي اشارة منه سبحانه
ارتديت ثيابي على عجل ووقفت انتظر مصطفى قرب الباب وما ان رآني حتى بدت ملامح الاستغراب على وجهه من سرعتي ..
ضحك ضحكته الماكرة وقال اشم رائحة شيء ما ..
ولكن فطنتي هنا تدخلت فصرخت عاليا .. اه ربما قد نسيت الغاز مشتعلا ولم اقفله وركضت بسرعة باتجاه المطبخ وبدأت اتأكد من كل شيء ولحقني ايضًا حتى نسي نفسه وصدق انه اشتم رائحة حقيقية
وتركت نافذة المطبخ مفتوحة قليلا كي تخرج الرائحة ان وجدت

وخرجنا سويا
ولم يكن منزلهم يبعد كثيرا عن بيتنا تقريبا 10 دقائق استغرق الطريق
كان احدهم يقف لاستقبالنا
لم استطع ان ادقق النظر فيه وبذلك عجزت عن تحديد عمره
ولكن كنت انتظر ان يتكلم لاعرف ان كان نفسه المتصل

حضن اخي بشوق وسلم عليه
كان سلامه كافيا لاخرج بالاستنتاج التالي
وهو ان هذا الشخص ليس المتصل
فالصوت كان مختلفا كليا ولا يمكن لأذني ان تخطأ في نبرته وحتى في طريقة لفظه للسلام
فهذا تخرج الاحرف بطريقة مضحكة ونبرته تميل الى الشبابية
كطريقة تحدث الشباب الى اصحابهم فهم يمدون زمن الحرف كثيرا ويغيرون بطريقة خروجه ويزيدون في تحريكه
بينما الآخر يخرج كل حرف على حدا كقارئ القرآن حين يخرج الحرف من مخرجه فيشبعه ويعطيه الصفات المستحقة له
فيفخم ما يستوجب التفخيم ويرقق الحرف المستوجب للترقيق
فحقيقة يبدو انه تعلم تجويد القرآن الكريم ذلك العلم الرائع الذي يأخذنا بعيدا لعالم جميل
فالبعض يتغنى باتقان الموسيقى والعزف والاستماع الى المقطوعات المشهورة من الموسيقى الكلاسيكية وغيرها .. ولكن عندي صوت قارئ القرآن يرتل آيات الكتاب الكريم اعذب وارقى وانفع لنفس
انه شيء يلامس الروح والعقل والقلب معا
وآسري لا بد انه يتقنه لان القراء عادة ما تصبح طريقتهم في الكلام قريبة لطريقتهم في التجويد لكثرة التدرب على النطق السليم

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


احبتي تصفحوا الأعلى ستجدون ثلاث اجزاء من قصة #الوصال_المستحيل
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء السادس..

امي لن تسمح لي بمرافقتها وانا التي اخبرتها بنفسي بكم الدروس الهائل
وان طلبت ُمنها ان تصطحبني ستشك في الامر فامي فطنة جدا
ويقال اني اكتسبت ذكائي من جيناتها فنحن نتمتع بسرعة بديهة ولكن موهبتي هذه لن تسعفني الآن مع امرأة تفوقني ذكاء واشعر امامها اني افقد مهاراتي في ضبط الامور وتحويلها الى صالحي رغم براعتي في ذلك مع الجميع.
غادرت امي الغرفة تاركة " ريحانة " غارقة في الحزن على فرصة من ذهب
ضاعت منها في لحظة ..
كدت انخرط في نوبة بكاء عنيفة قبل ان اقف لاتنفس بعمق واذهب بسرعة الى المغسلة للوضوء فهو يريح النفس
استغفرت ربي مرارا وتكرارا
فهذه المشاعر لا يجب ان تأخذني الى مكان خاطئ
فرشت سجادة صلاتي ملاذي عند كل هم ومكاني الذي احب عند كل ومضة فرح .. فكلتاهما نعم يجب ان اشكر الباري عليها
امسكت قرآني الحبيب قبلته وفتحته استعذت بالله من الشيطان الرجيم
وبدأت بقراءة سورة يوسف .. فلا شيء يربت على كتفي سواها ..
لتشعرني ان الله مع عباده الصالحين يرفعهم من القهر والظلم الى مكان
كمكان يوسف نبي الله ملكا على عرش مصر ..
قرأت ما يقارب 10 صفحات حين شعرت اني ارتحت وبت قادرة على متابعة دروسي اغلقت الكتاب المبارك ووضعته في مكانه المخصص
ولكن قبل ان ابدأ ذهبت الى المطبخ لأتناول قطعة كيك بالبرتقال فكانت الحلوى تعدل مزاجي وخاصة اذا كانت من صنع امي اخذت صحني وجلست قرب النافذة اتأمل الشارع وزحمة السيارات المحببة الي فهي توحي دوما بالحياة بالاستمرار
ولكل سيارة شخص يقودها و لكل وجهة
فهناك رجل عائد من عمله الى منزله حيث زوجته واولاده في انتظاره
وهناك آخر ربما ذاهب مع عائلته لزيارة ام متلهفة لرؤية احفادها
وسيارة آخر طراز تسير بسرعة جنونية ربما يقودها شاب طائش لا يعي سوء ما يفعله
وباص كبير تابع للنقل العام .. لكل من ركابه قصة وافكار تجول في ذهنه في رحلة المساء هذه
انهيت صحني غسلته ووضعته جانبا كي يجف وهممت بالذهاب الى غرفتي حين دخل مصطفى المطبخ ..
-ريحانة لم تذهبي مع امي ..
-الحمد لله فاصدقائي هنا جهزي لنا الشاي والضيافة ارجوك
ونادني من خلف الباب عندما يجهز كل شيء ...
حاضر تحت امرك انا
لا حرمت من لبقاتك ..ولكن اسرعي ..
جهزت كل شيء وناديته
وذهبت الى غرفتي الهادئة الصغيرة .. دائما اشعر ان الامكنة تشابه اصحابها وتعكس شخصياتهم ورغباتهم في الحياة
فغرفتي لم تكن باللون الوردي ولم تحتوي على الالعاب القطنية والتي تمتلئ بها غرف الفتيات
كان الابيض سيد المكان
والكتب تنتشر في كل زاوية بعد ان فاضت بها مكتبة غرفتي التي اعشق
وخزانة صغيرة فلم اكن من هواة شراء الثياب ومراكمتها ولا كانت امكانياتنا تسمح بذلك ولكن ايضا انا لم يكن لدي شهية تشبه شهية النساءو هوسهن بالتسوق فقد كنت اتبع قول رسولنا الكريم عن كراهية المكوث في الاسواق.
ولكن كنت في المقابل احب شراء الكتب وخاصة تلك التي تختص بتطوير الذات
ولا غنى لي عن الروايات لإثراء مخزوني الادبي رغم ابتعاد تخصصي الجامعي في مجال المحاسبة وادارة الاعمال عن الشعر والادب
ولكن لكلاهما في قلبي مكان .
فبقدر ما كنت اعشق تحليل ميزانية احد الشركات ودراسة الميزانية الوظيفية والمالية لها وتحليلها واستخراج النتائج والمؤشرات
كنت بالشغف نفسه اطالع الاعمال الادبية واغوص في تحليلاتها .
بعد ما يقارب الساعة سمعت صوت هاتف المنزل يرن ولم اكترث فمصطفى سيرد دون شك .
ولكنه لم يفعل ذلك وانقطع الاتصال ومن ثم عاود الرنين ولكن لا جدوى ومحاولة ثالثة من المتصل يبدو انه مستميت للتحدث او انه امر هام جدا .
خرجت من غرفتي مسرعة قبل ان ينقطع الاتصال ودخلت غرفة الجلوس ورفعت السماعة على عجل
ولكم ان تتخيلوا من كان المتصل ؟
نعم !
إنه صاحب الصوت الرخيم الساحر الآسر
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
عذرا ولكن اريد التحدث مع مصطفى هل هو موجود
(في هذه الثواني القليلة كنت اريد ان يحفظ قلبي نبرة صوته وذبذباته
اثيره وكلماته كي تمتلئ قارورة عطري من جديد
اني اسمعه ولكن عقلي لا يترجم ما يقول )
-نعم ماذا تريد ؟
-كنت اسأل عن مصطفى اريد مكالمته
-عفوا لا ادري حقا اذا كان موجود لحظة ارجوك لأتأكد من وجوده
وضعت السماعة جانبا ولم انتظر سماع رده

🌷🌷🌷

يتبع...
#قصص_الحسنات
#الوصال_المستحيل


الجزء الخامس..

مع مصطفى بسيارة والدي من طراز "عام الخشبة " ولكنها لا زالت تأخذنا ونقضي بها حوائجنا فنراها بعين المحتاج
افضل من احدث طائرة
ولكن اليوم كان مختلف نوعا ما ..
وكانما الصوت الرخيم لازال في مسمعي ياسرني بأثيره وكانه تمتمات ساحر
ولكن ماذا لوكان محمد المتزوج صاحب الصوت لما لم افكر بالموضوع من قبل
ولكن لا لا ارجو ان يكون امير فاسمه اعجبني ..

"امير وريحانة "

فيهما كيمياء عجيبة ..
وايقظني من احلام اليقظة مصطفى وهو يهز كتفي بقوة
ويطردني من السيارة لانه تأخر على محاضرته ..

كانت الايام تمضي متشابهة تتكرر بملل قاتل .. العدو يزداد طغيانا والمقاومة تزداد بسالة وصاحب الصوت الآسرالمقاوم لا اعرف عنه اي شيء .. ومع كل يوم اشعر اني افقده ولكأنه قارورة عطر بدأت تنفذ لكثرة استعمالها .. رغم معرفتنا بالرائحة ولكن شذاها يغيب .. وهكذا الصوت بت افقد تأثيره ولم افصح لاي شخص بكم الاحلام التي نسجتها مع صاحبه ا حتى اقربهم وهي صديقتي مريم لانها حتما ستهزأ من جنوني
كما انه من الصعب اخبارها بانه من المجاهدين فهذه الامور يجب كتمانها حرصا على سلامتهم
وانا ايضا كنت كتومة بشكل يفوق الطبيعة فالمرأة عادة ا لا تستطيع ان تحبس في جوفها سرا فهو عندها كالسم في جوف الافعى ان لم تخرجه قتلها

انا كنت مشهورة فلا افشي سرا اودعه عندي احدهم حتى بت خزانة الاسرار لابي واخي مصطفى والعديد من الصديقات ومع الايام باتت تتحول هذه الصفة الى لعنة لكثرة الهموم التي احفظها والمشكلات التي اسمعها ..

وهكذا اسميت صوته " سر جميل " وبقي اسمه عصيا على المعرفة
فلا انا تجرأت وسألت ولا تطوع احدهم واخبرني ..

كنت لا ازال في غرفتي هذا المساء لم اخرج منها منذ عودتي من الجامعةحين دخلت امي تسألني ان كنت انهيت دراستي
فأشرت لها بيدي الى الكتب من حولي وقلت ما زال امامي الكثير
وبنبرتها الحنونة ..

-ياه كنت اود ان آخذك معي الى منزل ام محمد

تلعثمتُ وارتفعت حرارتي فجأة ودوار خفيف انتابني بعدما علمت اني فوت على نفسي فرصة مع القدر قد تأتي لتجمعني بمعلومة او صدفة او كلمة او حتى سماع صوته مجددا .... يا لغبائي ...
ماذا سأفعل الآن ؟
امي لن تسمح لي بمرافقتها وانا التي اخبرتها بنفسي بكم الدروس الهائل

🌷🌷🌷

يتبع...
More