السؤال /ماصحة نسبة هذا الحديث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام:
( إذا حدثت فتنة الشام إلزموا أحلاس بيوتكم
)؟
الجواب/
١-في هذه الرواية مشكلتان:
أ-المشكلة الأولى أنها لم ترد بهذا اللفظ في مصادر السنة والشيعة التي وصلتْ إلينا ولكن هل هذا المضمون موجود في الروايات وهذا سيتضح بعد ذلك .
ب-المشكلة الثانية في تطبيقها على الواقع الخارجي فقد طبقها بعض الناس على مايجري من أحداث في الخارج وهذا الخطأ واضح أي خطأ تطبيق الروايات على الخارج وهو يتكرر ويتكرر ويتكرر ولاتتعظ الناس منه فمسألة علامات الظهور ليستْ بهذه السهولة و البساطة.
٢-فتن الشام في علامات الظهور قبل خروج السفياني وبعد خروجه مروية بكثرة فمن أرادها فليراجعها في مظانها.
٣-عنوان أحلاس البيوت ورد في عدة روايات ومنها ما رواه الكليني بسنده عن سدير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا سدير الزم بيتك وكن حِلساً من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك.
📚/الكافي:ج٨،ص٢٤٦.
وعلق الشيخ المجلسي على سند الحديث وقال:
حسن كالصحيح في مرآة العقول ،ج٢٦،ص٢٥٩.
وروى الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
لما دخل سلمان رضي الله عنه الكوفة، ونظر إليها، ذكر ما يكون من بلائها حتى ذكر ملك بني أمية والذين من بعدهم ثم قال:
فإذا كان ذلك فالزموا أحلاس بيوتكم حتى يظهر الطاهر بن الطاهر المطهر ذو الغيبة الشريد الطريد.
📚/غيبة الطوسي:ص١٨٧.
وروى النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال:إذا صعد العباسي أعواد منبر مروان أدرج ملك بني العباس، وقال (عليه السلام): قال لي أبي - يعني الباقر (عليه السلام) -:
لا بد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شئ، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا .
📚/غيبة النعماني:ص٢٦٩.
وروى عن أبي المرهف، قال:قال أبو عبد الله (عليه السلام): هلكت المحاضير.
قال: قلت: وما المحاضير؟
قال: المستعجلون، ونجا المقربون، وثبت الحصن على أوتادها، كونوا أحلاس بيوتكم، فإن الغبرة على من أثارها، وأنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم.
📚/غيبة النعماني:ص٢٠١.
والغبرة هنا جاءت في نسخة أخرى الفتنة.
٤-معنى
أحلاس البيوت :
الحِلْس وهي قطعة من القماش تُوضَع مابين سرج الفرس وظهره حتى لايتأذى الفرس من السرج وهو كناية عن ملازمة البيت وقيل حِلْس البيت المقيم به لايبرحه .
وقال الشيخ الطريحي( رحمه الله):وفي الخبر (كونوا أحلاس بيوتكم)…المعنى الزموا بيوتكم لزوم الأحلاس ولا تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة.
📚/مجمع البحرين:ج١،ص٥٨٥.
٥-الموقف من الفتن بشكلٍ عام هو مارُوِي مرسلاً في نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام): كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيُركَب ولا ضرع فيُحلَب.
٦-
النقطة المهمة والجديرة بالمقام ألا وهي ماهو تكليفنا تجاه علامات الظهور فالتكليف قبل علامات الظهور معروف وخلاصته فعل الواجبات وترك المحرمات وانتظار الفرج وتزكية النفس وغير ذلك وهذا الأمر باقٍ إلى تحقق علامات الظهور الحقيقية أو تحقق الظهور حقيقةً وواقعاً وأما عند تحقق علامات الظهور أو الظهور فهناك عدة تكاليف سأسردها من دون تعيين أحدها وهي تحتاج إلى الرجوع إلى العلماء لمعرفة ذلك فليس التكليف منحصر بحِلْس البيت فمنها الذهاب إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ومنها الذهاب مع اليماني ومنها الذهاب مع الخراساني ومنها محاربة السفياني والدفاع عن النفس ومنها أحلاس البيوت وغير ذلك كله.
٧-النتيجة ان نفس اللفظ الذي في السؤال لم يرد ولكن مضمونه ومعناه وارد والإلتزام بماورد خير من غيره وتطبيق ماجاء في السؤال على الواقع الخارجي خطأ واضح ومتكرر لاتُأخَذ العبرة منه.
✍🏻#بصائر_مهدوية
https://t.center/basayir_muhdawia