زهرائيّون

الإمام المُجتبى يُحدّثنا عن أبيه أمير المُؤمنين 
عن وصف حال الناس في زمان الظُهور.. وعن الحياة الجديدة في زمان الدولة المهدويّة.
:
❂ يُحدّثنا إمامنا #الحسن_المجتبىعن أبيه سيّد الأوصياء "صلواتُ الله وسلامهُ عليهما" يقول: 
(يبعثُ الله رَجُلاً في آخر الزمان وكَلَبٌ مِن الدهر، وجَهلٌ مِن الناس، يُؤيّدهُ اللهُ بملائكته، ويعصمُ أنصاره، وينصرهُ بآياته، ويُظهرهُ على الأرض حتّى يُدينوا طَوعاً أو كرهاً، يم...لأ الأرض عدلاً وقسطاً ونُوراً وبُرهاناً، يدينُ لهُ عرضُ البلاد وطُولها، لا يبقى كافرٌ إلا آمن، ولا طالحٌ إلّا صَلُح، وتصطلحُ في مُلْكهِ السِباع، وتُخرِجُ الأرضُ نبتها، وتُنزِلُ السماء بركتها، وتُظهِرُ لهُ الكنوز، يملكُ ما بين الخافقين أربعينَ عاماً، فطُوبى لمَن أدركَ أيّامهُ وسَمِعَ كلامه)
[الاحتجاج: ج١]
〰〰〰〰〰

[[وقفات توضيحيّة]]
✦ حِين يقول الإمام "عليه السلام": (يبعثُ الله رَجُلاً في آخر الزمان وكَلَبٌ مِن الدَهْر وجَهْلٍ من الناس) هذا التعبير "آخرُ الزمان" هو مُصطلح في الروايات المُتعلّقة بشؤون إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه".
والمُراد مِن (آخر الزمان) بحسب ثقافة العترة الطاهرة هو الزمان الذي يبتدئُ مِن زمان ولادة إمام زماننا "صلواتُ الله عليه"؛ لأنّ الروايات الشريفة عن #سيّد_الكائنات وعن الأئمة الأطهار تُخبرنا أنَّ ولادة إمام زماننا هي في آخر الزمان.. فعَلى هذا الأساس يكونُ مَبدأُ آخر الزمان بحَسب هذا المُصطلح يبدأ مِن تأريخ ولادة إمام زماننا "صلوات الله وسلامه عليه" ولا زالَ آخرُ الزمان مُمتدّاً إلى يومنا هذا.

• أمّا قول الإمام: (وكَلَبٌ من الدهر) الكَلَب هُو التكالب.. وحين يقول الإمام (وكَلَبٌ من الدهر) فَإنّ نفسُ الزمان بما هُو زمان لا يمكن أن يصدُرَ مِنهُ الكَلَب أو التكالب، وإنَّما الكَلَب والتكالب إنَّما يكونُ بين أبناء الزَمان وبسبب أبناء الزمان.. فهُناك تكالبٌ على الدُنيا وما فيها، وتكالبٌ على الرئاسات، وتكالبٌ على الأموال، وتكالبٌ بين الناس بسبب سُوء الخُلق، وتكالبٌ بسبب فساد الدين، وتكالبٌ بسبب الجَهْل، وبسبب الحسد، وبسبب الحقد، وكذلك تكالبُ الدهر بسبب كثرةِ الحروب وكثرة الفِتَن.. وكلّ ذلك إنّما يأتي مِن أبناء الدهر مِن أبناء الزمان.

• أمّا قول الإمام: (وجهلٌ من الناس) ليس المُراد مِن الجهل هُنا أنَّ هؤلاء الناس لا يعرفون مَصالحهم الدُنيويَّة، أو أنَّهم لا يَعرفونَ القِراءة والكتابة، أو أنَّهم لا يملكون عِلْماً وثقافةً تتناسبُ مع أيّام عصرهم.. وإنّما المُراد مِن الجهل هو الجهل بحقائق الأمور.. وبعبارةٍ أخرى:
المُراد من الجهل أي الجهل بما يُصلح آخرتَهم وهو الجَهلُ بمَعرفةِ إمام زمانهم.. كما يقول إمامنا#صادق_العترة "صلواتُ الله عليه": (مَن باتَ ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَ زمانهِ ماتَ ميتةً جاهلية) هذا هو الجهل.

✦ قول الإمام "عليه السلام": (يُؤيّدهُ اللهُ بمَلائكته، ويعصمُ أنصاره، وينصرهُ بآياته) هذا الأمر واضحٌ في الروايات الشريفة أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى يُؤيّد إمامَ زماننا بمَلائكتهِ.كما تُحدّثنا الروايات الشريفة أنّ أوّلُ مَن يبايعُ إمام زماننا في يَوم ظهورهِ الشريف حِينما يقفُ بين الرُكن والمقام أوّلُ من يبايعهُ جبرئيل والروايات تقول إنهُ ينزلُ بصورةِ طَيرٍ أبيض فينزلُ فيبايع الإمام "صلوات الله عليه" 

• والروايات الشريفة أيضاً تُخبرنا أنّ الله سُبحانهُ وتعالى يَمدُّ إمامَ زماننا بنفس المَلائكة الذين نَزلوا في بدر.. وكذلك يمدّهُ الله بجُموع الملائكة التي نزلتْ على سيّد الشهداء#يوم_عاشوراء تطلبُ نُصرته.. ولكنّ سيّد الشهداء لم يأذن لهم.. فالروايات تُخبرنا أنّ هؤلاء الملائكة شُعُثٌ غُبُر منذُ يوم #مقتل_الحسينإلى يوم ظهور القائم "صلواتُ الله عليه".
وسيظهرون مع القائم يطلبون ثأر الحسين.. وهذا المعنى واضحٌ في رواياتٍ عديدة عن آل مُحَمَّدٍ "صلوات الله عليهم" 

• وأيضاً في الروايات أنَّ الله سبحانه وتعالى يُؤيّدُ إمام زماننا بجبرئيل وبميكائيل وبإسرافيل.. لذلك الإمام يقول: (يُؤيّدهُ اللهُ بملائكتهِ ويعصِمُ أنصاره)

• أمّا قول الإمام: (ويعصِمُ أنصاره) فقطعاً ليس المُراد هُنا مِن العِصمة أي العِصمة بالمَعنى الكامل؛ لأنَّ العِصمة بالمعنى الكامل لا تكون إلّا لإمام زَماننا "صلواتُ الله وسلامه عليه" 
وإنَّما المُراد مِن قولهِ (ويَعصِمُ أنصاره) يَعني يُؤيدُ أنصارهُ وُ يُسدّدهُم ويعصِمُهم مِن الانحرافِ عن إمام زمانهم.. فهُناك تأييدٌ وهُناك تسديدٌ وترشيد لهؤلاء الأنصار مِن طَريق إمام زماننا "صلوات الله عليه".. وهذه العِصمةُ لأنصارهِ تأتي مِن عدّة اتجاهات: 
✸ الاتجاهُ الأوّل: أنَّ الإمام "صلواتُ الله عليه" يَمدُّهم بولايتهِ التكوينيّة بمَلَكاتٍ ومَواهب جديدة تتناسبُ والمَسؤوليات التي سينهضون بأعبائها.. كما جاء في الروايات الشريفة أنّه "صلواتُ الله عليه": يمسحُ على رُؤوسهم فيجمعُ بها عقولهم..