View in Telegram
وقفة عند دلالةِ تسميةِ يومِ فرحةِ الزهراء بيومِ الغديرِ الثاني، وارتباطِ هذه التسميةِ بإمامِ زمانِنا : ❂ مِمّا جاء في روايةِ إمامِنا الهادي المُفصّلةِ في فضلِ التاسعِ مِن ربيع الأوّل وفضلِ التعيّدُ فيه: (قال حذيفةُ لأميرِ المؤمنين: أُحبُّ أن تُسمعني أسماءَ هذا اليوم، وكان يومَ التاسع من شهرِ ربيعِ الأوّل، فقال أمير المؤمنين: هذا يومُ الأستراحة، ويومُ تنفيسِ الكُربة، ويومُ الغدير الثاني..) [البحار: ج31] [توضيحات] التاسعُ مِن ربيعٍ الأوّل هو أفضلُ الأعيادِ عند أهلِ البيتِ وعند مواليهم، وقد ورَدَ فضلٌ عظيمٌ لهذا اليومِ في روايةٍ مُفصّلةٍ عن إمامِنا الهادي ذكر فيها الإمامُ أسماءً كثيرةً لهذا اليوم تتشابهُ مع أسماءِ يومِ الغدير فمِن أسماءِ التاسعِ مِن ربيعِ الأوّل أنّه عيدُ اللهِ الأكبر.. وكذلك يومُ الغديرِ هو عيدُ اللهِ الأكبر، هذا التشابهُ والترابطُ بين يومِ الغديرِ ويومِ فرحةِ الزهراء هو الذي يُفسِّرُ لنا لِماذا كان أحدُ أسماءِ يومِ فرحةِ الزهراء: (يومُ الغديرِ الثاني) كما أخبر سيّدُ الأوصياء حذيفةَ بن اليمان السببُ في تسميةِ يومِ "فرحةِ الزهراء" بيومِ الغديرِ الثاني: لأنّه أوّلُ يومٍ كاملٍ (مِن أوّلِهِ إلى آخرِهِ) بدأت فيه إمامةُ إمامِ زمانِنا بنحوٍ فِعليٍّ على أرضِ الواقع، فصار هذا اليومُ يومَ الغديرِ الثاني صحيح أنّه مِن جُملةِ الأحداثِ التأريخيّة التي حصلت في التاسعِ مِن ربيعِ الأوّل مقتلُ العُمَرَين؛ (عُمَر بن الخطّاب قاتلُ الصدّيقةِ الكبرى، وعُمَر بن سعد قاتلُ سيّدِ الشهداء) ولذا صار لهذا اليومِ رمزيّةٌ في البراءةِ مِن أعداء فاطمةٍ وأعداءِ الحسين ولكنّ تسميةَ هذا اليومِ بفرحةِ الزهراء وكذلك بعيدِ الغديرِ الثاني لا يرتبطُ بقتلِ هذين الطاغوتين.. وإنّما يرتبطُ بإمامِ زمانِنا، فهو اليومُ الرسميُّ الأوّل الكاملُ بعد شهادةِ إمامِنا العسكري الذي بدأت فيه إمامةُ إمامِ زمانِنا بنحوٍ فعليّ صحيحٌ أنّ إمامةَ إمامِ زمانِنا ثابتةٌ في أعناقِنا مُنذُ كُنّا في الذرِّ، ومُنذُ كُنّا في أصلابِ آبائنا وأجدادِنا، ومُنذ كُنّا في أرحامِ أمّهاتِنا وجدّاتِنا، فقد بايعتهُ عُقولُنا وقُلوبُنا في كلّ تلك العوالم، ولكنّ الإمامةَ الأرضيّةَ الفعليّةَ لإمامِ زمانِنا في أوّلِ يومٍ لها كانت بعد يومِ استشهادِ إمامِنا العسكري، أي في التاسعِ مِن ربيع الأوّل اهتمامُ عامّةِ الشيعةِ في التاسعِ مِن ربيع بمقتلِ عُمرِ بن الخطّاب شيءٌ حسن، ولا يسعُ أحدٌ أن يُنكرَ هذا الأمرَ أو يتنفّرَ منه، فهو مظهرٌ مِن مظاهرِ البراءةِ مِن أعداءِ أهلِ البيت، الذين يتنفّرونَ مِن هذه الحقيقةِ في واقعِنا الشيعي هم الذين يُعانونَ مِن ضعفٍ في جانبِ البراءةِ مِن أعداءِ أهلِ البيتِ أو انعدامِها، وإلّا فمسألةُ الفرحِ بهلاكِ أعداءِ العترةِ أمرٌ حسن، ولكن، رغم ذاك فنحنُ في ثقافةِ العترةِ مأمورون بترتيبِ الأولويّات، والأولويّةُ الأولى عند الزهراء في التاسعِ مِن ربيعِ الأوّل هي إمامةُ صاحبِ الأمرِ وليس مقتلُ العُمَرين مقتلُ أعداءِ العترة في هذا اليوم مهما كان مُفرحاً فهو لا يُمثّلُ الفرحةَ العُظمى للزهراء؛ لأنّ مقتلَهم حدَثٌ تأريخيٌّ محدود، لا يُوصَفُ حتّى بوصفِ (الثأرِ الدنيوي) لأنّ الثأرَ الدنيويّ الحقيقي مِن أعداءِ الزهراء وأعداءِ العترةِ إنّما يتحقّقُ في العصرِ المهدويّ وفي عصرِ الرجعةِ العظيمة، ولذا كان أحدُ أسماءِ التاسعِ مِن ربيع الأوّل هو (يومُ الثارات) فهذه التسميةُ لا تُشيرُ إلى مقتلِ العُمَرين، لأنّ حدَث مقتلِهما الذي مرّ لا يُوصَفُ بالثأر، وإنّما سُمِّي التاسعُ بيومِ الثارات للإشارةِ إلى يومِ الانتقام مِن أعداءِ العترةِ في العصرِ المهدوي وعصرِ الرجعةِ العظيمة، فالفرحةُ العُظمى للزهراء ترتبطُ ببدايةِ العهدِ المهدوي وببيعتِنا لإمامِ زمانِنا.. حيثُ ابتدأت إمامةُ الحُجّةِ بن الحسن بنحوٍ فِعليّ في التاسعِ مِن ربيعِ الأوّل، فإمامُ زمانِنا هو فرحةُ الزهراء وسُرورُها الأعظم هلاكُ أعداءِ الزهراء قطعاً يُدخِلُ الفرحةَ على قلوبِ الفاطميّين، ولكنّها فرحةٌ جُزئيّةٌ محدودة، وليست فرحةً حقيقيّة، الفرحةُ الكبرى التامّة هي فرحةُ ظهورِ إمام زمانِنا الطالبِ بثأرِ فاطمةَ وآلها الأطهار، وكلماتُ أهلِ البيت واضحةٌ في هذا المعنى (بأنّ كُلَّ فرحٍ دون القائم لا يُعَدُّ فرَحاً حقيّقيّاً) كما يقولُ إمامُنا الصادق: (لمّا قُتِلَ الحسينُ سَمِع أهلُنا قائلاً يقولُ بالمدينة: اليومَ نزل البلاءُ على هذه الأُمّة، فلا ترون فرَحاً حتّى يقومَ قائمكم، فيشفي صُدورَكم، ويقتُلَ عدوَّكم وينالَ بالوِتر أوتارا) [كامِل الزيارات] • وكما يقولُ إمامُنا العسكري: (ولا يزالُ شِيعَتُنا في حُزنٍ حتّى يظهرَ ولدي الّذي بشّر به النبي) [البحار: ج50] فكلُّ فرحةٍ قبل ظهورِ القائمِ هي فرحةٌ جزئيّةٌ ناقصة، الفرحُ الحقيقيُّ الأكبرُ يكونُ في ظهورِ إمامِ زمانِنا
Love Center
Love Center
Find friends or serious relationships easily