🎤 *خطبة جمعة بعنوان:* *حرائق أمريكا.. دروس وعبر!!* 🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌 *الخطبة الأولى:* الحمدُ للهِ الكبيرِ المُتَعالِ، ذِي القُوَّةِ والسُّلْطانِ والجبروتِ شديدِ المِحالِ، وأشهدُ أنْ لا إله إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، أَعَزَّ جُنْدَهُ فنصرَهم بْعدَ أنِ ابْتَلاهم، وأذَلَّ أعداءَهُ فقهرَهم بَعْدَ إذْ فَرِحوا بالذي آتاهم، كتبَ العِزَّةَ والتَأْيِيدَ للحَقِّ وأوليائِهِ الموحِّدينَ، وأرْغَمَ بالذِّلَّةِ وَالصَّغارِ الكَفَرَةَ المُجرمينَ { وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } يُِعزُّ مَنْ يشاءُ حِكْمَةً مِنْهُ وفَضْلاً، ويُذِلُّ مَنْ يشاءُ قُدْرَةً مِنْه وعَدْلاً، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ، أعزَّهُ ربُّهُ بالرِّسالةِ وأكرَمَهُ، وأسْبَغَ عليه التوفيقَ وعظَّمَهُ، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ وعلَى آلِهِ وأصحابِهِ ومَنِ اتَّبَعَه إلى يوم الدين. أمّـا بعــدُ: فأُوصِيكم أيُّها النّاسُ ونفسِي بتقْوَى اللهِ وطاعتِهِ، وأحذِّرُ نفسِي وإيَّاكم مِن عِصْيانِهِ ومُخالَفَةِ أمْرِهِ؛ فاتقوا اللهَ - عِبادَ اللهِ- حَقَّ التقْوَى، وراقِبوا رَبَّكم في السِّرِّ والنَّجْوَى، { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }. آية من آيات الله العظمى الكبرى، تتجلى فيها عظمة الله، وجبروت الله، وقوة الله، وأخذ الله، {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. لوس انجلوس المدينة الأمريكية الكبرى!! مدينة الجمال، ووكر الأغنياء ورجال الأعمال!! مدينة الأحلام، يحب جمالها الأنام، مدينة الشواطئ الرائعة، والبساتين والمزارع الناظرة!! تحولت بقدرة قدير، وفي أيام معلومات معدودات، إلى مدينة للرعب والأشباح، ومثالاً للتدمير والهلاك والعويل والصياح!!. وصدق الله إذ قال: {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وهي نهاية كل ظالم، طال الزمان أم قصر!! {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} فبينما الرئيس الأمريكي المتغطرس المتعالي ترمب يهدد بإشعال الشرق الأوسط كله، ويتوعد بتحويله إلى جهنم!! وإذا بالله تعالى يُشعل النار عليه في مملكته، وفي أرقى أحياء دولته، والتي تضم أغلى العقارات، وأعظم أوكار الشر والفساد!! في حدث غير مسبوق، إذ تُعد هذه الحرائق من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة!! حرائق غير مسبوقة في التاريخ كلها وصفها بعضهم فقال: كأنها طير أبابيل بأجنحة مشتعلة. ومن عجيب هذه الآية: @ أن الله تعالى جعلها في آخر عهد الرئيس العجوز الخرف بايدن الذي ساهم فعليًا في إبادة غز ة، وفي أوائل عهد المتغطرس الوقح المتوعد بإكمال الإبادة، كل ذلك ليتجرع الرئيسان مرارة هذه الكارثة، ويقاسيا آثارها الكارثية الغير معقولة!!. @ كما أنها جاءت من جنس وعيد الرئيس المتغطرس وتهديده؛ وهي النار الشاملة العامة، حتى قال روبرت لونا عمدة مقاطعة لوس أنجليس: «كما لو أن قنبلة ذرية أُلقيت على هذه المناطق»، بذا وصف الحرائق الهائلة التي اندلعت في المقاطعة وخلفت دمارا وخسائر مهولة، ولا تزال خارج نطاق السيطرة!! @ ومن عجائبها أنها وقعت في فصل الشتاء، وليس في فصل الصيف على عادة هذا النوع من الحرائق حيث ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الجفاف، وهذا من عجيب ما في هذه الآية @ ومن عجيب هذه الآية أن تكلفتها بلغت إلى الآن ما يقارب (150) مليار دولار أمريكي على أقل تقدير، وتمثل قيمة هذه الخسائر: أضعاف قيمة المساعدات الأمريكية للعدو المحتل في حربه في إبادة غز ة وتدميرها، وضعف القيمة المقدرة لإعادة إعمار غز ة بعد الحرب!! وصدق الله عندما قال: {سَنُريهِم آياتِنا فِي الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَم يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ}. أيها المسلمون: هذه آية من آيات الله تعالى في نصرته لأوليائه وبطشه بأعدائه والغريب العجيب أن كل الخبراء الذين حاولوا تحليل سبب حرائق لوس أنجلس، أصابتهم الحيرة والذهول، حيث تعاقبت في هذه الآية أحداث يستحيل على البشر ترتيبها!! @ أولاً: حدثت أمطار غزيرة قبل شهر تسببت في نمو كثيف للحشائش والنباتات في أجواء مثالية للنمو. @ ثم انقطع المطر وحدث جفاف شديد، رغم أننا في موسم امطار وفي فصل الشتاء، وتسبب ذلك في جفاف الحشائش، وتكوّن كمية كبيرة من أوراق الشجر اليابسة.