لم ينتهِ العام لوحده
قد أنتهت فيه أشياءٌ رغبت باستمرارها، وانقضت فيه دموعي بكدماتٍ مزرقة.
عرفتُ خلاله أكذوبة الود وحملتُ خيبات الأصدقاء على ظهري، بكيتُ لوحدي مرات عديدة وهذيت بالجذل في الوقت الذي تجرعت فيه مرارة الحزن، تعلمتُ قول"وداعًا"وأنا في أشد الحاجة للبقاء، فطِنت فيه الخبث خلف الكلمات الحنونة،وأكلتُ السُم من تفاحة صدقي،غيرتُ طلاء غرفتي،ورميتُ أغراضي المفضلة وقلبي في الشارع،اعتذرتُ لترائبي على كل مرةٍ رطمتها فيها ردًا على نزيف اعتلالي،وهجرتُ كل مايجعلني أشعُر؛لكيلا ألقى حتفي منه،وزعّتُ ماتبقى من عطفي ثم تحولت لسرابٍ باهت،رأيتُ جهامة أشخاصٍ أجزمت على طيبتهم، وصرتُ أُدرك الحقيقة قبل نطقها على الورق، أغلقتُ أبوابًا كُثر، وقضمتُ أصابعي بمقابض الوحدة في نهاية كل انتظارٍ من صنع الأمل،وتعلمتُ فيه أخيرًا
أن أُحِبّ وحدتي لتكون دافئةً هكذا"بلا أي معطفٍ يهددني بالغياب"
_آمنة محمد