عزيزتي "جنى"
أنا أيضًا مثلك،نسيتُ أحاديثنا،ونسيتُ رميكِ لحقيقة كرهك بالمُزاح ونسيتُ بُكائي الذي أخفيته عنكِ في كل مرةٍ رأيتُ فيها أنني أعطيتُ شعوري بأكمله مقابل الوهم،لكنني لم أنسَ الكلوم التي أحدثتها قسوتك وغيابك ولم أنسَ محبتي لكِ ولم أنسَ يوم ميلادك ولا حتى اليوم الذي عرفتكِ به لتكوني أكثر السكاكين حدةً على قلبي لعمق خيبتها،اليوم رأيتُ معاطف الحروف التي صنعتها لكِ بالورق فرميتِها في شارع النسيان،كانت تنتظر قلبك،لتذرف دفئها عليه،معضلتي ياجنى لاتكمن بكوني صادقةٌ في عالمٍ كاذب،ولا بكوني أُحب بكل جوارحي،إنها تكمن بكوني ألتقطُ الحقيقة من فم الهواء وأبُثها ثم أتجاهل وجودها حتى تقتلني بسُمها.
أتذكُرين نهاية ديسمبر الماضي؟قد كان أقل فظاظة بالنسبة لي؛لأنني كنتُ أذكُر نفسي فيه،أما الآن فقد نسيتُني وأضعتُني بنفس الطريقة التي أضعتِني بها،كلانا فقدني وكلانا لم يعد يبحث عني،تعرفت على الكثير من الأشخاص بأوجاعهم التي لم تطلق نفسها في جوفي،وتلقيتُ العديد من كلمات الخبث والعطف دون أن أُبالي لأيٍّ منها،راكمت الكلام في جوفي حتى صار صدري مقبرة ولم أعُد أعرف عن العالم إلا شيئان،
الأول :إن كنتُ أرغب في البقاء،فعليّ تصديق كذِبه
والثاني:كل ما يقوله كِذبَة
_المخلصة لكِ:آمنة محمد