في باديء الأمر قد اخترت الفكرة
والقافية والكلمات
لكنني لم أجد الحس المناسب
لذا توقفت في السطر الأول
واعدت الكتابة حرفاً يمحو حرفاً
لا منطقاً يساورني ولا شوقاً
يخالط حرفي
لا كلمات مناسبة لتصف بلادي
إن آلهة الموت القديمة
تغزل شعرها في الشوارع
والله يغمض عينيه كل
صباح
وفي المساء نشارك جميعنا
في اللعبة .
يشارك بعضنا بالنسيان
والبعض بالسفر
والبعض بالرصاص وأصوات
البنادق منا من يشارك بالموت
الأفراح تنسج شراكها
والأهازيج التي مزجت على
خيالنا ترفض الرقص.
نخطط على الأرض مساراتنا
هذه ارضنا وتلك للأحياء
وهذه للذين يضحكون
على الجنب الأيمن للأموات
وفي الوسط نضع أصحاب البنادق
ثم نقتل بعضنا .
وفي الصباح يغمض الله عينيه
في هذا النهار
قد زارنا الأنبياء
"محمد" على ناقته
و"إيليا" يقود عربته النارية
على رؤوسنا
و"موسى" يطأطأ عصاه على
النيل .
في هذه الأرض التي
جفت
يقول الجميع بصوتٍ بديع
"تبدو أرضً خصبة لزراعة الجثث"
ثم نصحو اليوم !
ونصحو غداً
وتبدو الأرض حمراءً كما بدت
دوماً
الأنبياء هنا
والله يغمض عينيه كل صباح !