View in Telegram
في هذه اللحظات التي أكتب بها كلماتي هذه، ينتابني شعور مشابه لبدايات أكتوبر الماضي، وهذا بفِعل الأحزمة الناريّة العنيفة، والقذائف المدفعيّة التي لا تتوقف، والنيران من الآليات والطائرات المروحيّة، مع أزيز مستمر للطائرات بدون طيار، وتسارع القذائف تارة، وارتفاع صوت رصاص المروحيّات، واقتراب القذائف مجددا، وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، وللأسف كُل هذا يُقرأ ببرود، وكأنه شيء عابر، بينما الحقيقة كما قال الشيخ محمد الأسطل: لو كانت القيامة عبارة عن حزامات نارية، لكانت رعبًا يستحق أن يتعب الإنسان مدة الدنيا ليكون من الذين يأتون آمنين منه يوم القيامة. بينما يحدث كل هذا، تتساءل: هل نحن الآن أمام نزوح جديد؟ ماذا سنحمل معنا؟ هل هذه لحظاتنا الأخيرة وسنلتقي بكل الذين سبقونا؟ الحرب تبدأ من جديد؟ متى ستنتهي هذه الحرب والظروف المؤلمة والقاسية؟ هل هذه مجرد استهدافات ولن تتوغل الآليات؟ هل سيكون التوغل محدودًا؟ مع العلم أن التوغل المحدود يُجبر كُثر على النزوح، وأن الاستهدافات ينتج عنها شهداء ومصابين ودمار، وللشهيد أحلامه وأحبابه، وللمصاب مسؤوليّاته، وللبيت أمانه، ولكنها حياتنا التي اعتدناها وما اعتدناها، موت متكرر، وآلام كثيرة وجِراح، والله هو المعوّض عن حياتنا وأعمارنا التي تنسلّ من بين أيدينا تحت وطأة هذه الحرب المريرة، ويقطع تساؤلاتك صوت القصف مجددا، وبكاء واستنجاد وصراخ مكلومين الله أعلم بحالهم:"يا عالم، إسعاف.. إسعاف.. يا الله.." وتصلك رائحة البارود والقصف والتدمير، رائحة المصيبة، أو الموت، وانخفاض المروحيّة وصوتها يرتفع، واستمرار القصف المدفعي والجوي! جلبَة في الشارع، حركة نزوح لا تعلم مصدرها، ويختبئون من شظايا قصفٍ قريب مرة أخرى، يبكي الأطفال، يقول الزوج: أين نذهب؟ عادت الحرب من جديد. فترد الزوجة: لا حول ولا قوة إلا بالله.. على كلّ حال: هذه الحيَاة لا أسَف عليها، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. مَحمُود عبداللّٰه 5 أكتوبر 2024م
Telegram Center
Telegram Center
Channel