( المملكة الخفية التي تحكم العالم )
📒سلسلة نضال الجزء الثالث
( الحلقة الحادية والأربعون )
" حب خديجة 10"
🔷 بعد أن انتهينا من موضوع الأمريكتين يا اليزابيث ، صمت أبوكِ قليلاً فقلت في نفسي جاء الوقت المناسب ،فقمت باستغلال ذلك الصمت فاتحاً مع أبيك موضوع زواجنا .
- هناك موضوع جئت من أجله يا بروفيسور هارت
- تفضل يا نضال ماذا تريد !
كانت تلك اللحظة أصعب لحظة مررت بها كنت مرتبكاً تماماً والأسئلة تدور حولي هل سيوافق البروفيسور أم لا! ولكنني توقفت عن كل ذلك فلن أضيع هذه الفرصة قبل أن يفتح البروفيسور موضوعاً تاريخياً آخر !
- أنت تعرفني حق المعرفة يا بروفيسور هارت من انا ومن أين انا وكيف انا . . .
- نعم ما الأمر !
- في الحقيقة جئت اليوم لأطلب يد اليزابيث منك لتكون زوجة لي!
لم يبدِ البروفيسور أدنى تفاجئ أو إرتباك كأن الأمر كان طبيعياً ، فقال : حسناً يا نضال ، ولكن كما تعلم أنت مسلم واليزابيث نصرانية !
- من هذه الناحية لا تقلق يا بروفيسور فلقد سألت أحد شيوخ العلم الإسلامي عن الزواج من امرأة نصارنية فقال لي : أن الإسلام يسمح بذلك ولكن بشرط أن تكون تلك المرأة النصارنية عفيفة !
- ليست هنا المشكلة يا نضال !
- وأين المشكلة ؟!
- أنت تعلم أن اليزابيث أكملت دراستها في حقوق الإنسان وتخصصت في حقوق المرأة !
- نعم' وما المشكلة في ذلك ؟!
- إذا حدث هذا الزواج فسوف تأثر على عمل اليزابيث كونك مسلم !
- لن أجبر اليزابيث على ترك دينها !
- ولكني أخاف على مستقبل اليزابيث فإن هذا الزواج سيسبب الضياع والتهميش لاليزابيث ،وانا لن أسمح بذلك لن أسمح بضياع مستقبل ابنتي ، فانا قد عثرت على عمل في فرنسا في مجلس حقوق المرأة العالمي !
- اليزابيث ما زالت نصرانية ما شأن عملها إذا كان زوجها مسلم انا لم أفهم !
حينها دخلتِ يا اليزابيث بينما كنا نتجادل وقلتِ : ولكني يا أبي أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله!!
نطقتِ بالشهادتين وانا أنظر إليكِ فلقد كانت مفاجأة كبيرة فرحت لذلك كثيراً ، شعرت بأن الأرض ومن عليها ملك يميني ، لا أستطيع وصف ذلك الشعور الذي راودني وأنت تنطقِين الشهادتين ، كأن الأرض لم تسعني كنت أود أن أصرخ بأعلى صوتي . . . " الله أكبر"
ولكني نظرت إلى أبيك والغضب واضحٌ على وجهه ، وقلت في نفسي: لو كنتِ يا اليزابيث تأخرتِ في هذا قليلاً! جاء ذلك في وقت غير مناسب .
نظر إلي البروفيسور بغضب وقال : أفسدت عليّ أبنتي يا نضال !
قلتِ لأبيك : لا شأن لنضال يا أبي أنا من دخلت الإسلام راغبة في إعتناق هذا الدين الصحيح .
أشار إلي البروفيسور بسبَّابته قائلاً : أخرج من منزلي يا نضال لقد أفسدت عليّ أبنتي !
حينها يا اليزابيث نظرت إليكِ وانا عاجزٌ تماماً لا أعلم ما الذي يمكن ان أفعله ولأكن معكِ صادقاً أصبحت أمام خيارين إما كرامتي أو أنتي !
وأقول لكِ وبكل صراحة فضلت كرامتي عليكِ ودست على قلبي بقوة وأتجهت نحو الباب خارجاً من المنزل ، لم أتوسل لأبيك ولم أصدر صوتاً بعدما قد قام أبوك بطردي . . . فالكرامة فوق كل شيء يا اليزابيث !
خرجت من المنزل فلحقتي بي إلى الحديقة قائلة لي بصوتٍ وصل إلى قلبي قبل أن يصل إلى أذني: نضال توقف قليلاً يمكن لهذا أن يُصلح .
التفت إليكِ قائلاً لكِ وبكل صدق : اليزابيث أبوك هو من أحبكِ أولاً ، هو أبقى لكِ مني !
أظن أنك فهمتِ ما كنت اقصد فنظرتِ إلي والدمع يسيل على خدك والحزن مخيم بيننا . . . كنت عاجزاً يا اليزابيث كان بودي أن أكسر ذلك الحزن الذي كان بيننا ،وأن أمسح تلك الدموع ولكن لكل شيء حدود وليس من حدودي فعل ذلك . . . أكتفيت بالنظر إليكِ والحزن يعصر قلبي ففضلت الرحيل ، فرحلت فوراً من منزلكم . .!
ذهبت إلى السكن وانا مكسور الجناحين ، هويت لحظتها ، كجبل ضربه زلزال فسوي بالأرض ، لم تمضِ تلك الليلة أبداً ، حتى وإن انتهت ساعاتها ، فقد دام ظلامها في صدري ، ولم يكن لها فجر أو شروق !
دخل عليّ عبدالحميد وانا مرمي على السرير كجسد بدون روح رآني بتلك الحالة فلم يخبرني شيئاً وخرج على الفور من الغرفة لأبقى لوحدي !
لا أعلم كيف مرت تلك الليلة ولكنها مرت بظلام كبير كان مخيماً على قلبي !
هذا ما حدث لنا يا اليزابيث هكذا كانت النهاية ، هل يجب عليّ أن أقول النهاية ، هل يجب عليّ أن أضع النقطة في ختام قصتنا !
لم أقتنع بهذه النهاية جيداً قررت أن أضع فاصلة لعل الله يجمعنا يوماً ما ونكمل بقية القصة معاً ،
أقفل نضال مذكرته وترك تنهيدة كبيرة في أحشائه ولم يستطع أن يخرجها في ذلك الوقت !
يتبع . . .