العلامةُ المفسِّر، والموسوعيُّ الداعيةُ الدكتور صلاح الدين بن عبد الفتاح الخالدي، الفلسطيني الأردني (ت1443هـ) رحمه الله ...
زرتُه بداره في مدينة عُمان عامَ 1421هـ،
فحدثني: كيف عمل النظامُ السوريُّ البعثيُّ على إماتةِ الشعور الدينيِّ والانتماءِ إلى الأمة؛ وذلك من خلال (منظمة طلائع البعث) أولًا، ثم (اتحاد شبية الثورة) ثانيًّا، وصولًا إلى (الجيش السوري) ثالثًا
وقال لي: إنَّ هذه المراحلَ الثلاثَ تكفي - دونَ أيِّ مؤثراتٍ خارجيةٍ - في إفساد أبناء سورية
فهم لا يعملون - ظاهرًا - على إخراجهم من الدين، ولكنهم يجتهدون على إخراج جيلٍ لا ينزعجُ إذا شُتم دينُه، ولا يغارُ إذا تُعدِّي على أعراض المسلمات، ولا يعملُ على رفعِ الظلم عن نفسه ولا عن الآخرين ...
وحدثني: أنَّ أولَ شيءٍ قام به حزبُ البعث - بعدَ انقلابه على الحكم في سوريةَ - هو تغييرُ مقرراتِ الديانة والتاريخ، واستبدل كثيرًا من المصطلحات فيها، وما ذلك إلا لإفساد العقول تدريجيًّا، وجعلِ المجتمع السوريِّ مفكَّكًا لا يَهمه إلا لقمةُ العيش، وأداءُ الفرائض بعيدًا عن الأمة، معزولًا عن العالم الخارجي، وهذا ما كان إلا مَن رحمه ربي، أو تحصَّن بملازمةِ العلماء وصحبةِ الصالحين …