"يَتسآءلُون"
كثير من الاسئلة تراودُ الكثيرَ من الناسِ
وربما مررت بها في حياتك.
أحيانًا يبتليكَ اللهُ بهمٍ أو بلاء فتزهق روحُكَ منه وتملُ من صبركَ عليه و تقولُ في نفسك لماذا الله أصابني بهِ ولم يُصبْ بهِ غيري ولماذا الله ابتلاني به ولم يصرفهُ عني مع أنه قادرٌ يبعدهُ عني في غمضة عين وهكذا تتذمر وتضيقُ وتستاء وتشكو وتغتاظ حتى تفقد صبرك ومع فقدان صبرك ستفقد أجرك عند الله
ثم بعد ذلك تعودُ إلى الله وتلجأ إليهِ بالدعاء والترجي وتنتظرُ متلهفًا للإجابة... فلربما يطول ذلك وأنت لاتعلم أنه خيرٌ لك فتبدأ بالتذمُرِ مرةً أخرى وتقولُ في نفسك لماذا الله لايستجيبُ لي دعائي حين أدعوه مع أنهُ قادرٌ على تحقيقِ دعائي بنفس اللحظة التي أدعوه بها أليس هو المُجيب؟ وكيف لا يجيبُ دعائي؟
حسنًا يا عزيزي إذا كانت تراودك هذه الاسئلة لاتقلق فكلُ الناسِ يمرونَ بما تمرُ به ولكن اِعلم
أن الله لايضيع عندهُ أي عمل تفعلهُ وكل شيء تفعلهُ أنت مأجورٌ به حتى صبركَ وتحملكَ ستؤجر عليه لذلك "لاتُضيع أجرُ صبركَ وتعبِكَ وتَحمُلِكَ بالمَنِّ والشكوى"
واعلم أن الله لايُصيبكُ ببلاء إلا ليختبرك ويختبر مدى صبركَ ويقينكَ وثباتك يبتليك ليختبرَ إيمانك وتوكلك عليه يبتليك ليعلم هل ستحمده وتشكره أم ستكن من القانطين
أما عن الدعاء
فاعلم أن الله لايردُ أي دعاء وهذا وعدٌ من الله فهو الذي، يقولُ في كتابهِ الكريم
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُون) فالله لا يخلف الميعاد أبدًا
فإذا كنت تعلم أنك نفذت كل شروط الدعاء فدعائك لن يرد
إما يستجيب لك حتى وإن تأخر
وإما بدعائك يصرف عنك سوءًا أو بلاء
وإما يدخرهُ لك في ميزان حسناتك"في الآخرة"
لذلك عندما تدعُ أحسن الظن بالله وكن على يقين أن الله سيستجيب، وما أجمل أن يظن العبد بربه خيرًا وهو على يقين وثقة بالله عز وجل.