لا شيء سيُضاهي شعور أهل غَــ💔ــزة حين يُخبرهم ربُّ الخلائق أن قد عظّمتُ أجركم، لقد رضيتم عني في أشدِّ ابتلاءاتي لكم، واليوم رضيتُ عنكم، وسأجزيكم بما صبرتم وتحمَّلتم واحتسبتم، فهنيئاً لكم ما قدمتم
سبحانك، لم يكن لي من زادٍ في هذهِ السنواتِ المُهلكة سوى يقيني بك، كانَ خيرَ مُعينٍ لي، على نفسي، الدنيا، وتبدّل الأحوال.
نفذَ الصبرُ منّي مراراً، وأكلني التعبُ عشراتِ المرّات، وما برحت الدنيا تُغلِّقُ أبوابها في وجهي وتصيبني في أحبَّ الأشياء التي استحكمت قلبي، ولا زلتُ على حالي يُنجيني كلَّ مرة يقيني الثابت بك، وَهَبني النجاةَ والتهذيب، قَوَّمَ لي الطرق وكانَ المرشدَ والدليل.
وما زالت الرحلةُ طويلة، والطريقُ موحش، والقلب منهكٌّ متعب، والمخاوفُ كثيرة💔
فأسألك باسمكَ الأعظم الذي لا أملكُ سواه أن تجعلَ هذا اليقين وديعةَ صدري، وأن لا يزاحمهُ فيه شيءٌ سواه، وتُعينني به على استكمالِ الرحلة وتجعلهُ حجّةً لي يومَ لُقياك.
كلّ ما نعيشُه من غُربة ونصبٍ نوع من أنواع المقاومة والمُقاومة جدوى مُستمِرة، ولن أبرح محراب الصّبر حتى يتفضّل اللهُ عليّ ويكتبَ لي أجر 396 يوم كاملةً مُكمّلة بإذنِه سبحانَه💚.
لمَ الشّهداء!؟ لأنّهم لم يرسُموا مسارهُم، بل الله اختار وحدَّد، الله من كتب الدَّرب و هَذَّب، الله من أيقَظ القدرات و أخرج الطاقات و سدَّد، صَنَعهم على عينه فأحسَنَ البناء و جَدَّد.
كان يودّ أن يقولُ لها أن تنتظرهُ لكنهُ كان يخافُ من أن يكونُ حُكم الوطن أقوى من وعدهِ لها، وأن تعاكسَهم الظروفُ بكلِّ ما فيها، لذلك لم يعدها بشيء وهي بدورها نظرت إليهِ بإجلالٍ كبير وراودَها قولُ الشاعر -والحرُّ حتى إذا لم يعد وَعداً- ولكنها كانت تفهم أنّهُ لم يعدها بشيء لأنّه يخافُ من ألا يستطيع الوفاء بذلك الوعد فأحياناً تكونُ الظروف أقهر، هي مثلهُ كانت تخاف، أن يتحول شُعورها إلى مكعبِ ثلج إذا ما دارت الأيامُ بما لا تشتهيهِ الأنفس، وفي نهاية المطاف سلّما أمريهما للّٰه وكان كلاهما يعرفُ أن اللّٰه لن يُضيعهما، وكانا يقيناً يؤمنان بأن رضى اللّٰهِ هو الأهم.
فـَ لتشهد يا ربّي أنّا رضينَا كِلانا وإن لم يَقدّر لنا لقآء في هذه الدنيا🥹💚
أحياناً يتصدَّعُ فؤادي خَوفاً من أن تجدَ الفِتنةُ سبيلاً لِقلبي أو أن أضلَّ الطَّريق أو أن أقعَ فيما نهيتُ النَّاس عنهُ يَوماً يزدادُ خَوفي من أن أفقدَ قُدرتي على التَّمييز بين الحقِّ والباطِل ومن تقلُّب الحالِ لِما لا يرضاهُ ربِّي أدعو اللَّه دَوماً أن يُثبِّت قلبي على دينه وألَّا يكونَ في قلبي شيءٌ أعزُّ من هذا الدِّين