المسلم للناس تارة كالشمس والماء والهواء؛ يهبهم الضوء والدفء، ويروي موات قلوبهم لتحيا، ويكون كنسمة ربيعية عليلة تغذي الروح وتؤنسها وتلاطفها.
بل إن دور المسلم لأعظم نفعا للبشرية من تلك المخلوقات؛ فعلى تلك المخلوقات مدار دنيا الناس، ولكن المسلم رسول ابتعثه الله وحمَّله رسالة الإسلام وأمانة البلاغ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
وأبهى ما يتجلى فيه دور المسلم ذلك: مقام "الدعوة إلى الله"
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وكذلك المسلم جندي من جنود الله، وكما يوالي ويحب في الله وينفع من تنفعه الذكرى بإذن الله، فإنه يعادي ويكره في الله؛ فتارة يكون كالطير الأبابيل، أو كالبحر الهائج المائج المغرق المهلك، والإعصار الذي فيه نار ورعد وبرق؛ يرسله الله على أهل الطغيان والكفر ممن يعادون الحق، ويحجبون الهداية والنفع والفلاح عن باقي الخلق، ويعبِّدونهم بالجهل والغرر لكل طاغوت من دون الله يسومهم بظلمه سوء العذاب في الدنيا، ويورثهم بجهالتهم دركات النار في الآخرة إن هم تابعوه. ولسان حال المسلم في ذلك المقام قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين"
وأظهر ما يبرز فيه دور المسلم ذلك: مقام "الجهاد في سبيل الله"
(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).