كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكبِرون ويخشون أن يكون بعضهم في طرف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في طرف آخر، ليس في باب الهدي والمنهاج، ولا في باب الولاء والنصرة، ولا في باب الشرعة والاحتكام، وإنما في (مسابقة رمي بالسهام)!
فكيف بمن يزعم أنه مؤمن وهو يخاصم هديه ومنهاجه، ويخاصمه في باب الولاء والنصرة، ويعاديه في باب الشرعة والاحتكام؟!
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال: "مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى نَفَرٍ مِن أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا ارْمُوا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ قالَ: فأمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ؟، قالوا: كيفَ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ؟ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا فأنَا معكُمْ كُلِّكُمْ.