إنما السكوت ضعف ولاء لله تعالى، قبل أن يكون ضعف ولاء لصفوة المسلمين وخيرتهم، وهو زاد الطغيان وجلَّاب البلايا والنقم!
ويحك أيها المسكين! تظن أن إخوانك أحوج إلى نصرتك من حاجتك أنت إلى نصرتهم، والله لأنت أحوج إلى نصرتهم من حاجة أضعف من فيهم وأقلهم يدا إلى نصرتك!
إذا لم تكن على قدرة من نصرتهم بيدك ونفسك ومالك، فلا أقل من أن تنصرهم بقلبك ولسانك، وأن تنكر على من حاصرهم وجوعهم من منافقينا - أذاقهم الله لباس الخوف والجوع وصب عليهم بأسه ونكاله.
فإن هذا الإنكار قدر وسعك هو سبيلك إلى النجاة؛ ألم تر أن الله تعالى قال: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).
- أَنجَيْنَا: الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ.
- وَأَخَذْنَا: الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ.