المصلحون أمنة للناس في الأرض من عذاب الله، وإذا أراد الله بقوم سوءًا قبضهم، أو جعلهم بمفازة، ثم قضى إلى قومهم ما قضى، فإذا حبسهم الناس أو أخرجوهم وطردوهم فكأنهم قد استمطروا عذاب الله عليهم، وألحُّوا في طلب المحق، وأقاموا أسباب الخسران!
فإن المصلحين ضرب من النُّذُر رقيق رفيق، فإن قدمهم الناس وأخذوا منهم نجوا، وإن قهروهم وطردوهم؛ جاءهم ضرب آخر من النُّذُر غليظ شديد، كان وبالا عليهم، فإذا تضرعوا وأنابوا؛ رفع الله عنهم البأساء والضراء، وإذا قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون؛ جاءهم ما لا قبل لهم به، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذَرين!
إن دفاعكم عن المصلحين دفاع عن أنفسكم، ودفع للبلاء والمحق والعذاب عنكم!