﷽
مخاطر إفشاء الأسرار!
(3️⃣)
✍️إفشاء الأسرار العسكرية
إفشاءُ الأسرار العسكريّة لدولة الإسلام وللمجاهدين بشكل عام هو من الكبائر لما فيه من مخاطر قد تؤدِّي إلى قتل النُّفوس وإباحة الممتلكات، ناهيك عن الهزيمة لجيوش المسلمين وسقوط دولتهم.
وبهذا اللحاظ وردت الأدلَّة الشّرعيّة الّتي تُربّي الفرد والجماعة على الكتمان.
إنَّ كتمان الأسرار العسكريّة هي من الأخلاق العمليّة، التي ينبغي أن تتملَّك شخصيّة المجاهدين، لموقعهم الحسَّاس والخطر، والخطأ الّذي يُرتكب هو الأوَّل والأخير، والنَّتيجة ستكون في غاية الخطورة عندئذ ومن ورائها خسارات كبرى لا تُعوَّض، من قتلٍ وأسرٍ واحتلال مواقع. وقد تؤدِّي الأمور إلى هزيمة الجيش بكامله، كما حدث في معركة أحد، وقد تؤدِّي إلى سقوط دولة الإسلام بكاملها.
إنَّ المجاهد أمام مسؤوليَّةٍ كبرى وبين يديه أمانةُ إخوانه المقاتلين، وأمانة الأمّة التي سلَّمته ظهرها ليحرسها ويحفظ حدودها.
إنّ أيَّ إذاعة للسّرّ تُرتكب ولو من دون قصدٍ تُعتبر خيانة كما في الحديث عن الإمام عليّ عليه السلام: "الإذاعة خيانة"[7].
ولا يمكن أن يجتمع جهاد في سبيل الله وخيانة، وهو أشبه باجتماع النَّقيضين، فإنّ المجاهد يبذل دمه في سبيل الوطن والأمّة، والإذاعة للأسرار العسكريّة هو إباحة الوطن والأمة للأعداء،
ومن هنا غلَّظ الإمام عليّ عليه السلام الوصف بقوله: "من أقبح الغدر إذاعة السِّرّ"[8].
#انتهى
---------------
📚 #المصادر
- هُدىً وبشرى، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
[1] الشيخ علي النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج7، ص436، تحقيق وتصحيح: الشيخ حسن بن علي النمازي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، لا.مط، لا.ط، 1418.
[2] الآمدي، تصنيف غرر الحكم، ص320.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج72، ص71.
[4] الآمدي، تصنيف غرر الحكم، ص320.
[5] سورة آل عمران، الآية 112.
[6] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص371.
[7] الواسطيّ، عيون المواعظ والحكم، ص 37.
[8] الآمدي، غرر الحكم، ص 223.
🍃✨️