تغيرتِ، وانتهى زمن رسائلك التي كانت تزور هاتفي كل مساء لا بأس، ربما كانت فترة إعجاب وانتهى وقتها. كل شيء تغيّر؛ فرسائلي باتت تنتظر ساعات طويلة أن تُفتح، وسؤالكِ عني لم أعد أراه كما كان، ويومكِ أصبح يكتمل بدون حديثنا، وكل ما قيل من قبل كان هراءً في لحظة إعجاب. صدقتكِ للحظة، أحببت وتعلقت، لكن الآن، وبعد أن باءت كل محاولاتي لنعود كما كنا بالفشل، قررت أن أعيش بمفردي، حتى وأن مرّ كل العمر بدونك ناقصًا .. وأحسبكِ بعد الآن كغيركِ من العابرين!
لوحت بيدي كأني راحلٌ لأرى من يريد منهم فراقي كل الأيادي لوحت توادعني تعجبتُ وتأذيتُ جدًّا.. ومضيتُ رغم عني وكان باِستطاعتي العودة كأني أمازحهم لكن ما قيمة العودة لقلوب تترقب فراقي مضيتُ ورضيت العيش بلا وجودهم وأحيأ بكرامةٍ بما تبقى وإن متُّ بعد ذلك من اِشتياقي!
أفلتُونا في المُنتصف وقالوا لنا: تُوهُوا، فتُهنَا ركضنا الجهات الأربعة، وجدنا ثمّة أثر ذهبنا خلفهُ نجري سقطنا في حفرة، نهضنا بمشقَّة، وعُدنا نكمِل المسير خَطَونا بعيدًا نبحث، تُهنَا فوق تَيْه!
مَلِلنا الطُرقات عُدنا مكسورين كُسرنا فوق كَسر خسرنا المعركة رجعنا خائبين، ونحنُ بالمنتصف سمعنا صوتًا ينادى من بعيد : نحنُ هنا تعالَ إلينا! ذهبنا، وما كان إلا سراب غُدرنا من جديد كُسرنا فوق كسرنا، نادينا نحنُ هُنَا كيف هُنَّا؟ أين أنتم؟ لم يرد أحد!
سقطنا هُناك، وقعنا للمرةِ الأخيرة، مُتنا للمرةِ الأُولى، عامٌ واحد، وبُعثنا من جديد، مُطرنا بالكثير من بعدهم رُزِقنا بفضل الكريم، عُدنا كما كُنّا، عِشنا حياةً سعيدة، بعد عامين تمامًا عادوا إلينا يبكون لقد كُسرنا واشتقنا .. اشتقنا يقولون لنا: ألا تسمعون؟! سمِعنا قليلاً ضحِكنا بنغزة وأغلقنا الأبواب.
تركنا رسالةً هُناك تقول: " لا عودة لكم من جديد! " ومضوا يسحبون أذيالهم خائبين، هانوا كما هُنَّا تاهوا سنين!
تیقنتُ الآن أنه من المستحيل أن نكون معاً فقررتُ أن أذهب عنكِ كيلا تظلمين معي وقد هان الأمر عندي قليلًا حين لم تلحقي بي أترككِ وخسارتي بك كبيرة ولكن أحتسب العوض عند الله فاحتسبي عوضي من عنده!
قسمًا بالله أحبك وتعرفين أني ما حلفتُ يوما كاذباً لهذا فليكن آخر حلفان لي عندكِ!