تَيْهْ!
أفلتُونا في المُنتصف
وقالوا لنا: تُوهُوا،
فتُهنَا
ركضنا الجهات الأربعة،
وجدنا ثمّة أثر
ذهبنا خلفهُ نجري
سقطنا في حفرة،
نهضنا بمشقَّة،
وعُدنا نكمِل المسير
خَطَونا بعيدًا نبحث،
تُهنَا فوق تَيْه!
مَلِلنا الطُرقات
عُدنا مكسورين
كُسرنا فوق كَسر
خسرنا المعركة
رجعنا خائبين،
ونحنُ بالمنتصف
سمعنا صوتًا ينادى من بعيد :
نحنُ هنا تعالَ إلينا!
ذهبنا، وما كان إلا سراب
غُدرنا من جديد
كُسرنا فوق كسرنا،
نادينا نحنُ هُنَا
كيف هُنَّا؟
أين أنتم؟
لم يرد أحد!
سقطنا هُناك،
وقعنا للمرةِ الأخيرة،
مُتنا للمرةِ الأُولى،
عامٌ واحد،
وبُعثنا من جديد،
مُطرنا بالكثير من بعدهم
رُزِقنا بفضل الكريم،
عُدنا كما كُنّا،
عِشنا حياةً سعيدة،
بعد عامين تمامًا
عادوا إلينا يبكون
لقد كُسرنا
واشتقنا .. اشتقنا
يقولون لنا: ألا تسمعون؟!
سمِعنا قليلاً
ضحِكنا بنغزة
وأغلقنا الأبواب.
تركنا رسالةً هُناك تقول:
" لا عودة لكم من جديد! "
ومضوا يسحبون أذيالهم خائبين،
هانوا كما هُنَّا
تاهوا سنين!
- عبدَالوَدُود الهُدهُد