في أول لقاء لي مع الأعجميات، يوم الأحد
كانت تلك المرة الأولى التي أعطي فيها الدورة الرمضانية بالتعاون مع تلك المجموعة المنظمة
ففي السنوات السابقة كان تعاملي معهم محصور في محاضرة شهرية عن مواضيع متنوعة، وكنت أباشر التنظيم والدعاية لدورتي الرمضانية وحدي خاصة أنها أسبوعية
وقد لاحظت أن احدى المنظمات والتي كانت أول من حضرت في ذلك اليوم، منزعجة مني بشدة وتبتعد وكأنها تتهرب من السلام علي، ومع ذلك سرت مسافة طويلة حتى وصلت إليها لأسلم عليها.
وكانت تجاهد نفسها برسم ابتسامة مصطنعة وشعرت وكأنها تجز على أسنانها وأنا متعجبة من الأمر وأتظاهر بعدم انتباهي
حتى حضرت باقي المنظمات وطلبت المسئولة عنهم البدء واعتذرت عن قلة العدد.
فأخبرتها أني كنت متوقعة ذلك ولم أخبرها أنهم نسوا تذكرة الأخوات بموعد أول لقاء، ونشروا التذكرة في وقت متأخر ليلا بعدما ذكرتهم :)
وهنا تحدثت الأخت المنزعجة قائلة: لا أحد يستعد لرمضان ولا يقوم بالتحضير له قبلها بأشهر ولذلك لن يهتموا بالحضور
وهنا علمت سبب انزعاجها، فيبدو أنها أتت رغما عنها كونها من المنظمات لكنها غير مقتنعة بأهمية بدء الدورة الآن،
ولم تدرك هي مثل الكثيرات غيرها أن الاستعداد والتحضير يحتاج كل تلك الأشهر، ولم تقتنع أيضا أن هناك دورة رمضانية تحتوي على دروس تكفي لكل تلك الأشهر لتعطيهم دفعة إيمانية للاستعداد لرمضان.
ولم يكن هذا حالهن وحدهن، بل حتى العرب كثير منهم يتبنى نفس القناعة
فحينما أعلنت عن دورتي الرمضانية "وخفق قلبي شوقا إلى رمضان" هنا في التليجرام
انضم القليلين لها، وقالت لي احدى الأخوات: لا أحد يستعد لرمضان من الآن.
وهذا من الأسباب الرئيسية التي تجعلني أبدأها كل عام بفقرة "
هل نتزود لرمضان أم نتزود من رمضان؟"
لتصحيح فكرة ما هو مراد الله منا مع شهر رمضان؟ وهل هو غاية في حد ذاته أم هو وسيلة في طريقنا لغايتنا الكبرى في الآخرة.
وبعدما انتهى لقائي الأول معهن، تحدثنا مجددا بعدما اتضحت الفكرة بعض الشيء واستوعبت الهدف الرئيسي من رمضان، ولماذا فرض الله علينا الصيام تحديدا في ذلك الشهر.
وأخبرتهن أن دوري تغيير تلك القناعات الخاطئة، ووعدتهن أنهن لو فتحت قلوبهن لما سأتحدث معهن عنه، فبعون الله سيشعرون بلذة العبادة وحلاوتها قبل حلول رمضان.
ووضحت لهن أن الدورة ليست عبارة عن درس واحد ممتد ونستمر فيه حتى رمضان، بل في كل لقاء سيكون هناك موضوع مختلف وفكرة جديدة تحتاج لتسليط الضوء عليها أو تصحيحها،
وكل الفقرات مع بعضها البعض مثل قطع البازل، والتي لكل منها دورها وأهميتها، واجتماعها معا سيكون له الأثر الأعظم على القلب والروح والجوارح بعون الله حينما تكتمل الصورة وتتضح تفاصيلها وجمالها.
وها أنا أقول لكم نفس الشيء،
فإن لم تشتركوا بالقناة بعد، فسارعوا بالانضمام ل
قناة السلاسل والدورات قبل أن تفوتكم الفقرات الأولى فيها وتتراكم عليكم :)