أؤمن أنّ الجنين يعشّشُ في رحم أمِّه قبل قلبها.
وأن البيت الأوّل والأخير له كان أخصب تربة للألم.
ويخيّل إليّ دومًا أنّ استمرار جنس البشر بُنِيَ على العذاب السرمديّ لإناث الكوكب.
فأيّتُها الأرحام الّتي سقطنا من جنّتِها دون خطيئة، أطلقي سراحنا من الآلام الّتي نذرتِنا لها.
يا مَنبِتَ المعاناة، امنحينا الحريّة لنحصد ثمارًا غير محقونة بالسمّ والرصاص.
أيّتُها الأرحام التي أطلقت حكمًا مؤبّدًا بحقّ أوّل مولودٍ على هذه الأرض، دعينا نلد أطفالًا غير مجبولين بلعنة الشجون والصراخ.
أمّهاتَنا منذ السيّدة حوّاء، اغفرْنَ احتلالنا أجسادكنّ، وحرِّرنَنا بولادة حقيقيّة، من دائرة المخاضِ المُفرَغة، إلى بصيص نورٍ حلمنا به طوال حياتنا، وانهزمنا بوهمه في هذه الدنيا.
حَ.
٥/تشرين الثاني/٢٠٢٤