ضحك الجميع عليه، والجميع لم يكن يعرف سره! عبدالمطلب أكبري كان إسمه عبد المطلب أكبري، ولأنّه كان أصم وأخرس كان يسخر منه الكثيرون. في أحد الأيام ذهبنا معه إلى قبر إبن عمه الشـهـيد غلام رضا أكبري، فرسم عبد المطلب بإصبعه إطار كرخامة القبر إلى جانب قبر الشـهـيد وكتب داخله "الشـهيد عبد المطلب أكبري" عندما رأينا ما فعله بدأنا نضحك ونسخر منه، عندما رأى ما نفعله لم يقل شيئًا فقط نظر إلى رخامة القبر وقام بمحو ما كتبه، ثم نظر إلى الأرض وقام بهدوء وذهب. في اليوم التالي ذهب إلى الجبهة ولم نعد نره من يومها .. بعد 10 أيام من ذهابه عاد شهيدًا ودُفن في نفس المكان الذي رسم فيه رخامة قبره. كانت وصيته مؤثرة جدًّا: "طوال عمري كانوا يضحكون على ما أقوله .. طوال عمري كلما أردت التقرب من الناس كانوا يسخرون مني .. طوال عمري لم يأخذوا كلامي على محمل الجد .. طوال عمري لم يكن لدي أحد لأتكلم معه، لقد كنت وحيدًا .. لكن أيها الناس ... الآن وقد رحلت اعلموا، إنني كنت يوميًّا أتكلم مع سيدي صاحب الزمان (عج)، لقد قال لي بنفسه: أنت ستنال الـشهادة .. وهو من دلني على مكان قبري"