مخالفة التشخيص بالرؤيا
🔘 طريقتها:
الإعتماد والجزم على الرؤى المنامية في معرفة من هو الساحر أو العائن أو من كان سببا في مرض المريض .
🔘 الهدف منها :
الوصول إلى من كان سببا في مرض المريض كما يزعمون.
🔘 هل الرؤيا تبنى عليها الأحكام؟
الرؤية لها مكانتها وفضلها في الإسلام وقد تكون بشرى للمؤمن فيستأنس ويفرح بها المسلم ، وهناك أحاديث تدل على مكانة الرؤية ، منها : قولُ النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- :« رؤيا المؤمن جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءًا من النبوة »[ رواه البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- برقم( 6988), انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) ,ج: 12 ,ص:373.]، قال بعض السلف :"وما كانَ من النبوةِ فإنه لا يكذِب"[ قاله ابن سيرين ، ذكر ذلك ابن حجر في (الفتح) , ج: 12 ,ص: 407.].
وقول النبيِّ –صلى الله عليه وسلم- : « لم يبقَ منَ النبوةٍ إلّا المُبشرِّات », قالوا : و ما المُبشراتُ ؟ قال: « الرؤيا الصالحة »[ رواه البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- برقم (6990), انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري), ج 12 ,ص: 375.]،ر
و قوله "المبشرات" هذا هو الأصل في الرؤيا ، أنها مبشرة غالبًا ، و لا يمنع أن تأتي الرؤيا منذرةً و محذِّرةً، و هي صادقةٌ يريها الله لعبده المؤمن؛ رفقًا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه[ذكره ابن حجر بنحوه عن المهلب, انظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري), ج: 12 ,ص: 375 - 376.].
بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل على أصحابه ، ويقول لهم : من رأى منكم رؤية ؟ ففي الحديث كان النبيُّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا صلى الصبحَ أقبل عليهم بوجهِه فقال: « هل رأى أحدٌ منكم البارحةَ رُؤْيا؟ »[ رواه مسلم من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- برقم (2275), انظر (صحيح مسلم) ت: محمد عبد الباقي, ج:4 ,ص:1781.].
ولتأويل الرؤيا مكانة ، ولها حظها في الإسلام قال تعالى : ( وَكَذَٰلِكَ يَجۡتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ٦ ۞لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٞ لِّلسَّآئِلِينَ ٧ إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٨ ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ٩ (سورة يوسف
🔘 أقسام الرؤيا.
تنقسم الرؤيا على ثلاثة أقسام :
الاولى : الرؤيا وهي من الله .
الثانية : الحلم من الشيطان .
الثالثة : حديث نفس .
📒 قال الإمام المُحَقِّق ابن القَيِّم الجوزية رحمه الله تعالى :
"والرؤيا كالكشف: منها رحماني ومنها شيطاني، ورُؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان، وهذا باتفاق الأُمَّة. ولهذا أقدم الخليل على ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام بالرُؤيا. وأما رُؤيا غيرهم فتُعرَض على الوحي الصريح، فإن وافقته وإلا لا يُعمل بها". مدارج السالكين (1/81)
📒 وقال الشيخ عبد الرحمن المُعَلِّمي رحمه الله:
"الرُؤيا قصاراها التبشير والتحذير، وفي الصحيح أن الرُؤيا تكون حقاً وهي المعدودة من النُبُوة، وقد تكون من الشيطان، وقد تكون من حديث النفس، والتمييز مُشْكِل". التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل (2/242)
💡السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل الرؤيا تبنى عليها الأحكام ؟
قد بَيَّنَ ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
"أن الحق الذي لا باطل فيه هو "ما جاءت به الرُّسُل عن الله تعالى، ويُعرَف بالكتاب والسُنَّة والإجماع. فإن هذا حقٌ لا باطل فيه، واجب الاتباع لا يجوز تركه بحال، عامُّ الوجوب لا يجوز ترك شيء مما دلت عليه هذه الأصول، وليس لأحدٍ الخروج عن شيءٍ مما دلت عليه. والكتاب والسُنَّة والإجماع، وبإزائه لقومٍ آخرين: المنامات، والإسرائيليات، والحكايات". مجموع الفتاوى (19/5)
📒 قال الشوكاني رحمه الله :
"ولم يأتنا دليل يدُل على أن رؤيته في النوم بعد موته صلى الله عليه وسلم إذا قال فيها بقول أو فعل فيها يكون دليلاً وحُجَّة، بل قد قبضهُ الله إليه بعد أن كَمَّل لهذه الأُمَّة ما شرعه لها على لسانه". إرشاد الفُحول إلى علم الأصول (2/291، 292)
👈🏼 فكيف بمن هو دونه👉🏼⛔ إن الاعتماد على الرؤيا في المنامات لهو دليل على إفلاس صاحبه وجهله وقلة بضاعته ، وهذا مسلك التصوف ، ونحن لا ننكر أن الله يكشف للمبتلى بالسحر وغيره مكان سحره وسبب مرضه عن طريق الرؤيا الصالحة ، ولكن ننكر الوضع الحاصل عند بعض القراء ممن نصب نفسه مفسرا للأحلام , عالما بتأويل الرؤى فما تمر عليه رؤية إلا ويلصقها بالسحر تارة وبالمس تارة وبالعين تارة ، وربما بنى عليها حكماَ بأن من سحرك فلان ، ومن كان سبباَ في إفساد معيشتك فلان ؛ فيدخل الناس في عراك