من أينَ أبدأُ يا تُرى أعذاري
ماتتْ حروفي واختفتْ أشعاري
أمشي وأنظرُ والطَّريقُ بلا مدى
وحدي ألُمّ الحرفَ مثل دِثاري
أبكي وأسألُ أين من كانوا هنا
أينَ الطريقُ إلى فناء الدَّار
تشكو الشَّبابيكُ العتيقةُ بُعدنا
رحلَ الجميعُ.. تشتَّت أفكاري
ما ظلّ منها غيرَ بعضِ حجارةٍ
وقصائدٍ ضاعت وبعضُ غُبار
وأظلُّ أبحثُ بين أمواجٍ غزتْ
عمري فصارَ الشيبُ من أنصاري
استوقفُ الذِّكرى فيهتفُ
خافقي
أشتاقُ من عبروا على أوتاري
عن كل من مرُّوا هناكَ وسلّموا
واستسلموا لما نسَو أخباري
في كلِّ رُكنٍ كان ثَمَّ حكايةٌ
والآن غابتْ في الفضا أسراري
مرَّت على كلِّ الأزقَّة دمعتي
لم يبقَ غيرُ الوهمِ والأحجارِ
ودماءُ من رحلوا يعانقُ عِطرهم
هذي الدُّروبُ ومِعصمي وسِواري
ناديتُ فارتدَّ الصدى متبسما
ذهبوا جوارَ مقدِّر الأقدارِ
ما ظلَّ من أخبارهم غير النَّدى
يسقي غبارَ الدَّربِ و الأشجار
#فاطمة_بشير