معلقة_على_جدار_الياسمين
طال الفراقُ فيا دمشقُ كفانا
إني بغيرك أسكنُ الأكفانا
قلبي وقلبك بالوصالِ حياتُهم
فعلامَ نُذبح بالفراقِ كلانا
تمشي على العكازِ اعوامي هنا
يا شامُ بُعدُك باعدَ الأزمانا
وتجرُّني نحو المَنيةِ غُربتي
وأقول مهلًا كي أرى فَيحانا
يا ليت حظي منك حظُّ مآذنٍ
كُسرت وما برحت هناك مكانا
ماقد هجرتك راغبًا لكنني
غصبًا هجرتك هائمًا حيرانا
وطرقت أبوابًا ظننت بأنَّ لي
وطنًا سواك فلم أجد أوطانا
كل الذي مدت دمشقُ له يدًا
مدوا الأيادي إنما لأذانا
من مثل جِلَّقَ في المدائنِ غادةٌ
تبدي الجمال وتكتم الأحزانا
من مثل أنت على جراحٍ تنطوي
من أجلنا وبضحكةٍ تلقانا
في عين كل الفاتناتِ قصائدٌ
لكنْ بعينِك أقرأ القرآنا
والشعرُ أوفى وصفَ كلِّ جميلةٍ
لكنه لما وصفتُكِ خانا
حينًا أراك صغيرتي أو دُميتي
وأراك أمي أو أبي أحيانا
ها قد رسمتُك في الدفاترِ
ها أنا أتقنت رسمَ حبيبتي إتقانا
وسكنتُ سطرينِ استحالا شارعًا
فظننت أني في (أبو رُمَّانا)
ونظرت عن يُمنايَ يشمخُ قاسَيونُ
وعن شمالي قد رأيت جِنانا
في كل شبرٍ منك عرشٌ فانظري
أنَّى وقفتُ حسِبتُني سلطانا
وإذا ذكرتك في القصائدِ كلنا
أنا والقصائدُ نلبسُ التيجانا
وحسِبتُ من فرطِ الغرامِ بأنه
يا شامُ ما عرف الغرامُ سوانا
يا شامُ .. وامتلأ المدى من عطرِها
والطيرُ لملمَ من فمي ألحانا
يا شامُ .. وارتشفَ الصدى خمرَ التي
ناديتها فارتدَّ لي سكرانا
يا شام .. واستلَّ الندى حرفين مني
كي يُبللَ منهما الريحانا
ياشاااااام ..كم ناديت باسمك مُتعَبا
ووردتُ ضفةَ حرفِه ظمآنا
فاسقي أيا شامُ العطاش تكرُّمًا
كي تُورقي ضلعًا غدا يبسانا
أختالُ باسمِك أرتديه مُفاخرًا
ماكنت ممن قد غدا عريانا
كانت تخرُّ لنا الجبالُ فما لنا
باتت تخر اليوم من شكوانا
مازال في بردى دموعٌ؟!
خبريني
أم ترى جفت على قتلانا؟!
مازال يأتي الصبحُ معتذرًا إليكِ إذا تأخرَّ
يطلبُ الغفرانا؟!
ما زالت الشرفاتُ فيك محطةً للبدرِ
يأتي يحتسي فنجانا؟!
مازال (ركنُ الدين)؟!
أم هم هدموا
يا شام فيك (الدينَ) و (الأركانا)؟!
لاتغمضي عينيك إني عائدٌ
من لي أنا إن تطبقي الأجفانا
وإذا سألتُكِ عن أوانِ لقائنا
ف (الآن) قولي يا دمشقُ (الآنا)