كتب:
حين تُحبُّ أحدًا ولا وصل بينكُما فإنَّ في هذا شُغلان لك :
فالأوَّل أنك تكون كثير الرُّقبى له، وطُول الرقابة هذا يُرهِق النفس، لأنَّك تخشى فوات هذا الإنسان وذهابه، لكنَّ شغفَك به يُذهِب عنك هذا الرَّهق، فتتلمَّحه من فوق حائط حيائك، وتنتظره بين بساتين محبَّتك، وتتخيَّل إقباله وسلامه وحُلو الأيام ..
والثاني أن روحك دائمة الرحلة إليه لأنَّ الأبدان مُتباعدة، ورُوح المرء كُلٌّ إمَّا عنده أو عند غيره، وأُكرِّرُها : لكنَّ شغفَك به يُذهِب عنك هذا الرَّهق، وهذا يشرح شُرود المُحبِّ وعُزلته وذهابه ..