View in Telegram
إيكادوّلي
🌿
إلى ... (حِمص) الحرّة ......... قريباً منكِ تجتمع الجهاتُ فحيثُ وقفتُ جازَ ليَ الصّلاةُ وجازَ الماءُ نحو الماءِ حتّى يظلَّ النّيلُ رهنَكِ والفراتُ وحيثُ وقفتُ قامَ دمٌ شهيدٌ ونامتْ عن دعاويهِ القضاةُ تجذّر في التراب فصار نخلاً وناءَ فغامَ فانهمر الأباةُ تباركَ ماؤكِ العاصي وجلّتْ عن النّظمِ البديعِ الحادثاتُ ........ هنا البلدُ الحرامُ لكلِّ حرٍّ وإرثُ الخالديّة والحماةُ هنا (حاميمُ) صبرٌ مستعانٌ وديكُ الجنِّ ينظمُ والهواةُ عبرنا خوفنا مطراً وشعراً جريئاً لا تصادرُهُ الرّواةُ وقمنا يكبرُ التّاريخُ فينا ومازالتْ تجودُ الأمّهاتُ نؤرّخُ حزننا ميلادَ فتحٍ ليسقطَ عن جناحيكِ الشّتاتُ ونقرأُ وجهَكِ العربيَّ نصّاً بلا لغةٍ وتسكنهُ اللّغاتُ كأنّك في علوم النّحو(حتّى) وكلّ الواقفين معي نحاةُ ........................ أجل ي حمصُ يا فئةَ الأقاحي تحيّزنا وأنكرتِ الفئاتُ وقبلك كان عودُ المجدِ غضّاً ولمّا تبلغِ الرّشدَ الحياةُ ويا وطناً تشظّى يا سميناً ويا مطراً يحاصرُهُ الغزاةُ تخلّقَ في يديكِ الصّبحُ حتّى مشى في موكبِ النّورِ الحفاةُ وما وطئوا تراباً من حريرٍ ولا شبعوا ولا لبسَ العراةُ وكم زرعوا لتحيا الأرضُ قمحاً وآثاراً وكم حصد الولاةُ فما صنعوا لوجهِ الشّامِ خبزاً ولا دُفعتْ لساكتها الزّكاةُ ................................ أجلْ خمسونَ قد مرّتْ عجافاً وتنتظرُ السّنابلُ والجُباةُ فما عادَ الغمامُ ببعضِ ماءٍ ولا وردوا ولا صدر الرّعاةُ إلى أنْ قامَ طفلٌ دونَ عشرٍ تسبّحُ في يديهِ الأحجِياتُ يوجّهُ دفّةَ الدنيا ويبني لوجهِ الله ما هدمَ البغاةُ يقابلُ بالأناملِ تاجَ كسرى كذلك تُقلقُ الجبلَ الحصاةُ وكم مرّ الصّباحُ ببابِ هودٍ فما حمدوا ولا قعدَ السّراةُ بِنا التاريخُ يفتحُ (بابَ عمروٍ) ويفتحُ ما تبقّى المعجزاتُ ............................ تقاسمنا دمَ الشّهداءِ ملحاً ويسرقُ خبزَ أمّتنا الطّغاةُ نُباعُ لينعم الوالي وزوراً يمانعُ باسمِ أمّتنا الزّناةُ كأنّ الأرضَ كلّ الأرضِ خصمٌ وتنتهزُ السّماءَ الطّائراتُ رُمينا عن يدٍ والأرضُ ضاقتْ بنا ذرعاً وما ضاقَ الكماةُ إذا الظّلمُ استباحَ حمى كريمٍ فشرُّ مآخذِ المرءِ الأناةُ فتنكسرُ القيودُ إذا عزمنا ونهزمُ حين تنكسرُ الذّواتُ ...... أبي لغزٌ يحيّرني وأرجو لهُ حلاً ولا يرجو العصاةُ يواجهني سؤالاً سرمديّاً لماذا غادر الجبلَ الرّماةُ ؟ ولولا أنّهم مكثوا قليلاً ولولانا لما ذبحتْ حماةُ ولا نامتْ عن الجدوى كرامٌ ولا حظيتْ بيوسفنا الرّعاةُ فحتّى لا نباعَ تعال خذنا وكلْ يا ذئبُ ما سام الغواةُ كأنّ الجبَّ حتى اليوم جُبٌّ وكلّ كواكب الدّنيا جناةُ فما ابيضّتْ لهم عينٌ وجادتْ وما زالتْ تجودُ الرّاجماتُ ومازالتْ قبابكَ شامخاتٍ بعهدتها تنامُ القُبَّراتُ فما نامتْ هنا عينا جبانٍ ولا مات البعيرُ هنا .. وماتوا هنا قبرٌ وتسكنه حياةٌ وتحرسُ خيمةَ المجدِ الرّفاتُ سلامٌ لا سلام لغيرِ حرٍّ وقبرٍ فيهِ تحتشدُ الصّفاتُ الشاعر أنس الدغيم
Share
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily
Start