يحكى أن ملكًا كان لديه حمار يريد تعليمه القراءة والكتابة، وقد رصد جائزة عظيمة لمن يقوم بتلك المهمة الجليلة بالإضافة إلى التكفل بعيشه في رغدٍ بجوار الملك طوال مدة حمار الملك النبيه، ومن يفشل فجزاؤه الموت، فتقدم ناس وفشلوا فكان مصيرهم الجزاء الموعود...إلا أن حجا تقدّم إلى الملك النبيه رافعًا شعار أنا لها وأنا ابن بجدتها ومعلم حمارها، لكن لي شرطًا وهي أن تملهني أيها الملك مائة عامٍ أعيش في جوارك معلمًا حمارك حيث هي المدة الكافية لتعليم الحمير لما يستغرق ذلك من جهد وطول زمان، فوافق الملك..
ولما انصرفَ صاحبنا، سأله الناس عن خبره وما ادعاه من تعليم الحمار، ألا يخاف الجزاء!
فأخبر رعية الملك مريد تعليم الحمار القراءةِ: أنه إما أن أموتَ أنا أو يموت الملك أو يموت الحمار..!!
وهذا حال كثيرٍ من مستشرفي الأيام السود والحوادث العظام ونهاية العالم، والطحين العالمي؛ فإما أن يموت المستشرفُ أو ينسى السامع، أو تتكاثر الأحداثُ فينسى الناس..