لا أبالغ إن قلت إن هذين الكتابين هما أفضَلا الكتب المؤلفة حديثا في السيرة النبوية؛ إذ إن الأهم في دراسة السيرة النبوية ليس هو مجرد معرفة الأحداث والأخبار على نحو السرد والحكاية- وإن كان هذا مهما ومفيدا بل ولابد منه في البداية - ولكن الأهم هو إعمال قانون النظر والتحليل واستجلاب الدروس المستفادة والتوغل في نقد الروايات التاريخية وترجيح بعضها على بعض بالمنهج العلمي المعتبر، وهذا بعينه ما سلكه الشيخ محمد الصادق عرجون - رحمه الله- في كتابه" محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهج ورسالة بحث وتحقيق" وهو المأمول في كتاب شبلي النعماني، بل أقطع أنه سيكون أوفَى من كتاب الشيخ الصادق عرجون؛ لِما عُرف من سوابق مؤلفات الشيخ من الدقة وبُعد النظر في التحليل وبذل الغاية في الاستقصاء.
لا أظن أن المهتم بالسيرة النبوية يحتاج إلى كتابٍ آخر بعد هاتين الموسوعتين الفريدتين.