سير القديسين

Channel
Logo of the Telegram channel سير القديسين
@saintgeorgesalhomeyramonasteryPromote
1.73K
subscribers
2.45K
photos
501
videos
1.01K
links
كونوا قديسين كما ان اباكم قدوس هو
*الكذب بالفكر*


*في الكذب*

ثمة ثلاثة سبل مختلفة و متعددة للكذب: الكذب بالفكر، بالقول و بالحياة نفسها.
يكذب بالفكر ذاك الذي يتقبل الظنون. إن رأى أحدا يتكلم مع أخيه يفكر: "إنهما يتكلمان عني". و إن توقفا عن الكلام ظن أن هذا التوقف هو من أجله. إن تفوه أحد بكلمة يظن أنه يقصد أذيته.
في كل شيء يظن بالقريب ويقول: " هذا لأجلي يفعل هكذا، و لأجلي يقول هكذا، هذا هو الذي يكذب بالفكر. فهو لا يقول شيئا مستندا إلى الحق. كل شيء عنده يستند إلى التخمين.

التعاليم الروحية
القديس دوروثاوس غزة
*علاقة الأهل بالاولاد*

حب الوالدين، إن شاء أن يكون أمينا لنموذجه الإلهي وأن يكون بآن وبالتالي حبا أصيلا، ناضجا، راشدا، عليه إذا أن يقيم الولد غاية من أجل نفسه، شخصا فريدا له اسمه الخاص الذي يدعوه الله به، له طريقه الخاصة المختلفة عن طريق الوالدين، له مصيره الذي لا يحق للوالدين أن يقرراه عنه. عليهما أن يدركا لا عقليا بل كيانيا، وهذا يتطلب  اهتداء و تطهرا مستمرين، إن ولدهما لم يوجد لسد حاجاتهما، ليس "زينة" حياتهما فحسب، ليس مجرد امتداد لهما يخلدهما في الوجود (من خلف ما مات) ويحقق بالضرورة الأحلام التي لم يتمكنا من تحقيقها. ( وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأولاد من جهتهم يخطئون عندما يتصورون أن الوالدين قد وجدوا من أجلهم، فلا ينظرون إليهم إلا كمصدر غذاء و عطف وأمان و رفاهية، و يتناسون أن وراء وظيفة الوالد والوالدة شخصا بشريا فريدا كشخصهم، له كيانه الذاتي و مشكلته الخاصة،  شخصا هو كشخصه غاية بحد ذاته وليس مجرد وسيلة). أما إذا عدنا إلى الوالدين فنقول أن حبهما الوالدي لا يستقيم من ناحية روحية وإنسانية بآن- إلا إذا أصبح هاجسهما لا أن يربطا الولد بهما و يجعلا منه صدى و مرآة لهما بل *أن يمداه بقوة تمكنه من أن يتعهد مصيره، تدريجيا، تعهدا حرا فينطلق بأجنحته الخاصة في مجالات الحياة ورحاب الله*
إنه لخير عظيم الاتكال على المشيئة الإلهية، هكذا السيد يسكن في النفس، ولا يعود يدخل أي فكر آخر غريب إليها، فتصبح الصلاة نقية، و يحس القلب بحب الله، حتى ولو كان الجسد متألما.
إن العيش أسهل كثيرا لأولئك الذين يتكلون على المشيئة الإلهية، لأنهم و حتى في المرض وفي الفقر و في الاضطهاد، يفكرون هكذا: "هذا يرضي الله، أما أنا فعلي الاحتمال بسبب خطاياي".
وها إني، و لسنين عديدة، أعاني من ألم في رأسي وكان من الصعب عليي تحمله، لكن هذا ينفعني، لأنه بالمرض تتضع النفس. إن روحي تلتهب شوقا للصلاة و السهر، لكن المرض يعيقني، والجسد المريض يحتاج إلى الهدوء والراحة. و لقد تضرعت كثيرا إلى السيد حتى يشفيني، لكن السيد لم يستجب لطلبتي. وهذا دلالة لي أنني لن أنتفع من الصحة.
لكن هاكم ما حدث لي مرة أخرى عندما استجاب لي السيد بسرعة و خلصني. ففي يوم عيد، كنا نأكل سمكا و أثناء الأكل بلعت حسكة انغرزت عميقا في حلقي، فتضرعت إلى القديس بندلايمون أن يشفيني، لأن الأطباء لن يتمكنوا من استئصال حسكة من الصدر. و في اللحظة التي لفظت فيها كلمة اشفيني، سمعت جوابا في روحي: " اخرج من غرفة المائدة وتنشق الهواء عميقا و ابصق والحسكة ستخرج مع الدم". وهكذا فعلت، خرجت، تنفست بعمق، و عطست فخرجت حسكة كبيرة مع الدم، ففهمت أن السيد لن يشفيني من آلام رأسي، و هذا يعني أنه خير لي أن أتألم هكذا.

القديس سلوان الآثوسي
خيرات أرضية، سيبارك الرب بتعبنا، سيبارك بأولادنا، بحياتنا، بمجتمعنا، بمستقبلنا، و سينظر الناس إلينا، و يقولون : هذا يشبه معلمه، هذا زارع للسلام، هذا محب للفقير، هذا معطاء لكل إنسان، هذا يحيا بأخلاق المسيح، هكذا يجب أن نكون، لأننا وثقنا به، نحن أبناؤه، لهذا إخوتي مهما اشتدت الصعاب مهما كثرت المحن و مهما سمعنا عن قلاقل و حروب، و زلازل، لا تخافوا، ثقوا، قال الرب " إني في وسطها فلن تتزعزع"، ثقوا و قولوا للرب، هوذا حياتي بين يديك، فأنت ربان سفينتها، أوصلها إلى ميناء الخلاص، أوصلها إلى الملكوت السماوي، حيث تكون أنت يارب، التي أعددتها لمن يحبونك، حيث لم تره عين، ولم تسمع به أذن و لا خطر على بال بشر، نعم يا إخوتي، لنكن أبناء الإيمان، أبناء الرجاء، أبناء يسوع و تلاميذه، لنثق بالرب، حتى على البحر لنسر واثقين به، و ناظرين إليه و هو لن يتركنا ولكنه سيرفعنا، فوق كل شدة و سيكون لنا نصيرا في كل حياتنا، عندئذ يمكننا أن نقول للناس، أي إله عظيم مثل إلهنا له العزة و المجد و الإكرام إلى دهر الداهرين، آمين.
عظة الأحد ١٣ بعد العنصرية والأحد الأول من لوقا *كيف ينجو المؤمن*
سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل

باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

انجيل لوقا اليوم يذكر لنا حادثة الصيد العجائبية، ويقول أن السفينة كانت بالقرب من الشاطئ، فصعد يسوع إلى إحدى السفينتين اللتين كانتا بالقرب من الشاطئ وبدأ يعلم، وهكذا نحن أيضا، إذ دخلنا الايمان بالمعمودية و تعلمنا من الرب يسوع، لا نزال على شاطئ حياتنا، عندما يكبر الإنسان، يقول له الرب كما قال لسمعان، ادخل إلى العمق و هناك في العمق نحن عندما ندخل إلى عمق الحياة يا إخوتي، تتقاذفنا أمواج الأهواء و ملذات هذه الدنيا وشهواتها، تتقاذفنا لقمة العيش و التفكير بالمستقبل و بأولادنا و حياتنا و بالموطن الذي نحيا فيه، فنخاف.. ولكن الرب يقول لنا كما قال لبطرس، لا تخف، و يقول لنا ادخل و ألق شبكتك فنقول له نحن بلسان بطرس: كيف؟ قد تعبنا الليل و لن نصطد شيئا، قد جاهدنا في حياتنا، تعبنا في هذا البحر، بحر هذا العمر و لكننا لم مجد شيئا فيه يسد لقمة عيشنا أو يحقق أهدافنا و آمالنا، ولكن إن كان لنا الايمان سنقول له: و لكن على كلمتك سألقي الشبكة يارب. نعم هذه الثقة المطلوبة مننا، أن نثق بالله، أن نثق بالرب، أن نثق بمخلصنا يسوع، أليس هو من مات على الصليب من أجلنا؟ لن يتركنا يا إخوتي أبدا، لهذا سنقول له: على كلمتك سنقتحم هذه الحياة، سنلقي شباكنا لنصطاد فضائل، لنصطاد سمات المسيحيين الأوائل، لنكون كما علمتنا ونتعلم عند قدميك، ونسمع كلمتك كما فعلت مريم أخت لعازر، عند ذاك يا إخوتي سنصطاد سمكا كثيرا، عند ذاك سيوفقنا الله في حياتنا، في مستقبلنا في أمور أولادنا، في وطننا، لماذا؟ لأننا بثقة بالمسيح يسوع نسير في هذه الدنيا، و كلنا إيمان أن الله معنا و أن الله لن يتركنا وأننا إن فعلنا شيئا في هذه الدنيا، فلأن الله معنا و ببركته سنصطاد نعما ، مواهب، وأيضا مواهب سماوية و خيرات أرضية، سيبارك الرب بتعبنا، سيبارك بأولادنا، بحياتنا، بمجتمعنا، بمستقبلنا، و سينظر الناس إلينا، و يقولون : هذا يشبه معلمه، هذا زارع للسلام، هذا محب للفقير، هذا معطاء لكل إنسان، هذا يحيا بأخلاق المسيح، هكذا يجب أن نكون، لأننا وثقنا به، نحن أبناؤه، لهذا إخوتي مهما اشتدت الصعاب مهما كثرت المحن و مهما سمعنا عن قلاقل و حروب، و زلازل، لا تخافوا، ثقوا، قال الرب " إني في وسطها فلن تتزعزع"، ثقوا و قولوا للرب، هوذا حياتي بين يديك، فأنت ربان سفينتها، أوصلها إلى ميناء الخلاص، أوصلها إلى الملكوت السماوي، حيث تكون أنت يارب، التي أعددتها لمن يحبونك، حيث لم تره عين، ولم تسمع به أذن و لا خطر على بال بشر، نعم يا إخوتي، لنكن أبناء الإيمان، أبناء الرجاء، أبناء يسوع و تلاميذه، لنثق بالرب، حتى على البحر لنسر واثقين به، و ناظرين إليه و هو لن يتركنا ولكنه سيرفعنا، فوق كل شدة و سيكون لنا نصيرا في كل حياتنا، عندئذ يمكننا أن نقول للناس، أي إله عظيم مثل إلهنا له العزة و المجد و الإكرام إلى دهر الداهرين، آمين.عظة الأحد ١٣ بعد العنصرية والأحد الأول من لوقا *كيف ينجو المؤمن*
سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل

باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

انجيل لوقا اليوم يذكر لنا حادثة الصيد العجائبية، ويقول أن السفينة كانت بالقرب من الشاطئ، فصعد يسوع إلى إحدى السفينتين اللتين كانتا بالقرب من الشاطئ وبدأ يعلم، وهكذا نحن أيضا، إذ دخلنا الايمان بالمعمودية و تعلمنا من الرب يسوع، لا نزال على شاطئ حياتنا، عندما يكبر الإنسان، يقول له الرب كما قال لسمعان، ادخل إلى العمق و هناك في العمق نحن عندما ندخل إلى عمق الحياة يا إخوتي، تتقاذفنا أمواج الأهواء و ملذات هذه الدنيا وشهواتها، تتقاذفنا لقمة العيش و التفكير بالمستقبل و بأولادنا و حياتنا و بالموطن الذي نحيا فيه، فنخاف.. ولكن الرب يقول لنا كما قال لبطرس، لا تخف، و يقول لنا ادخل و ألق شبكتك فنقول له نحن بلسان بطرس: كيف؟ قد تعبنا الليل و لن نصطد شيئا، قد جاهدنا في حياتنا، تعبنا في هذا البحر، بحر هذا العمر و لكننا لم مجد شيئا فيه يسد لقمة عيشنا أو يحقق أهدافنا و آمالنا، ولكن إن كان لنا الايمان سنقول له: و لكن على كلمتك سألقي الشبكة يارب. نعم هذه الثقة المطلوبة مننا، أن نثق بالله، أن نثق بالرب، أن نثق بمخلصنا يسوع، أليس هو من مات على الصليب من أجلنا؟ لن يتركنا يا إخوتي أبدا، لهذا سنقول له: على كلمتك سنقتحم هذه الحياة، سنلقي شباكنا لنصطاد فضائل، لنصطاد سمات المسيحيين الأوائل، لنكون كما علمتنا ونتعلم عند قدميك، ونسمع كلمتك كما فعلت مريم أخت لعازر، عند ذاك يا إخوتي سنصطاد سمكا كثيرا، عند ذاك سيوفقنا الله في حياتنا، في مستقبلنا في أمور أولادنا، في وطننا، لماذا؟ لأننا بثقة بالمسيح يسوع نسير في هذه الدنيا، و كلنا إيمان أن الله معنا و أن الله لن يتركنا وأننا إن فعلنا شيئا في هذه الدنيا، فلأن الله معنا و ببركته سنصطاد نعما ، مواهب، وأيضا مواهب سماوية و
بعد إنزال جسد المسيح الميت، بقي الصليب فوق الجلجلة. فأخذه اليهود وألقوه في بئر يستعمل كموضع للقمامة. و بعد قيامة الرب أيضا، لم يتورعوا عن سد قبره الفائق القداسة بالحجارة و الطين في سبيل أن يخفوه. وفي النهاية، حين سيطر الرومان على أورشليم الثائرة في العام ٧٠م، قاموا بهدم المدينة كلها و ضياعها و مساواتها بالأرض. ولاحقا، في فترة إعادة بنائها، في الموضع الذي كان فيه القبر المقدس، وبدفع من العدو (الشيطان) قاموا ببناء هيكل لأفروديت (آلهة الفسق الوثنية).
هناك شيء مماثل يحصل مع صليبنا الداخلي حين يسيطر الشيطان على أورشليم العقلية أي نفسنا و يدمرها، ينكسر هذا الصليب من جلجلتنا القلبية إلى جب قمامة لذاتنا و شهواتنا الخاطئة. و في موضعه نشيد صنم أفروديت و نسجد له إلى أن تفتقدنا النعمة الإلهية، التي تهشم صنم الخطيئة و ترفع داخلنا صليب إماتة الأهواء، إن تبنا بإخلاص فعلا.
من اقوال القديس يوسف الهدوئي

لو سقط البار عشرة آلاف مرة فإنه لا يستسلم بل ينهض من جديد. يستجمع قواه والرب يسجل له انتصارات. لكنه لا يكشف له انتصاراته حتى لا يستكبر. بالأحرى يعطيه أن يعي سقطاته .. ليتضع

الناس منشغلون بشتى الاهتمامات، غارقون في همومهم المادية، و هم يزدرون العمل الذهني حتى لا يشاء أكثرهم أن يستطلع و يستقصي و ينخرط في ما استغرق فيه الأقدمون، بل يناصبون العداء حتى من يسمعونه يتحدث عن تلك الأمور معتبرينه سخيفا أحمق لأن حياته غير حياتهم و يبدو لهم مضحكا

كل من تعلم أن الضيقات، و ما تؤول إليه التجارب، هبات من الله فقد وجد طريق الرب. فمن تأدب انتظر التجارب، بحماس، لأنه بها يتنقى، و إذ يحتملها يستنير و يعاين الله

لا تخش التجربة، إنها امتحان. يسمح الله بما يراه موافقا، وفي نهاية المطاف صلاحه يغلب

"عليك أن تصلي بهذه الطريقة: أرغب إليك، ربي، أن تصلح حالي لأباركك و أمجدك
*كيف يتم رفع الصليب داخل قلبنا*

جرى رفع الصليب الكريم في القرن السابع في أورشليم لكي يراه جميع الشعب و يسجد له. و ذكرى هذا الحدث هي خدمة رفع الصليب التي تقام كل سنة في الرابع عشر من شهر أيلول في كنائس الأديرة والرعايا. ولكن هذا الرفع للصليب هو رفع خارجي، وقد نقول أنه يوجد رفع آخر روحي للصليب في قلب الإنسان. متى؟ حين يقرر المرء بشكل ثابت أن يصلب ذاته مميتا أهواءه. *من لا يفعل هذا ليس مسيحيا حقيقيا*. بولس الرسول يقول هذا بوضوح كامل: *"من هم للمسيح صلوات الجسد مع شهواته" (غلا ٥ : ٢٤)* أي جميع الذين هم للمسيح قد صلبوا ذاتهم الخاطئة مع شهواتها وأهوائها. المسيحيون يرفعون الصليب في داخلهم و يبقونه مرفوعا طيلة حياتهم. هل الأمور هي فعلا كذلك؟ فليسأل كل منا ضميره، و يا ليت الجواب الذي يأخذه لا يكون: *" أنت تعمل مشيئاتك الجسدية و تطيع شهواتك. صليبك ليس مرفوعا بل ملقى في جب الأهواء، حيث ينحل بسبب تجاهلك و كسلك"*

كتاب إرشادات إلى الحياة الروحية
إذا عيشت العلاقة الزوجية كنسيا، لم يعد من مجال لتسلط و استعباد، لتلك "الحرب بين الجنسين" التي هي واقع يومي مفجع والتي تجعل الرجل والمرأة يتنازعان بشكل واع أو غير واع للسيطرة في العلاقة الزوجية، فيستخدم الرجل عادة القوة فيما تستخدم المرأة وسائل أخرى كالحرد و الشكوى الدائمة و ما شاكل ذلك. هذا كله يتخطاه الحب إذا تجلى بالمسيح وعاد إلى أصالته. فليس فيه من مجال بعد لسيد و عبد. صحيح أن الرسول يعلن أن "الرجل رأس المرأة". إنه بذلك يتبنى وصفا كرسه المجتمع البشري مدة أجيال و لا يزال يكرسه إلى حد بعيد إلى الآن، و هو رئاسة الرجل للشركة العائلية. هل هذه الرئاسة نابعة من "طبيعة" الإنسان، أم هي ناتجة عن عوامل اجتماعية تأثرت بدورها بعوامل تاريخة واقتصادية، وبالتالي فهي مدعوة أن تزول مع تطور المجتمع، أم هي خلاصة عامل طبيعي و عامل اجتماعي يتفاعلان، هذه مسألة شائكة لم يعطها العلم حلا نهائيا حتى الآن. ولكن المهم هو المعنى الجديد الذي يعطيه الرسول بولس بوحي روح الرب، لتلك الرئاسة: "فإن الرجل رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة"، إنها مسؤولية حب، إنها عطاء و بذل، لا تبتغي مصلحة من يمارسها بل خير الآخر: "لأن المسيح لم يرض نفسه لكنه كما كتب تعييرات معييريك وقعت علي". إنها ككل رئاسة في الكنيسة، خدمة دؤوب: "سمعتم أن رؤساء الأمم يسودونهم و عظماءهم يتسلطون عليهم، أما أنتم فلا يكون هذا فيما بينكم، بل من أراد أن يكون فيكم أولا فليكن للكل عبدا.."
أما خضوع المرأة فلا استعباد فيه من منظار كهذا: "أيتها النساء اخضعن لرجالكن كخضوعكن  للرب..فكما تخضع الكنيسة للمسيح ، هكذا فلتخضع النساء لرجالهن في كل شيء". المهم أيضا هو في هذا ال"كما" إذ إن المسيح لا يطلب إلا خضوعا حرا، خضوع القلب الذي يعطي ذاته تلقائيا: "يا بني أعطني قلبك…"، " من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه.." " إن فتح لي أحد أدخل.."، " ولا يبتغي من وراء هذا الخضوع الحر سؤددا و تسلطا، إنما يبغي فقط حياة المؤمن وفرحه: "لقد جئت لتكون لهم الحياة و تكون لهم بوفرة"، "مجد الله أن يحيا الإنسان"
أحد الذي بعد عيد رفع الصليب

قال الرب: *" من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني"* للوهلة الأولى تظن أن الأمر مستحيلاً فكيف لك أن تكفر بنفسك؟ هل ينكر الإنسان ذاته؟ وماذا يقصد الرب يسوع؟ نعم أن تنكر ذاتك يعني أن تحب الرب يسوع أكثر من أي شيء، لتستحق أن تتبعه، أن تتخلى عن مجدك، والأنا التي تتملّكك لتمتلك محبة المسيح وتغدو تلميذه الحقيقي. فمهما يبدو الأمر صعباً إن كنت تحب حبّاً حقيقياً، يساعدك الله في التخلي عن الذات وأمجادها ويزينك بصفة التلميذ، فما تعود تلميذاً لذاتك بل تلميذاً للمحبة، تلميذاً للرب يسوع.
حمل الصليب يعني أن تتبع درب الجلجلة كما مُعلّمك، أن تتبّع المسيح في درب آلامه، فكما معلّمك استهزأوا به وعيّروه، هكذا أن ستُعَيّر لأن الناس سيعاكسونك ويسخرون منك، وهذا لا يقتصر على من هم من غير إيمانك، بل ستُضَطهَد أيضاً ممن ينتمون إسمياً لجسد الكنيسة، الذين انحرفوا عن طريق الرب، فأصبحوا كالدم الفاسد في الجسم الصحيح.
إن رغبت إذاً تتبع المسيح، فعليك بحمل الصليب. سامح الآثمين ولكن لا تُذعن لهم. لا تعطي أذنك لملذات العالم الباطلة بل فقط لنداء الرب يسوع الجميل. لا تَدَع سعادة الشرير الكاذبة تفسدك. ازدرِ كل شيء لتستحق العيش بصحبة من خلق كل شيء وأبدع الكل بكلمته.
*" لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها".*
يقول المغبوط أوغسطينوس: "إهلاك النفس خطيئة كبرى وهذا ما لا يريده الرب لكن المقصود بإهلاك النفس، هو أن تقتل ما في داخلك من تعلّق بالدنيا، لأنه يبعدك عن التعلّق بالأبديات ويلصقك بالفانيات". فأنت بقتل الخطيئة في ذاتك تخسر الدنيا وما فيها لتربح المسيح ومجده المُعَد لك منذ إنشاء العالم. نعم تخلص نفسك ناقلاً إياها من الزمن الوقتي إلى الأبدية.
إن إنكار الذات وإهلاك الخطيئة وحمل الصليب من قبل الإنسان يتطلب منه أن يمتلك قدمين كقدمي المسيح أن يمتلك قدمي التواضع والمحبة، الفضيلتين اللتين تقودان إلى القمة. فعليه إذاً أن يقيم في المسيح ويمشي بقدمي المحبة والتواضع محباً حتى الموت، وباذلاً نفسه من أجل الآخرين كما عليه أن يماثل ضعة المسيح إن أراد أن يبلغ رفعته.
فماذا ينفع الإنسان إن ربح الأرضيات وملذات العالم وخسر السماويات وأفراحها، ماذا ينفعه إن كسب هذا الزمن المحدود وخسر الأبدية التي لا نهاية لها.
نعم يا إخوتي، يقول سيزاريوس أسقف أرليس: " من الأجدى والأفضل أن نحبّ العالم من ضمن علاقته بصانعه. العالم جميل، لكن الذي كوّنه أجمل بكثير. العالم مجيد، لكن الذي أسَّسه أمجد منه. لذلك فلنعمل على قدر طاقتنا، يا أحبّة لكي لا يغرقنا حب العالم، ولكي لا نحب المخلوق أكثر من الخالق. لقد أعطانا الله الأرضيات لكي نحبه بكل قلوبنا ونفوسنا. لكننا نثير غضبه علينا عندما نحب عطاياه أكثر من حبّنا إياه".
*" لأن من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحي به ابن البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة والقديسين".*
إن ابن الله صُلب، وأنا لا أخجل إذا خجل الناس منه. إن ابن الله مات. وهذا ما أؤمن به، لأنه قد يبدو ذلك للآخرين حماقة كما أنه بالحقيقة قام لأنه هو نفسه الحق. يقول العلامة ترتليانس: "هل يظن نفسه مسيحياً من يخجل بمسيحيته، أو من يخاف أن يكون مسيحياً؟ كيف يقدر أن يكون مع المسيح من يخجل أو يخاف من الانتماء إلى المسيح؟ يذكر القديس كبريانس: " حريّ بنا أن نفتخر بمسيحيتنا فالرب طوَّب المضطهدين من أجل اسمه قائلاً إن أجرهم عظيمٌ في السماوات.
فإن كان الرب يسوع قد قبل طبيعتنا واحتمل ضِعتها ليمنحنا أن نشارك نشاركه بمجده الإلهي، أفليس جديرٌ بنا أن نفرح بمسيحنا، ونفتخر باسمه القدوس؟ ثم إن فعلت هذا فأنت تعيش ملكوت السماوات في داخلك منذ هذه اللحظة، ولن تموت إذا متّ، لأنك قد مِتّ قبل أن تموت، فأنت تعيش الملكوت في داخلك وتتطلع لكماله في الآخرة وللمشاركة مع الأبرار والقديسين في المجد الأزلي آمين.

سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل الجزيل الاحترام
More