سير القديسين

Channel
Religion and Spirituality
Arabic
Logo of the Telegram channel سير القديسين
@saintgeorgesalhomeyramonasteryPromote
1.73K
subscribers
2.45K
photos
501
videos
1.01K
links
كونوا قديسين كما ان اباكم قدوس هو
To first message
النميمة تغاير الإدانة والإذلال
النميمة هي أن تقول عن فلان: قد كذب، قد غضب، قد زنى، أي التكلم ضده و فضح خطيئته بانفعال.
أما الإدانة فهي القول عن فلان مثلا: "إنه كاذب، غضوب، زان" بهذه الطريقة نحن ندينه، نحكم على حالة نفسه و على سيرته كلها مروجين عنه ذلك، ثمة فارق بين قولنا عن فلان أنه قد غضب، وقولنا عنه إنه غضوب، لأننا في الثانية نكون قد حكمنا على سيرته و حياته كلها.
المسيح نفسه قال: " يا مرائي، أخرج أولا الخشبة من عينك، حينئذ تبصر جيدا لكي تخرج القذى من عين أخيك" (لوقا ٦: ٤٢). لقد شبه خطيئة القريب بالقذى، بينما شبه الإدانة بالخشبة، بداعي خطورتها التي قد تفوق أية خطيئة أخرى.
الفريسي كان يصلي و يشكر الله من جراء أعماله الحسنة لم يكن كاذبا
و لم تتم إدانته بسبب ذلك، إذ يتوجب علينا أن نشكر الله الذي أهلنا أن نفعل الخير بمعونته و شركته. لقد دين عندما توجه نحو العشار و أضاف: "أنا لست كهذا العشار" إذ ذاك سقط، في زلة كبيرة لأنه أدان العشار نفسه، أدان حالة نفسه وبكلمة أخرى أدان حياته بكاملها و هكذا مضى العشار مبررا دون ذاك.
ما من شيء أخطر و أتعس من إدانة القريب و إذلاله. لماذا لا نحكم بالأحرى على أنفسنا من أجل الإساءات التي نعرفها جيدا. لماذا نتعدى حكم الله؟ و نحن، ماذا نريد من القريب؟. لماذا نود طرح أحماله على عواتقنا؟ لنا من الكفاية ما يشغلنا. فلينتبه كل منا إلى نفسه، إلى أخطائه الخاصة و لله وحده التبرير أو الدينونة. لأنه وحده يعرف حالة كل واحد، مقدرته، تصرفاته، مواهبه، مزاجه و خصائصه، وبموجب هذه و تلك يحكم كما هو وحده يعلم. فحكم الله على أسقف غير حكمه على أمير، وحكمه على رئيس دير غيره على تلميذ، وحكمه على شيخ غيره على شاب، وعلى مريض غيره على معافى. ومن يقدر أن يعرف هذه الأحكام إلا ذاك الذي صنع كل شيء وأبدع كل شيء و يعرف وحده كل شيء.

كتاب التعاليم الروحية
القديس دوروثاوس غزة
 عندما لا نفكر بالموت ولا بالعقابات و لا ننتبه إلى نفوسنا ولا نفحص تصرفاتنا بل نعيش كيفما اتفق و نخالط أيا كان، وخاصة عندما نستسلم للدالة مما يؤدي بنا إلى الخراب. لأنه ماذا يبعد النفس عن مخافة الله أكثر من الدالة؟ لذلك عندما سئل أغاثون عن الدالة قال: إنها تشبه ريحا عاصفة حارة عندما تهب تجعل الناس يهربون من أمام وجهها وتهلك أثمار الأشجار. أترون مدى قوة هذا الهوى؟ أترون هيجانه؟ وعن سؤال آخر: هل الدالة مسيئة إلى هذا الحد؟، أجاب الأب أغاثون: ليس هناك أسوأ من الدالة لأنها أم الأهواء كلها. كونها تطرد
عن النفس مخافة الله. إن كنا دائما بواسطة مخافة الله نحيد عن الشر، فحيثما لا توجد مخافة الرب، فهناك كل الأهواء. ليحفظ الله أنفسنا من هذا الهوى الفتاك الذي هو الدالة.

الدالة تأخذ أشكالا عديدة تظهر بالكلام، باللمس و بالنظر. هي الدالة التي تدفع إلى إطالة الأحاديث الباطلة، إلى التحدث عن أشياء دنيوية، إلى المزاح وإثارة الضحك غير اللائق. هي أيضا الدالة التي تجعلنا نلمس أحدا بدون ضرورة و تجعلنا نضع يدنا على أخ في سبيل التسلية، ندفعه إلى الأمام، نأخذ منه شيئا أو ننظر إليه بدون تحفظ و احتشام. كل ذلك عمل الدالة، كل ذلك ينتج عن كوننا لا نملك مخافة الله في النفس، ومن هنا نصل شيئا فشيئا إلى ازدراء كامل. "اجعلوا التقوى والاحترام في أبناء إسرائيل"، كان يقول الله عندما أعطى أحكام الشريعة (لاويين ١٥ : ٣١)، لأنه بدون تقوى و احترام لا نستطيع أن نكرم الله، ولا أن نطيع - ولو مرة واحدة- وصية أية كانت. لذلك ليس شيء أخطر من الدالة، فهي أم الأهواء كلها لأنها تنفي الاحترام و تبعد عنا مخافة الله و تولد الكراهية لأن ثمة دالة فيما بينكم، فإنكم تتطاولون بعضكم على بعض و تتكلمون عن بعضكم بعضا سوءا و تجرحون بعضكم بعضا. ما أن يجد أحد شيئا غير نافع حتى ينقله بالثرثرة و يرمي به في قلب أخيه. ولا يؤذي بذلك نفسه فقط بل و يضر أخاه أيضا بإدخاله في نفسه سما خبيثا. و يحدث أن يكون هذا الأخ قد فكر في الصلاة أو في أي عمل صالح آخر فيأتي ذاك و يدخله في الثرثرة فلا يكون فقط قد عطل عليه فائدة الصلاة، بل و أدخله أيضا في التجربة. وليس من شيء أخطر و أهلك من أن يأتي بالضرر على أخيه وعلى نفسه في الوقت ذاته.

التعاليم الروحية
القديس دوروثاوس غزة
*عظة يوم الجمعة تقدمة عيد الصليب وعيد القديس كورنيلوس ١٣/٩/٢٠٢٤*

باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إنجيلنا اليوم يقول فيه الرب يسوع  كلاما يمس كل واحد وواحدة منا، يقول *من أبغض نفسه في هذا العالم يحفظها للحياة الأبدية*، كلام قد يبدو للكثيرين غريبا كيف يبغض إنسان نفسه حتى يحفظها، أيمكن أن أهلك نفسي و بهذا أحفظها؟ في مفهوم البشرية هذا ليس منطق و بمفهوم أهل العالم و من يعيشون في العالم وليس لهم شركة مع الله، هؤلاء.. هكذا يبدو لهم ضربا من المحال. ماذا أراد الرب أن يقول إذا؟ أراد أن يقول أنك خرجت من جرن المعمودية حاملا نعمة الله، متحدا به، أصبحت عضوا في جسده، و عضوا مكرما في كنيسته، فإذا أنت قطعت صلة هذه النعمة مع المسيح، أنت تخسر، لماذا؟ لأنك خلال حياتك، إن لم يكن لك شركة مع الله، صلاة، وعندما أقول صلاة، أقولها بالشكل البسيط الذي نتكلم به، *أن تحدث الله،* فلنسأل ذواتنا، ألنا هذه الصفة؟ أنتكلم مع الله؟ أنحدثه عن هواجسنا و همومنا، عندما يكون لنا لقاء مع الله، أنأتي بوقت محدد أم نأتي بآخر الصلاة، أنظروا إلى أنفسكم، و حاسبوا ذواتكم، هل هكذا تكون لنا شركة مع الله، إن تذكرنا أننا بدون الله لا نسوى شيئا وأننا تراب، فخلال حياتنا إذا إن لم تكن لنا هذه الشركة مع الله من خلال الصلاة، من خلال العيش و يكون هذا العيش عندما نكون خداما لله، و هذا ما يقوله في الإنجيل، خادمي هو الذي يكرمني، و سيكرمه الآب، و حيث أكون أنا يكون خادمي، و كل واحد وواحدة منا هم خدام لله. ماذا يعني أن تكون خادما لله؟ يعني أن تسير في النور كما ختم إنجيل اليوم، لأنه إن لم تسر في ضياء و نور المسيح، في نور القيامة، في نور الكنيسة، أنت ستضل الطريق، و بهذا ستقطع صلة الرحمة بينك و بين النعمة الإلهية، فلا تفعل فيك، إخوتي، خلال حياتنا، مطلوب منا أن نكون نور من النور الذي لا يعلوه مساء من السيد الإله، وهذا يتوجب علينا أن نكون في مجتمعاتنا بأخلاقنا الحسنة، بأفعالنا، بلساننا، أن نكون مضيئين كالشمس، كيسوع المسيح، هذه هي فضيلة الإنسان المسيحي، أن يكون فاعلا في مجتمعه، زارعا للسلام، محبا للآخرين، وعائشا بشركة مع الله، لأنه بدون الله، سوف يجف، كالورد الذي يذبل، و ستلعب به رياح هذا العالم، ستضربه أمواج الخطيئة، أمواج هذا العالم و مغرياته الكثيرة، منها التكنولوجيا التي تبعدنا عن المسيح، أختم سائلا كل واحد وواحدة منكم، *هل نعطي الله في حياتنا وقتا أكثر مما نعطيه للانترنت؟* فيس بوك، واتس اب؟ علينا أن نخجل من ذواتنا ، أن نقف أمام الله عشر دقائق نمل، هذا ليس من أخلاقنا، عندما نقول أن عندنا قداس، و يبدأ الساعة التاسعة، لا بد أن تكون الساعة التاسعة، لا أن تأتي في آخر القداس لنقدم التعازي و النذور الاجتماعية، هذا ليس من شيمنا، المسيحي هو حاضر في حضرة الله في كل لحظة، إن لم نكن فاعلين، إن لم نكن مسيحيين حقا سوف يأكلنا هذا العالم و بتنا نسير في الظلمة لا في النور فانظروا أنفسكم و ذواتكم و حاسبوها أمام الله، علنا نعي أننا فقط مع الرب نكون و بدون الرب لسنا بشيء له المجد إلى دهر الداهرين آمين.
يجب التفكير بكلام المخلص الأخير لأنه، كما نعرف ذلك لم يقله صدفة وكل كلمة محملة بمعنى. بالنسبة لإدراكنا الضعيف بهذا الصدد، هناك ثلاثة جوانب يمكنها أن تكون بمثابة ناقل يساعدنا للاقتراب من هذا السر.
١. الذي علق على الصليب هو المسيح الذي أتى ليكمل النبوءات.
٢. الذي هو على الصليب هو إله الذي بواسطته تم كل شيء "اليوم علق على خشبة الذي علق الأرض على المياه…" إنه لرهيب أن نرى خالق السماء والأرض معلقا على الصليب…"
٣. الذي علق على الصليب صار بشرا كاملا. ابن الله، إله حق كأبيه، تنازل طوعا حبا بنا و مات ليشاطرنا وضعنا البشري إلى النهاية.

لا شيء في الأناجيل يسمح بمعرفة الترتيب الزمني لهذه الكلمات التي قالها يسوع. هكذا يبدو من المفضل تقديمها بالمقابلة بين التي نقلها الإنجيلي نفسه، ما عدا الأولى التي هي مشتركة عند متى و مرقس.

كتاب الله حي
كلمات يسوع السبع على الصليب:
١. إلهي، إلهي ، لماذا تركتني؟ (متى ٢٧/ ٤٦، مرقس ١٥/ ٣٤)
٢. يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. ( لوقا ٢٣/ ٣٤)
٣. الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس. ( لوقا ٢٣/ ٤٣)
٤. يا أبتاه، في يديك أستودع روحي ( لوقا ٢٣/ ٤٦).
٥. يا امرأة، هوذا ابنك. هوذا أمك (يوحنا ١٩/ ٢٦- ٢٧).
٦. أنا عطشان ( يوحنا ١٩/ ٢٨)
٧. قد أكمل، أو قد تم.
*العائلة قسم من الكنيسة و رمز لها*

إن الزواج يشكل قسما أساسيا من الكنيسة و هو في الوقت نفسه رمزا لها. كل ما تتصف به الكنيسة ينطبق على الزواج، لأن الزواج هو اتحاد مؤمنين في وحدة المحبة والايمان والأسرار للحياة الأبدية. هو بحد ذاته سر حي، سر المحبة المتكاملة أبدا، والكنيسة هي سلم يعقوب و نقطة تلاقي البشرية التي تحيا الحياة الإلهية والإله الذي يحيا حياة البشر، هي الثالوث يتجلى في البشري.
وقد أعلن عنه الذهبي الفم بقوة لا تقارنها قوة قائلا *إن اتحاد الزوجين ليس صورة لأوضاع أرضية بشرية بل هو صورة الله ذاته.*

*كيف تعيش العائلة سر الكنيسة؟*

*سر الكنيسة في علاقة الزوجين*

الكنيسة هي *"اجتماع أبناء الله المتفرقين إلى واحد"* في المسيح يسوع، مكان هذه الوحدة و متممها بالروح القدس. إنها وحدة المؤمنين على مثال وحدة الثالوث: *" وأنا أعطيهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن واحد"*. *"كل ما هو لي فهو لك و كل ما هو لك فهو لي"*. *" وكان لجمهور المؤمنين قلب واحد و نفس واحدة و كان كل شيء مشتركا بينهم"*. إنها وحدة لا تذيب الأشخاص و لكنها تؤكدهم، اتحاد مميز ( الألسنة النارية)
*عيد ميلاد والدة الإله (٨ ايلول)*

تعطي الترانيم فكرة واضحة عن العيد:

*"اليوم الإله المستقر على الأرائك العقلية، قد سبق فهيأ له عرشا مقدسا على الأرض، الذي ثبت السموات بحكمة قد أنشأ بمحبته للبشر سماء حية، لأنه من أصل غير مثمر أنبت لنا أمه غصنا حاملا الحياة. فيا إله المعجزات ويا رجاء الذين لا رجاء لهم يارب المجد لك" (في صلاة المساء باللحن السادس)*

*" هذا هو يوم الرب فابتهجوا أيها الشعوب لأنه هوذا خدر النور و. سفر كلمة الحياة قد وردت من الحشا. وإذ أن الباب المتجه نحو المشارق قد ولدت فهي تنتظر دخول الكاهن العظيم وهي وحدها أدخلت المسيح إلى المسكونة لخلاص نفوسنا" ( من صلاة المساء باللحن السادس)*

*" اليوم الأبواب العقيمة تفتح و يأتي باب بتولي إلهي. اليوم ابتدأت النعمة تثمر مظهرة للعالم أم الإله التي بها تقترن الأرضيات بالسموات لخلاص نفوسنا" (في صلاة المساء باللحن السادس)*

*" اليوم حنة العاقر تلد فتاة الله، السابق انتخابها من بين جميع الأجيال لسكنى المسيح الإله… لإتمام التدبير الإلهي، التي بها أعيدت جبلتنا نحن الأرضيين و تجددنا من الفساد إلى حياة خالدة" (في صلاة المساء باللحن السادس)*

*"… تولد الآن والعالم يتجدد معها، تولد و الكنيسة تتزين ببهائها، الهيكل المقدس وإناء اللاهوت وركن البتولية والغرفة الملوكية، التي بها تم سر الاتحاد الغريب لطبيعتي المسيح…" (الأبوستيخن باللحن الثامن)*
كتاب الرؤية الارثوذكسية لوالدة الإله
الكنيسة منذ القدم تعيد لميلاد والدة الإله. ففي القرن الرابع شيدت القديسة هيلانة المعادلة للرسل كنيسة باسم ميلاد العذراء. وعمم هذا العيد في القرن الخامس، فألف بطريرك القسطنطينية أناطوليوس (٤٤٧ - ٤٤٩) نشائد له. أما القديس أندراوس الاخريطشي (٦٦٠ - ٧٤٠) فقد وضع عظتين و قانونا جاء فيه: "إن العالم كله يحتفل بميلاد العذراء الملكة". ثم وضع كل من بطريرك القسطنطينية سرجيوس (القرن السابع) والقديس يوحنا الدمشقي (٦٤٠ - ٧٥٣) ويوسف الستوديتي ترانيم خاصة بهذا العيد.

حافظ التقليد الكنسي على المعلومات التي تساهم في إظهار الحقيقة الكتابية والعقائدية أي أن مريم هي من نسل داوود وأنها كما تقول الأناجيل عن يوحنا المعمدان، حظيت هي أيضا بولادة عجائبية. تم حل والدتها حنة من العقر فأنجبت العذراء المختارة التي ستقدم الطبيعة البشرية لكلمة الله. و ولادة العذراء التي أعلنها الملاك لوالديها بعد فترة طويلة من العقر كما ولادة يوحنا المعمدان، تجد لها تجسيدا مسبقا في العهد القديم. لكن ولادة والدة الإله هي أكثر من تجسيد مسبق لأن طبيعتنا ذاتها خسرت مع القديسة حنة عقرها و باشرت بحمل نتائج النعمة. إن ولادة العذراء العجائبية ليست نتيجة عمل إلهي اعتباطي حطم الله به التسلسل التاريخي الطبيعي لكنها مرحلة من مراحل التدبير الإلهي الخلاصي الساهر على سلامة العالم والعامل على تحضير مجيء الكلمة. لذلك كان لا بد للكنيسة أن تعيد للحدث الجلل: ولادة التي سوف تكون، بملء اختيارها، *"قصر الملك الذي فيه يتم السر الكامل لاتحاد طبيعتي المسيح"*

*" الباب العاقر يفتح و الباب البتولي يتقدم"* لإدخال المسيح إلى العالم. هذا العيد مرتبط إذا بالمسيح أيضا و به نعيد لسر مجيئه.

كتاب الرؤية الأرثوذكسية لوالدة الإله
عظة الجمعة 30/آب/ 2024
لسيادة الأسقف ارسانيوس دحدل

مقطع إنجيل متى الذي تلي على مسامعنا اليوم يذكر أن قوما من الصديقيون الذين لا يؤمنون بالقيامة، جاؤوا يجربوا الرب فقالوا له: واحدا تزوج فمات و لم يكن له نسل، و بحسب عقائد و إيمان اليهود يجب على أخيه أن يأخذ امرأته ليتزوجها، ليقيم نسلا لأخيه، فأخذها الثاني ثم الثالث و أخيرا حتى السابع و أخيرا ماتت المرأة، فسؤالهم كان للسيد، بالقيامة لمن تكون، لأنها كانت امرأة للسبعة؟
هنا الرب يسوع يقلب التفكير البشري، يجعل الانسان ينتقل من مستوى ترابي أرضي جسدي إلى مستوى روحي، فقال لهم: لقد ضللتم ألا تعلمون أنه في السموات يعيشون كملائكة، لا يزوجون و لا يتزوجون وأيضا من جهة القيامة فنحن نؤمن أنهم أحياء عند الله، لهذا قال لهم أما سمعتم أنه قيل، إلهكم إله إبراهيم إله أحياء و ليس إله أموات، اذا هذا هو إيماننا نحن يا إخوتي، أن كل من انتقل من هذه الدنيا و يحمل اسم يسوع، معمد و حامل لاسم الرب يسوع وكان عضوا مكرما في جسده، فاعلا وصاياه. هذا ينتقل من دنيا أرضية جسدية فيها ألم و عذاب إلى دنيا سماوية، واريد أن أبسط الأمور أكثر و أقول، اليهود والصديقيون لم يدركوا في ذلك الوقت أن هناك قيامة، لم يدركوا أن الله هو إله أحياء، لم يكونوا يؤمنون أنهم يعيشون كملائكة، وإنما يزوجون و يتزوجون في السماء وعلى هذه الأرض هناك أناس كثيرون يؤمنون بهذا التفكير ولكن اريد أن نتوجه إلينا نحن شعب المسيح، لا نستغربن أن اليهود لم يدركوا ذلك لأنهم لم يعاشروا السيد ، لم يعيشوا مع المسيح، لم يأخذوا من فضائله وتعاليمه و أخلاقه، نحن شعب المسيح، ماذا ندرك من فضائل السيد و تعاليمه و أخلاقه، في المجتمع العالمي العلماني، يأتيك ضيف فتقف لتسلم عليه لأن جلوسك هو إهانة للضيف. تذهب إلى مكتب مسؤول فتقف منتصبا و لا يمكنك أن تجلس، أبناء الكنيسة يأتون إلى الكنيسة لا يعرفون متى يقومون، ومتى يجلسون، لا تضحكوا، هذه الحقيقة تؤلم كل واحد مننا، عندما الكاهن او رئيس الكهنة يمثل السيد، يخرج ليقول السلام لكم، او السلام لجميعكم، او ليخاطبكم، علينا أن نقف إخوتي، لأن السيد نفسه يخاطبنا، نحن لسنا كشعب حاضرون في الكنيسة، نحن لسنا حاضرون في مسرح، لا نحضر مسرحية، إنما نشارك، نحن شعب مشارك في القداس الإلهي، نشترك كلنا، مع الملائكة و القديسين، لنقيم الصلاة، فإذا لم يكن لدينا هذا الخشوع و الرعب و الخوف والمحبة و الشعور بأننا أمام الله فما عتب على اليهود أنهم لم يعرفوا بقيامة الرب من بين الأموات. رسالة اليوم إذا لنا نحن شعب المسيح، إن كنا نؤمن أننا أبناء القيامة، إن كنا نؤمن أننا أبناء المسيح، فيجب علينا أن نعيش المسيح وعيش المسيح يأتي بالالتصاق بالرب يسوع، وتعلم فضائله و أخلاقه، لا يأتي بالأمور العالمية و ما نراه و ما نسمعه عبر وسائل الانترنت والأمور الأخرى، فالتعلم من المسيح يجب عليك أن تأخذه صديقا و رفيقا وإلها لك، حينئذ سيشير إلينا الناس في العالم أنهم حقيقة مختلفون عن باقي البشر، بماذا؟ بأن فضائلهم ظاهرة، أخلاقهم عالية، تعاليمهم سامية، هم أبناء لإله حي، عندها يمكننا أن نقول للناس تعالوا و انظروا أي إله عظيم مثل إلهنا له المجد إلى دهر الداهرين آمين.
More