تعاطى بعض الكرام بشكل سلبي مع ما كتبنا من تغريدات تناولنا فيها بعضاً من مآثر ومناقب ممن نعرف حق المعرفة من الشهداء، وتجاوز البعض ذلك إلى الشتم والنيل والسباب، والعجيب أن البعض تجاوز ذلك ليستكثر علينا معرفتنا أصلاً بهؤلاء الشهداء، وهو الذي لا يعلم أنهم أشقاء الروح وقطع الفؤاد، وأننا صحبناهم سنيناً حتى باتوا شيئاً منا، وأننا لم نذكر إلا قدراً يسيراً منهم، والذين لم نذكرهم أكثر من ذلك بكثير، وهذا حال جميع أهل غزة، فلا أظن أحداً كُلم في هذه الحرب من أهله وأصحابه وأحبابه بأقلّ من 50 شهيداً.
إن كل ما ننشر عن الشهداء لا يكون إلا بعدما ينشر ذووهم، وغالبا يكون بطلب منهم، ومثال ذلك الرسائل التي نشرناها عن أحد الشهداء لأخيه قبيل استشهاده، وأهل الشهداء وذووهم وأصحابهم أقدر من أي أحد على التمييز بين ما يجب نشره، وما يجب تركه.
لم ننشر أنا وبعض الكرام، إلا قدراً يسيراً جدا جدا من قصص أعز أصحابنا، الذين لم تترك هذه الحرب حتى متسعاً للحزن عليهم ورثائهم حق الرثاء، ولا إيفاء حقهم في النعي، وهذا واجب علينا لا تفضل، واجب يستكثره البعض !
نظن أنه من الضروري جداً تناول سير الشهداء إيفاء بحقهم أولاً ثم تعزيزاً لسردية المقاومة في هذه الظروف العصيبة، ثم تحريضاً لهذه الأمة عساها تتحرك، فلا شيء أولى في هذه اللحظة من إذكاء روح الأمة وتحريضها، ولا شيء يذكي نيرانها أكثر من سير الشهداء.
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون