في هذا الجحيم المسمى حرباً تقصف المستشفيات وتحرق ويقتل كل من فيها، طبيباً كان أم مسعفاً، أم أطفالاً خدجاً ونازحين.
في هذا الجحيم يقف الطبيب بمعطفه الأبيض أمام كتيبة دبابات ولا تذوب الإنسانية خجلاً من عارها حدّ الموت.
في هذا الجحيم يقتل الصحفي والمسعف ويسميان مقاتلين وإرهابيين، ويقف على الضفة المقابلة صحفيون يفجرون البيوت وينسفون الأحياء، ويسمون أبطالاً !
في هذا الجحيم تحرق خيام النازحين، ويشوى لحم من فيها شَيّاً، ويسمون (أضراراً جانبية) !
في هذا الجحيم، يجوع الناس حد الموت، ويعطشون حد الموت، وينزفون حد الموت، وبلاد العرب تغرق في النعيم !
في هذه الحرب، يقاتل الناس بالعصي والسيوف، وبجوارهم جيوش مكدّسة وأساطيل، وليتهم يقفون على الحياد !