View in Telegram
صَبـا 𓂆
كانَ يُلقّبُ بِأسدِ قُريش ، طلحَة الخير ، طلحة الفيّاض ، مَن قال فيهِ الحبيب ﷺ : " مَن سَرّهُ أن يَنظُرَ إلىٰ رَجُلٍ يَمشِي علىٰ الأرضِ وقَد قضَىٰ نحبَهُ فَليَنظُر إلىٰ طلحَة ". وفي أثرِ سيّدِنا طلحة ، وعلىٰ خُطاه .. سارَ طلحةُ زمانِنا علىٰ أديمِ الأرضِ شهيدًا يمشي عليها كما يَشهدُ العارِفُون ! سَيِّدُ الأمّةِ وأسدُ غزّة ، أبا طلحة الصّعترِيّ ، أبا طلحة المِقدام ، تزاحمَ علىٰ أبوابِ الفِداءِ فارًّا مِن لُعاعِ الدّنيا عاكِفًا علىٰ جِراحِ القومِ يُعِدُّ ويستَعِدّ ، مُتّكِئًا علىٰ الأتراحِ يرجُو السّعادةَ بعد الشّهادة ، يَجُرُّ نِياطَ غُربتِهِ يمتشِقُ أشواقَهُ للسّماء ، يأخذُ بِتلابيبِ أصحابهِ ويُوصيهِم : " الأخوّةَ في اللهِ يا رِفاق .. واللهِ لو علِمَ بها المُلوكُ لَجالدُونا عليها بالسّيوف ". أوّاه لو علِموها يا أخِي .. ورَبِّي لَسابقوكُم علىٰ غُبارِ الحُتوف ! أوّاه لو أبصروكُم تغزُونَ وتقتَحِمُونَ وتكتسِحُون ، لخَجِلُوا مِن المرآةِ أن ترىٰ وجوهًا داكِنةً جُبِلت علىٰ حُبِّ الدّنيا وكراهِيةِ الموت ! لو أبصرُوكُم تدوسُونَ أرتالَ دبّاباتِهِم وبِحجرٍ مِن أيديكُم تُفقأُ عيونُ كلِّ ميركافَا صنعتهَا قذارةُ المغضوبِ عليهِم ، لَودّعُوا الدّعةَ والكراسِي وخرُّوا إلىٰ الأذقانِ سجّدًا وأنابُوا لِرَبِّهِم راغِبين ! لو أبصرُوكُم علىٰ نهرِ البَيدخِ مع أصحابِ مُحمّدٍ تلتقُون ، ولِجوارِهِم ترتَقُون ، لأَغرقهُم طوفَانُ مدامِعِهم علىٰ ما فرّطُوا في جنبِ ربِّهِم ولِفتنةِ الدّنيَا ماكانُوا يتّقون ! ولستُ بِمقامِي هُنا يا أخِي أرثيكُم .. فما أنَا بِالقدرِ الّذي يُجزِيكُم ، حسبُنا أنّ موازِينَ السّماءَ وحدها تُوفِيكُم !
عسانَا فوقَ أديمِ السّماءِ يومًا نُلاقِيكم ..
💔
Share
Telegram Center
Channel
Join