هل يُبتلى الإنسان إلّا فيمن يحب وفي أعزّ ما يملك؟
هل كان هيّناً على أم موسى أن تلقي طفلها الرضيع في اليم؟ هل كانت تثق بالماء أم تثق بوحي الله؟
وهل كان سهلاً على ماشطة فرعون أن ترى أولادها يطبخون في الزيت أمامها قبل أن تلحق بهم؟ هل كانت أمّاً بلا قلب أم كانت أمّاً ثبّت الله قلبها؟
وهل كان مَنطقاً مُريحاً ترك أُمّنا هاجر لطفلها في الصحراء الواسعة وحده بحثاً عن الزاد؟ أأمنت الصحراء عليه؟ أم أمنت عناية الله له؟ وهل كانت الصحراء يوماً غير قاحلة؟
أخذوا من أم سلمة طفلها، وهاجر زوجها عنها في ذات التوقيت.. ألم يكن شاقاً عليها فقدها عائلتها مرة واحدة؟ ألم يكن إيمانها بالله وتوكلها عليه هو المنجي الوحيد لها؟
سيدنا يعقوب الذي لبث دهراً ينتظر ويأمل أي خبرٍ عن ولده حتى ابيضّت عيناه حزناً عليه.. ألم ينخر الألم قلبه وأفقده نعمة البصر! أآمن أم كفر؟ بل كان مُحتسباً ولم يفقده ألمه توكّله وبصيرته.
ولقد كان شديداً أيضاً على سيدنا إبراهيم أن يهمّ بذبح ولده بيديه وتشهد عيناه على ذلك.. لم يكن ليُطيق لو لم يقويه الله ويصبر قلبه حتى اجتاز الامتحان وتقبل منه.
في تلك المحن أمثلةٌ كثيرة وواقعة في تاريخ الإسلام..
وكذلك في تاريخنا اليوم هو ليس بهيّن على أمهات غزة، تّفجع كل دقائق أم بولدها.. لعلّه خير، سيثبتكنّ الله وحده، وكما يقول - رسول الله - ختام كل بيعةٍ، جائزةً لكل مؤمن: ولكم الجنة.
اللهم ولصبرهم وبيعتهم
ودفاعهم عن دينهم،
وقبلة المسلمين..
اللهم ولأهل غزة الجنة.
🌿🕊
•صبا آل محمد